الفصل الثالث والعِشروُن.

14.6K 417 35
                                    

#بَراثن_الذِئب.
[ الفِصل الثالِث عشِر ].

______

" لَّم تكُن تعلم بأنْ بعد كُل هَذِه السعادِة سيحِلُ محلها حُزَّنٍ دامِس وطاغِي على قلبـها".

______

وِقع الكلمِة يتراقِص بطرِبٍ بين ثنايا قلبها، دِلفت للقصرِ وعلى ثغِرها إبتسـامِة واسِعة وعينيها تمتلأ بالدِمُوع غير مُصدِقة، ولكِن تذكِرت طِلبهُ :" هتقدِملك أوُل ماتخلصِي أمتحانات ثانِوي" . كانت تسير بالرِوُاق بسعادِة حتى أصطدِمت بأخِيها شِهـاب بقُوة .. ليتراجِع بخُطوات وهُو ينظُر إليها بعصبية..

لتهـتف بسعادِة وهي تمِسك بكِف أخيها:
- قـال أنهُ بيحبِيني وهيتجُوزنِي .. قلبي فرحان ياشهاب فرحان والدُنيا مِش هتساع فرحتي ..
قطِب حاجِبهُ من حدِيثها الغَرِيب، ليهتف بتساءُل:
- ومِين دِه؟
- ياسينْ .. هُو اللي أنقذِني وجابنِي المُستشفِىٰ.
اومـأ لها وقبـل أن ينطِق هتفت لهُ بلهفـة وحماس:
- مِعلش بقى ياشهاب لازِم ألحق اذاكِر علشان بعد ثانِوي هيتقدِملي ..
قهقه على غرابتهـا، يعلم مدِى طِيش أختهُ وتهُورها، وهُو بعد أن علم من قبل إحدِى المُمرضات عن زِيارات ياسين لـ لورا، جعلهُ يبحِث عن معلُومات تخِصهُ، وراى بأنهُ رِجُل طِيب وأن حياتهُ هادِئة تخلُو من المتاعِب .. قاطِع تفكِيرهُ صوت أختهُ تسأل بفضُول:
- شِهاب .. ماما فين؟
لم يعلم بماذا يُجيبها .. نظِر إليها بِبُرودِ ونبرة جافـة:
- فِي السجِنْ.
هتفت بصدِمة:
- نعم!!

____

فِي المِشفـىٰ
غُرفة فريدِ ..

كان من المُفترِض أن تأتِي الطِبيبة لتبدأ في جِلستها الثالثِة لهُ ولكِنها تأخِرت ولم تأتِي، لتنظُر لهُ قُدِس قائِلة:
- مُمكن أساعـدِك تقُوم وتسـ ..
قاطِعها بجمُود:
- مِش محتاجكِ.
لتهدأ وتصمُّت، لازَالت تأتِي كُل يوم للمشفى للأطمئنان عليهِ وعلى تحسن صحتهُ، وقلبها يقطُر وجعاً بمشاهدتهُ يبتسم للطِبيبة المُعالجِة لهُ، فُتح الباب وطِّلت الطِبيبة بمظهرها الأنثِوي الخاطِف للأنِفاس، لتبتسم بإشراق قائِلة لـ فريد:
- آسِفة علشان اتاخِرت، زحمـة المُواصلات تتعبِ.
تبسمَّ بوجهها، لتعضُ قدِس على شفتِيها من الداخِل بغيظِ، وهي تبدا علاجهُ ..

بعد فتِرة كادِت أن تنتهي الطَبيبة قبل أن تدِلف إحدِى المُمرضات تخِبرها بأنهُم يحتاجُون لقدُّومها في أمِر، لتنهِض وتعتذِر ذاهِبـة، نظِر فريد لقُدِس لينتبهِ بأنها تبكِي ولكنْ بدُون صوت، ليهتـف بتسأل وهُو ينظُر إليها:
- مالك؟
رفعت عينِيها المُتلألأة وهتفتِ بصوت كالآنِين:
- أنتَ ليهِ مِش قادِر تتقبلني يافريد
انا بعترف اني غلطِت لمَّا مرفضتِش بِس ماستهلش كُل ده، بتعاملني كأنِي غريبة ومعامِلة وحِشة .. وغيري بتعاملهُم أحِسنْ.
فهَّم من حدِيثها الإشارةِ لـلطِبيبة، ليهتف بهُدِوء:
- عنـدِك حِق .. بس أنا زِعلان مِنْ نفسي .. كُل حاجة ضاعت مني ياقُدِس مع كُل فرد بيمُّوت بحِس أنهُ بياخُد من روحي حتة ويسبني بروُح فاضية .. أنتِ ممكن تسيبيني في أي لحظِة لُو انا معملتش اي حاجِة أو قدِّمتهُ ليكِ .
هتفت بصُوت باكِي:
- بِس انا مِش هعمِّل كده، ولو كُنت .. كنت سيبتك من أوُل ماعرفت اللي حِصلك، أنا مِش قليلة الأصل، أنا حبيتك بجد وحبيت أنِي أفضل معاكَ وعُمري ماندمت على حُبي ليك..
ثُم أكملت وهي تقترِب بمقعدِها:
- مُمكن تنِسى كُل حاجِة حصلت ونبدِأ مِن تانِي؟
ضمَّ كِفها بين راحـة يدِيهِ ليقُبِّلها:
- حاضِر.

براثن الذِئب.✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن