'عَجزتُ عن التنفْس حين رأيتُك 'غُرفه مُعتمه كعتمة المقابر تمامًا ، رُغم ذلك لم ترتاح بنومها تُفكر ويضخ الدم داخل عقلها ولم تستطيع النوم .
أشلال الحُزن تمر داخِلها وتموجّ كبتلات مُنقعه ، دِمعه ساخنه تسربت من بين جِفنِها على أمل هدايتها ولكنها لم تصمد بل إزداد
رزازِها .أمسكت بطرف الشراشف التي تُلقيها فوق جسدها لتُجفف عيناها حين سمعت الباب يُفتح ويليه ضوء اللمبه المُعلقه بسقف الغُرفه .
جلست المرأه جوارِها فوق الفِراش لتُخلل يدها بين خُصلاتِها السلِسه بإنسيابيه وتُقبل رأسِها وتُناديها بهدوء .
"ليلي ، ليلي إنهضي ياعزيزتي "
"أجل ياأمي انا مُستيقظه "
"ألم تستطيعي النوم كذلك ؟"
"لا لم أستطيع ، لااعرف لما أشعر بهذا الحُزن الشديد الذي بِلا معنى "
"إهدأي عله وِسواس فقط "
"لاأعرف ماهيته بحق لكنه مُزعج "
"أعرف ، هيا لنجلس بالخارج ونتحدث قليلًا "
"حسنًا " تحدثت وابعدت عنها الشراشف ونهضت ممسكه بيد والِدتها متجهتين إلى خارج الغُرفه بخطى عرِجه .
جلست على المقعد جوار والِدتها بلباسِها الأزرق ، وجبهتها التي تستضيف خصلاتِها
الكستنائيه الذهبيه .شفتيها ورديه كحال وجنتِها وعيناها عسلية كعين الشمس وبِها لمعه تُسحر كُل من نظر إليها .
تتنهد بين وقتٍ وأخر وتضع يدها فوق صَدرِها بتعب بينما تعد لها والِدتها حسائِها المُفضل .
جلست تُهدؤها بين مُقلتين قلِقه وكفٍ يُرطب فوق منكبيها ، فملأت الأُخرى رئتيها بالأكسجين وهدأت .
تمر بتلك الحاله مُنذ تلك الليله التي تشائمتها والتي نتج عنها كل ما هي فيه الأن .
علقت نظرها تجاه الغُرفه المُقابله لها وهي تذكر ذلك اليوم .
*flash back *
هَوج وضجيج داخل رأسِها ،والكثير من التِهان الذي يلتهم جمجمتها .
أمتدت يدها لتقوم بفتح أزرار قميصها ، وتمسد حول عُنقِها علها تستنشق القليل من الهواء الطاهر .
تعقد بين حاجِبها وتضغط بقوه حول مقود السياره ، لتُبددها لسُرعه أكبر كلما تتذكر ما
حدث .توقفت بقوه حين شعرت إنها لن تستطيع السيطره على المقود إن استمرت بهذه السُرعه .
دوماً ما تختفي حول قناع مزيف لم تحبذه ابدا ،يجب ان تكون في أوجِ سعادتها على الدوام .
'لا أعرف لِمَا أستمر بالقلق حول ماهو آتٍ ، فما هو متوقع ليس حِكرً عليه أن يأتِ ' همست بضعفٍ وهي تطبق جِفنها وتُخرج تنهيده هادئه وتترجل السياره .
توقفت امام الطريق المُنحدر او شِبه مُنحدر .
بادرت بإستنشاق الهواء بهدوء وإخراجه دفعه واحِده ، حتى هدأت وقدمها أخذت طريقها للعوده .
عدلت هنادمها ورتبت شعرها إلى الخلف حين إستمعت إلى تلك التنهيده حولِها ليبادر الخوف بالتسرب إلى داخِلها فلا يوجد غيرها هُنا .
تحمحمت منفثه توترها الذي أعلن عنه قلبها ورعشة يدها منذ قليل وسارت بهدوء .
لكنها تجمدت لبرهه حين ألتمست أُذونِها ذلك الصوت المُختنق لتعود مُجددًا وتبحث بعيناها.
صدرها لا ينفك يعلو ويهبط كالهوس ، رُغم رائحته القويه التي تنبعث من ثيابه آثر الأتربه ألا أنها لم تُتلف رائِحته الرجوليه .
قدمت إليه ورسمت خط تجاه بؤبؤتيه المُتألمه وكادت تتحدث لكن سُعاله الحاد منعها من التفوه بحرفٍ وهمت تأخذ يده التي كادت تُفلت سطح المُنحدر .
ساهمت بسحبه حتى جلبته تجاهها ، لم يكن توترها يُساعدها لرعشة يدها لكنها تجاهلته حين غربت عيناه أمامها فقد شعرت بالخوف طاف حولِها من أن يحدث له شئ .
لم تعرف السبب خلف ماحدث لكنها شعرت بشق فؤادِها ينحدر والحُزن يتعششه حين نظرت إلى ملامح تقاسيم وجهه .
*end*
تنهدت مجددًا وأغلقت عيناها عن تلك الغُرفه
والتفت تنظر إلى والِدتها ."ألم يستيقظ بعد ؟" سألتها بهدوء
"لا لم يفعل ، استمر برؤيته منذ أتيتِ به لكنه لم يستيقظ حتى الأن وكأنه داخل غيبوبة ما فيستمر بالتحدث وهو نائم فقط " عقدت حاجِبها بإستغراب .
"بماذا يتفوه ؟"
"كلِماتٍ غريبه ك • حررني ، ألن تحررني الأن ، أريد أمتلاك حريتي ، أعطيني حريتي • "
تحدثت والِدتها ليزداد إنعقاد حاجِبها ."من أين أتى بطريقي ياتُرى ؟"
"أظنه كُوريّ "
"وماذا يفعل بلندن ياأمي "
"لا أعرف ولكنه كان يتحدث بالكوريه وحتى ملامِحه كوريه "
"هذا غريب ويستمر بإخافتي ، ألم تعثري على أية بطاقه شخصيه معه أو ماشبه ؟"
"لم أعبث داخل ثيابه ياابنتي "
"حسنًا أمي لا بأس ، سألقي نظره عليه "
"حسنًا ، احترسي عله يكون خطِراً "
"لا تقلقي "
نهضت من مضجعِها واتجهت إلى باب الغرفه أمامِها ، صفقت مرتين لتُضيئ الغُرفه ويتضح جسده ممددًا فوق السرير .
ينام بعمق وكأنها مرته الأولى لينام بِها ، اتجهت إليه بخطى بطيئه لتجلس جوارِه .
امتدت يدها لتُبعد خصلاته الحمراء عن عينيه ، ملامحه رُغم حِدتها هادِئه جدًا ، ظلت تراقِبه وتراقب ملامح وجهه لتذهب انامِلها لتستكشف كُل إنشُ بوجهه بِدقه .
تلمح تلك التقاسيم داخل ذاكرتها الباطنيه لكنها مازالت لا تتذكره كليًا ، أو ماذا كان بالنسبة لها ؟ .
غفلت من شرودِها على صوت ضجيج خلفها لتجد أمام عينيها صفِ الكُتب المُرتصه على حائط الغُرفه يتناثر على الأرض لتصدر صرخه منكتمه عبر فمها وتفقد الوعي .
'الألم يُزين جدراني بشفافيه بحته ، يطاردني بكل مكان كأسيره له على طول المدى ، ألن تتركني أنسحب من بين يدك ؟'

أنت تقرأ
غياهب النسيان
Fanfiction_عُمري ثمانية وعشرون عام وأنا مُتيقن من إصابتي بالإكتئاب . ..... _مُنذ متي تكتبين ؟ _مُنذ أن وقعتُ بحبكَ .