في بلده كبيره من بلدان الصعيد وتحديدا في منزل كبير للغايه يشبه قصور الملوك قديما هو يحتوي علي كل شئ قديم الحيطان والأساس وربما الأناس ايضاً
سيده كبيره في السن تبدو في أواخر العقد السادس من عمرها كانت تجلس علي كرسي من الخشب العاج القديم مزكرش بطريقه تناسب عصره مثل جميع الاثاث حوله
وفي يدها مسبحه من الخرز الكبير مضيئه تشبه حبات اللؤلؤ ومع كل حركه أصبع تحرك لسانها معها الي ان فاقت علي صوت ما
شخص طويل وممتلئ الجسم لحد ما ولديه شارب كبير وبشره سمرا يبدو انه في نهاية العقد الرابع من العمر يرتدي جلباب وعمامة رأس ويمسك في يده عصا ملتويه من نهايتها
علوان : صباح الخير يا كبيره ، كيفك ياما انشالله زينه
الأم : صباح النور يا علوان ، زينه يا ولدي الحمدلله
طالع بدري النهارده خير يا ولديعلوان بعد أن قبل يدها : خير ياما متشغليش بالك اتي حدايا شويه مصالح هجضيهم جبل الفرح والشغله يلا هتيسر انا دعواتك يا حجه
الام : اتيسر يا ولدي ربنا يحميك ويجضيلك المصالح
خرج شخص ما من احدي الغرف يمسك في يده عصا يستند عليها كسي الشيب رأسه ولحيته وبرغم ذلك يمتلك ملامح هادئه جميله وعيون عسليه واضحه رغم كبر سنه فهو في سن التمانين ومع ذلك يمشي كالاسد لاينحني وصوته يزلزل الجبابرة
ثم نادي عليه تحرك علوان نحوه وقبل يده ورأسه وسار معه حتي جلس قرب زوجته وخاطبه قائلا
الأب : حددت اختك وجوزها يا ولدي لأجل الفرح
علوان : ايوه يا ابوي حددتهم وهيجو يوم التنين متشلش هم يا حاج هتيسر انا بجي سلام عليكم
الأب : وعليكم السلام يا ولدي
ثم نظر تجاه زوجته فوجد معالم الحزن تسكن وجهها وتنظر أمامها بلا هدف فخاطبها قائلا :
أي يا حجه فاطنه مالك عاد مبيناش الفرحه علي وشك لي ديه فرح بت ولدك الغاليهالحاجه فاطمه : لع يا حاج اوعاك اتجول اكده اني فرحانه بس كان نفسي الولد كولاتهم يبجو حوالينا ونفرح بعيالهم
الأب : فكرك اني كومان ما نفسيش في اكده ربنا وحده اللي يعلم بس هنعمل اي عاد ما باليد حيله
الحاجه فاطمه : ربنا يرد غيبتك يا ولدي واعيش لما اشوفك واشم ريحتك
الأب : ربنا يديكي الصحه يا حجه، هيرجع بإذن الله هيرجع ولدي وانا عارفو زين