ظلت شارده في ذلك التوقيع الذي أتى اخاها منذ قليل وأخذه علي تلك الورقة التي تدل علي ملكيته لها
فقد ظلت حبيسة غرفتها منذ قرار جدها بالأمس ولم يخطر ببال أحد كيف تشعر هي فجميعهم مهتمون بكيفية تخريب تلك الزيجة أو بالأصح البيعة
ابتسمت بسخرية وهي ترجع ظهرها للخلف متذكرة وجهه بعدما سمع ذلك من جده ،نفور،كره، غضب،وعدة مشاعر لم تتبينها بسبب دموعها التي انهمرت وركضت لأعلي
من وقتها لم تطي قدميها خارج غرفتهامسحت دموعها بقوة ولا تدري ماهية تلك المشاعر التي انتابتها منذ قرار جدها
لا تعلم اتحزن لانها فرضت عليه وهو مضطر للقبول بها من أجل ذلك الصلح اللعين
أم تفرح لانه تحقق حلم الطفولة والمراهقة وكذلك الشباب ،فهي لم تسمح لقلبها بنسيانه أو التفكير بغيره
ظلت شارده فيما مضي فهي كانت ابنة التسعة أعوام عندما حدث ما حدث
فهي تتذكر تلك الحادثة بصوره مشوشة، ولكنها تتذكره هو بجميع تفاصيله صراخه وبكاءه ووقوفه بوجه والدها وايضا عقابه...تتذكر كيف كان والدها يتفنن في عقابه وبمساعدة والدتها أيضا، تتذكر المرات العديده التي يخرج جدها للسفر من أجل تجارتهم وايضا مرض جدتها فقد كانت طريحة الفراش لأعوام عده
تتذكر كيف كان والدها يتصيد له الأخطاء كي يعاقبه مستغلا غياب الجد ومرض الجده
ولكنها كانت تفعل ما بوسعها كي تخفف عنه فهي بالآخير مجرد طفلة لا تملك فعل شئ
تتذكر الأيام التي كان حبيس تلك الغرفة وهي ايضا كانت حبيسة ولكن خارجها، كانت تظل قابعة أمام باب الغرفة رافضه الطعام مادام هو قد حرم منه ،رافضه كل شيء حرم هو منه
كانت تحدثه وتحكي له كل ما يدور في الخارج، ماذا تحب وماذا تكره،ماذا تريد ان تكون حين تكبر،تقص عليه أشياء من وحي خيالها أحيانا
وبالرغم من الصمت الذي كانت تقابله كلماتها الا انها لم تيأس وظلت علي وتيرتها تلك
كل يوم تذهب إلى باب الغرفة المظلمة التي كانت مخصصة لعقابه ،تظل تثرثر وتحكي له وتضحك علي نكاتها التي تلقيها دون انتظار مقابل دائما ما تقابل الصمت
حتي بعد عودة الجد وخروجه من تلك الغرفة كان ايضا حديثه الصمت ولم يبدي اي ردة فعل عكسها،فهي كانت تفرح كثيرا بعودة جدها فقط من أجل انتهاء فترة عقابه
حاولت كثيرا اثناء والدها عن عقابه الا انها كل مره كانت تنال صفعة تجبرها علي الصمت
إلي ان أتي ذاك اليوم الذي خرج فيه من القصر ومن حياتهم جميعا سواها، فقد خرج ومعه قلبها ذو الخمسة عشرة عاما