تبعها بعينيه وهي تتجه نحو الصعود فالتف ينظر تجاه الباب ثم أخرج المفتاح من جيبه ووضعه في القفل ودلف إلي الداخل
كانت تكسو وجهه ملامح مخيفه ونظرات عينيه شرسة للغايه
ظل يحدق أمامه بحقد دفين ثم قال : إيه مناوياش اتموتي عاد ولا إيه؛ طلع نفسك طويل جوي غير ماكنت خابر ؛ متبصليش اكده ؛ أني لو رأيد اخلص منيكي هي ديتك طلقه
ثم أكمل بفحيح وهو يقترب من تلك التي كانت متكوره علي نفسها فوق الأرض وتوليه ظهرها ولا يصدر منها سوا أنفاسها المتعبه
: أني خابر زين إنك رايده اكده؛ بس لاه مش هنولهالك ؛ أني عايش بس لأجل ماشوفك بتتعذبي اكده جدامي ومانتيش طايله موت من حيا
وأردف بسخريه وهو يقهقه بشراسه : چايبلك خبر زين ؛ في حد من ريحة الغالي اهنه في السرايه ؛ إيه جولك عاد عشان تعرفى بس إني مهحرمكيش من حاجه واصل هههههه
استقام في وقفته ثم أخرج من جيبه بعض الأدوية والقاهم علي الأرض بجانبها
واتجه ناحية الباب وهو يقول : اطفحي من الدوا ديه؛ ماعيزكيش اتموتي دلوك
وخرج وهو يغلق الباب بهدوء وينظر يمينا ويسارا مثلما فعل وهو يدخل
اما في الداخل فاعتدلت تلك المتكوره بالم شديد وجلست وهي تستند بظهرها علي الفراش خلفها بتعب
فكانت ملامحها متعبه للغايه فهي تبدو في منتصف الاربعين ولكن من ينظر إليها من بعيد يظنها بلغت الثمانين فهي هزيله للغايه ذات وجه مصفر وتجاعيد حول الفم والعينين
كانت تفتح عيناها بصعوبة شديدة وهي تكرر بداخلها ما قاله علوان للتو
ثم نظرت أمامها بشرود ودموعها تنساب فوق خديها ونظرت إلى تلك الأدوية الملقاة بجانبها وهي تردد عباره واحده بوهن شديد لم تفارق لسانها منذ ما يقارب عشرون عاما : حسبي الله ونعم الوكيل
__________________________
في الصباح علي طاولة الإفطار كان يجلس جميع من في القصر ويترأسهم الحاج عبدالحميد على رأس الطاولة
اختار حمزه الجلوس بجانبها حتي يكون قريب إذا استدعي الأمر تدخله فهو غاضب للغايه من ذاك اللزج الذي يجلس أمامها مباشرة وهو يلتهمها بنظراته الوقحه تلك
فهو لم ينسي محاولته المستمره في التقرب من راما منذ مجيئهم البارحه وهو يتبعها اينما ذهبت
ويحاول بشتي الطرق لفت انتباهها ؛ وكل ذلك يشعره بالغضب ويريد أن ينهال عليه ضربا ولكنه يسيطر علي نفسه في آخر لحظه