البارت 3

3.7K 192 38
                                    

-أرجوك أنقدني ، اااااه
- ملاك عزيزتي مابكي ؟!

أسقطت الهاتف من يدها ، وأمسكت صدرها بألم ، لا بد وأنها نسيت شرب دوائها في الغداء أو أن للصدمة دور في ذلك، وبينما ليزال محمد على الخط سمع صوتا يقول :

- أيتها الجميلة إن لم تفتحي فسأكسر الباب على رأسك أتسمعين ،إذا إفتحي ولاتجعليني أغضب أيتها اللقيطة اللعينة ، قلت افتحي !!!!!

صدم السيد محمد مما كان يسمع وعلم مالذي ينويه ذلك المتوحش الجاحد ، وأسرع في ارتداء سترته وخرج من قصره إلى سيارته ، وبسرعة فائقة وصل إلى الميتم خلال خمس دقائق وذلك بفضل الليل و سكون الشارع الخالي من السيارات ،ولحسن الحظ أن ذلك الأبله نسي أن يقفل الباب وراءه ،فدخل دون عناء طرق الباب وأخد يبحث فسمع صوت المدير ثم بدأ يقترب من المكان دون أن يصدر صوتا ،ففغر فاهه حين وجد أن الباب مكسور ، وأن تلك الصغير تقاوم ذلك المتبجح ، فجذبه من سترته ولقنه درسا لن ينساه طوال حياته أبرحه ضربا كما لم يفعل من قبل ، لدرجة أن ذلك المتوحش سقط مرميا على الأرض وأنفه ينزف بغزارة و سرعان ما سمع صوت سيارة الشرطة والإسعاف ،حيث حملوا في هذه الأخيرة تلك الصغيرة المسكينة ، أما الشرطة فدخلوا واعتقلوا المدير ، قال قائدهم :

- أنت رهن الاعتقال يا سيد بتهمة تعذيب أطفال يتامى ، وأكلك لنقوذهم
فقاطعه المدير قائلا :

- هذا كذب أنا لا أعذب أحدا

فرد عليه الضابط بنبرة رسمية :
- لامجال لإنكار الأمر يا سيد فقد توصلنا بفيديو يوضح فيه ضربك المتوحش للأطفال سيزج بك في السجن نصف عمرك ،ولكن ذلك قبل أن تتهم أيضا بمحاولة اغتصاب طفلة صغيرة وذلك تحت مرأى أعيننا.

ثم أمر رجاله بأن يأخدوه إلى السيارة،فالتفت الضابط إلى الطبيب قائلا :

- لاتقلق يا سيد فنحن ستتكفل به ونعيد تربيته من جديد كما أنني أضمن لك بهذه التهم لن يخرج من السجن أبدا
فرد عليه :
- حسنا شكرا لك ،والآن عن إذنك.

فخرج السيد محمد متجها لسيارته عازما اللحاق بسيارة الإسعاف وعندما وصل ،اتجه لغرفة الطوارئ فوجد تلك الملاك نائماً و مجموعة من الأجهزة المحيطة بها ، فتذكر ابنه الذي رحل عنه ، وعادت به الذاكرة إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي عبرت فيه زوجته عن مشاعرها تجاهه وصرحت بكل بساطة أنها لم تعد تحبه ، لأنه أصبح يهتم بعمله أكثر منهم ، كما أنها لم تقدر ظروف عمله ،ومازاد الطين بلة أنها طلبت الطلاق منه ،ولأنه كان غاية في التعب والعصبية ذلك اليوم ،بعد قيامه بعمليتين خطيرتين لم يمنح نفسه عناء التفكير فطلقها في لحظة غضب ، فجمعت كل ماتحتاجه وخرجت متجهة بذلك الصبي الباكي إلى مسقط رأسها ألا وهي بريطانيا .

مهما طال الزمن ... ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن