•○١_شبح ؟○•

46 3 0
                                    


'عَجزتُ عن التنفْس حين رأيتُك '

غُرفه مُعتمه كعتمة المقابر تمامًا ، رُغم ذلك لم ترتاح بنومها تُفكر ويضخ الدم داخل عقلها ولم تستطيع النوم .

أشلال الحُزن تمر داخِلها وتموجّ كبتلات مُنقعه ، دِمعه ساخنه تسربت من بين جِفنِها على أمل هدايتها ولكنها لم تصمد بل إزداد
رزازِها .

أمسكت بطرف الشراشف التي تُلقيها فوق جسدها لتُجفف عيناها حين سمعت الباب يُفتح ويليه ضوء اللمبه المُعلقه بسقف الغُرفه .

جلست المرأه جوارِها فوق الفِراش لتُخلل يدها بين خُصلاتِها السلِسه بإنسيابيه وتُقبل رأسِها وتُناديها بهدوء .

"ليلي ، ليلي إنهضي ياعزيزتي "

"أجل ياأمي انا مُستيقظه "

"ألم تستطيعي النوم كذلك ؟"

"لا لم أستطيع ، لااعرف لما أشعر بهذا الحُزن الشديد الذي بِلا معنى "

"إهدأي عله وِسواس فقط "

"لاأعرف ماهيته بحق لكنه مُزعج "

"أعرف ، هيا لنجلس بالخارج ونتحدث قليلًا "

"حسنًا " تحدثت وابعدت عنها الشراشف ونهضت ممسكه بيد والِدتها متجهتين إلى خارج الغُرفه بخطى عرِجه .

جلست على المقعد جوار والِدتها بلباسِها الأزرق ، وجبهتها التي تستضيف خصلاتِها
الكستنائيه الذهبيه .

شفتيها ورديه كحال وجنتِها وعيناها عسلية كعين الشمس وبِها لمعه تُسحر كُل من نظر إليها .

تتنهد بين وقتٍ وأخر وتضع يدها فوق صَدرِها بتعب بينما تعد لها والِدتها حسائِها المُفضل .

جلست تُهدؤها بين مُقلتين قلِقه وكفٍ يُرطب فوق منكبيها ، فملأت الأُخرى رئتيها بالأكسجين وهدأت .

تمر بتلك الحاله مُنذ تلك الليله التي تشائمتها والتي نتج عنها كل ما هي فيه الأن .

علقت نظرها تجاه الغُرفه المُقابله لها وهي تذكر ذلك اليوم .

*flash back *

هَوج وضجيج داخل رأسِها ،والكثير من التِهان الذي يلتهم جمجمتها .

أمتدت يدها لتقوم بفتح أزرار قميصها ، وتمسد حول عُنقِها علها تستنشق القليل من الهواء الطاهر .

تعقد بين حاجِبها وتضغط بقوه حول مقود السياره ، لتُبددها لسُرعه أكبر كلما تتذكر ما
حدث .

توقفت بقوه حين شعرت إنها لن تستطيع السيطره على المقود إن استمرت بهذه السُرعه .

دوماً ما تختفي حول قناع مزيف لم تحبذه ابدا ،يجب ان تكون في أوجِ سعادتها على الدوام .

'لا أعرف لِمَا أستمر بالقلق حول ماهو آتٍ ، فما هو متوقع ليس حِكرً عليه أن يأتِ ' همست بضعفٍ وهي تطبق جِفنها وتُخرج تنهيده هادئه وتترجل السياره .

توقفت امام الطريق المُنحدر او شِبه مُنحدر .

بادرت بإستنشاق الهواء بهدوء وإخراجه دفعه واحِده ، حتى هدأت وقدمها أخذت طريقها للعوده .

عدلت هنادمها ورتبت شعرها إلى الخلف حين إستمعت إلى تلك التنهيده حولِها ليبادر الخوف بالتسرب إلى داخِلها فلا يوجد غيرها هُنا .

تحمحمت منفثه توترها الذي أعلن عنه قلبها ورعشة يدها منذ قليل وسارت بهدوء .

لكنها تجمدت لبرهه حين ألتمست أُذونِها ذلك الصوت المُختنق لتعود مُجددًا وتبحث بعيناها.

صدرها لا ينفك يعلو ويهبط كالهوس ، رُغم رائحته القويه التي تنبعث من ثيابه آثر الأتربه ألا أنها لم تُتلف رائِحته الرجوليه .

قدمت إليه ورسمت خط تجاه بؤبؤتيه المُتألمه وكادت تتحدث لكن سُعاله الحاد منعها من التفوه بحرفٍ وهمت تأخذ يده التي كادت تُفلت سطح المُنحدر .

ساهمت بسحبه حتى جلبته تجاهها ، لم يكن توترها يُساعدها لرعشة يدها لكنها تجاهلته حين غربت عيناه أمامها فقد شعرت بالخوف طاف حولِها من أن يحدث له شئ .

لم تعرف السبب خلف ماحدث لكنها شعرت بشق فؤادِها ينحدر والحُزن يتعششه حين نظرت إلى ملامح تقاسيم وجهه .

*end*

تنهدت مجددًا وأغلقت عيناها عن تلك الغُرفه
والتفت تنظر إلى والِدتها .

"ألم يستيقظ بعد ؟" سألتها بهدوء

"لا لم يفعل ، استمر برؤيته منذ أتيتِ به لكنه لم يستيقظ حتى الأن وكأنه داخل غيبوبة ما فيستمر بالتحدث وهو نائم فقط " عقدت حاجِبها بإستغراب .

"بماذا يتفوه ؟"

"كلِماتٍ غريبه ك • حررني ، ألن تحررني الأن ، أريد أمتلاك حريتي ، أعطيني حريتي • "
تحدثت والِدتها ليزداد إنعقاد حاجِبها .

"من أين أتى بطريقي ياتُرى ؟"

"أظنه كُوريّ "

"وماذا يفعل بلندن ياأمي "

"لا أعرف ولكنه كان يتحدث بالكوريه وحتى ملامِحه كوريه "

"هذا غريب ويستمر بإخافتي ، ألم تعثري على أية بطاقه شخصيه معه أو ماشبه ؟"

"لم أعبث داخل ثيابه ياابنتي "

"حسنًا أمي لا بأس ، سألقي نظره عليه "

"حسنًا ، احترسي عله يكون خطِراً "

"لا تقلقي "

نهضت من مضجعِها واتجهت إلى باب الغرفه أمامِها ، صفقت مرتين لتُضيئ الغُرفه ويتضح جسده ممددًا فوق السرير .

ينام بعمق وكأنها مرته الأولى لينام بِها ، اتجهت إليه بخطى بطيئه لتجلس جوارِه .

امتدت يدها لتُبعد خصلاته الحمراء عن عينيه ، ملامحه رُغم حِدتها هادِئه جدًا ، ظلت تراقِبه وتراقب ملامح وجهه لتذهب انامِلها لتستكشف كُل إنشُ بوجهه بِدقه .

تلمح تلك التقاسيم داخل ذاكرتها الباطنيه لكنها مازالت لا تتذكره كليًا ، أو ماذا كان بالنسبة لها ؟ .

غفلت من شرودِها على صوت ضجيج خلفها لتجد أمام عينيها صفِ الكُتب المُرتصه على حائط الغُرفه يتناثر على الأرض لتصدر صرخه منكتمه عبر فمها وتفقد الوعي .

'الألم يُزين جدراني بشفافيه بحته ، يطاردني بكل مكان كأسيره له على طول المدى ، ألن تتركني أنسحب من بين يدك ؟'

غياهب النسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن