البارت 2

4.7K 201 48
                                    

- معكي حق في أن تندهشي ، فبالرغم من أنني لست أباكي الحقيقي ، إلا أنني أعتبركي أكثر من ابنتي التي لم أنجبها هل فهمتني يا عزيزتي ؟

نزل الخبر عليها كالصاعقة :

- لا أصدق هذا كله هراء !! كيف ومتى وأين حصل كل هذا ؟!!

- حسنا يا بنتي سأحكي لكي القصة كلها ولكن أولا أريد أن أعتذر مني لأنني لم أخبركي بالحقيقة منذ زمن وكان ذلك لأسباب سأتطرق لها فيما بعد ، في حين كيف حدث كل هذا ، فقد كان ذلك منذ ...

وبدأ محمد يحكي القصة لملاك ...

حيث كان في يوم عاصف شتوي والجو بارد قارس ، يغمر الأحياء الهدوء والسكينة ، كل فرد مجتمع أفراد الأسرة حول الدافئ يتسامرون ، كانت هناك امرأة تبدو في العشرين من عمرها نحيلة ضعيفة ، إلا أنها جميلة ، تبدو رشيقة ، ترتدي ثيابا بالية ، يبدو عليها الفقر ،كانت تجر عربة صغيرة تخص الأطفال ، في جوفها فتاة صغيرة حديثة الولادة ، جميلة وناعمة ، ولا تعلم أين سيرمي بها سهم القدر ، وصلت المرأة إلى وجهتها عندها قرأت الافتة " دار الأيتام " ، سرعان ما أغرُرقت عيناها بالدموع ، دقت جرس الباب ورحلت بسرعة عندها خرجت المديرة ووراءها المربية حيث وجدوا فتاة في عربة أطفال ،وورقة مكتوب عليها
" اعتنوا بها ، اسمها ملاك "

- من ترك هذه الطفلة هنا ؟!
قالت ذلك مديرة الدار
بينما أجابت المربية بغير مبالاة :

- أظن أن أمها تركتها هنا ورحلت ، ويبدو أنها فتاة زنى ، ولو لم يكن كذلك لما تركتها هنا مع رسالة تحمل اسم الفتاة يا سيدة نبيلة

السيدة نبيلة : - لا تقولي هذا يا خديجة فإن بعض الظن إثم ونحن لا نعلم ما قصة هذه المسكينة . قالت ذلك بوجه حزين

المربية خديجة : - أنتي طيبة جدا أيتها المديرة ، وطيبتك تلك لا تجدي نفعا في هذا الوقت أبدا فهل في نظرك توجد أم تترك فلذة كبدها ؟

السيدة نبيلة : - لا تنسي يا خديجة أن لكل إنسان ظروفه الخاصة و كما تعلمين أن للضرورة أحكام ، ونحن لسنا بعالمي غيب لكي نعي ما حصل بضبط للطفلة سوى أنها أصبحت يتيمة الآن ، هيا اذهبي وجهزي حليبا لها كما أنني شخصيا سأشرف على تربيتها

خديجة : - كما تريدين سيدتي ، عن إذنك الآن

أدخلت السيدة نبيلة ملاك الى مكتبها ، فقد كانت امرأة في أواخر الأربعنيات ، ممتلئة بعض الشيء مما جعلها تبدو قصيرة القامة وتضع حجابا على رأسها .
بعد عشر دقائق سمعت طرق الباب
- تفضل

مهما طال الزمن ... ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن