•○٢-اصطدام !○•

28 3 0
                                    

  
'كِدت أعترف بأني تائه لولا إنني رأيتُ شراع سفينتك تحتل أمام نظري '

قد يبدو عليها انها صغيره لكن عقدها الثلاثين سيبدأ بالفعل ، لا حاجه لمعرفة ما يدور داخل ذِهنها او في باطن عقلها الأن .

فقد خطت وجبروت أقدامها يجعل الأرض تثور لبقعة ألمِها التي تفترش حولها كالوعاء.

أمسكها نافثًا نيران شوقِه التي خارت تمطرها
كقطعة من الثياب لم يشتم رائحتها منذ أعوام .

أشتاق لها حد اللعنه وهاهي الأن بين يده ، لايعرف أي قدر وضعه امامها ليلتقي بها بعد أعوام من الإنتظار .

** ربما لا تتذكرني
وربما لن تعد تتذكرني
لكنك دوما قابع بداخلي **

خرجت دِمعه من بين جِفنه وهو يتذكر تلك الكلِمات التي خلفت له من الألم مالم يشعر به من قبل أبدًا .

'اعتقد انه حُبك لم يكن حقيقيًا بالكامل لأنني مُحيت من رأسك بالفعل '

همس بها وهي بين أحضانه ويستمر بزرف الدموع، ليس هناك ماهو اسواء من ان ينساك شخصًا تُحبه .

يقولون الفراق صعب والموت أصعب لكن ثق بي ان ينساك أُناس كانو اقرب إلى مشين قلبك لهو امرُ مؤلم .

ابتعد عنها بهدوء لتقفز عيناه تجاه عيناها الخائفه ، لقد فقدت الوعي منذ قليل تعتقد ذلك داخل رأسِها .

التفتت بعيناها حيث مكان الكُتب لترى كل شئ كما كان لتلتفت له مجددًا لتجده نائم كما كان ، إذا من كانت تضم منذ بره ؟ هل أصابها الجنون ؟ .

نهضت بخطى مُتعسره لتخرج من تلك الكابوس وتغلق الباب ، نظرت لأسفله من بعيد
لتجد الانوار أُغلقت وحدها وهناك حركه بالداخل .

توقفت والدتها عن الحركه تُراقِبها من بعيد
لم تفهم ماذا يحدث لإبنتها .

"ليلي ، لماذا ترتعدين هكذا ؟ " نطقت والِدتها لتجفل وتنظر إتجاهها .

"أمي ، لقد صرخت بالداخل ألم تسمعيني ؟ ألم تسمعي أي شئ ؟"

عقدت والِدتها حاجِبها بإستغراب وهزت رأسِها بلا " ليلي عزيزتي أنتِ لم تُكملي العشر دقائق وخرجتي " تحدثت والِدتها ليقفز قلبها بقوه وتشهق بهدوء وتتجه إلى غرفتها .

منذ تلك الليله أدركت أنها بدأت في شئ لن يكون جيدًا أبدًا على الإطلاق ، أدركت بأن أسواء أيامها على وشك أن تبدأ .

وقفت أمام المرآه ونظرت إلى نفسها جيدًا ، تبحث داخل تلابيب رأسِها عن ذكرى واحده لذلك النائم بالأسفل لكن لايوجد .

لم تعرف ان تلك الذكريات بصقتها خارجًا منذ تلك الليله عدى بعض المشاهد التي تأتيها من وقتٍ لأخر .

"سأحرص على أن أجعلك سعيدًا مدى الحياة"

"سأحرص على ان اتزوجك جيسي "

أصوات ضحك كثيراً تضخ داخل عقلها وكأنه يُفرزها ، الادرنالين قد ازداد لتقع أرضًا وتُمسك رأسها بقوه حتى هدأت تلك الأصوات .

نظرت تجاه المرآه لكن وجدت أنها ليست وحدها داخل الغرفه .

هناك من يظهر في المرآة غيرها .

عيون سوداء داكنه ، شعر أسود حريري طويل
وجه يُشبه الملاك لكن بشكلٍ مُرعب ، بشره
شاحبه بيضاء كالثلج .

"حتمًا أنت لستَ ببشري أبدًا " نطقت بلا وعي ليختفى مع فتح الباب لتظهر والِدتها من خلفه .

"ليلي ، أنتِ بخير ؟" نطقت والدتها لتنهض وتضمها ولم تعد تتمالك نفسها بعد وأخذت تجهش في البُكاء .

*********

داخل الغُرفه المُظلمه يتمدد فوق السرير وعينه تراقب الباب جيدًا ، يُفكر بذلك الشعور الذي راوضه عن نفسه منذ قليل ، تُشبهها كثيرًا بل هي نفسها وليست شبيهتها .

"إنها شقيقتي بيكهيون " تحدث الصوت ليغلق عينه .

"لقد تغيرت كثيرًا عن ما كانت وكأنها لا تعرفني " تحدث لنفسه .

"بيكهيون ، أقسم لكَ إن اقتربت من شقيقتي سألعنك حتى مدى حياتك " تحدث الصوت ليفتح عيناه مجددًا لينظر إلى الفتاه التي تنظر له وشبه شفافه كالأشباح .

"كريستال أنتِ بالفعل أصبحتِ لعنه عليّ "

"لكنك تستطيع تحريري بيون بيكهيون "

"لا اريد "

"ابتعد عن شقيقتي فحسب "

"هي من أتت بطريقي ولستُ أنا "

"وهل هي من كانت تحاول الأنتحار ولااعلم ؟"

"لقد تغيرت كثيراً تعرفين " تجاهلها وراح يتحدث عن الاخرى مجددًا .

"هي لم تتغير بل فقدت نفسها وذاكرتها بسببك أنت ، لقد دمرتنا "

"توقفي كريستال انتِ اصبحتِ مزعجه مؤخرًا"

"حقًا ؟ ألم اكن انا من تُحب ؟"

"هذا كان في الماضي لكنك لم تعودي بحياتي الأن سوى مجرد هواء فقط "

"أجزم على انه لديك إنفصام بيكهيون "

"أجل أنا مريض بالنسيان كريستال "

"يسرُني اعترافك "

"حسنًا انت في الأخير وهم داخل عقلي "

"ألن تحررني ؟ ألم تسأم ؟"

"بلا إنها متعه ان اراكِ تتوسلين لي لكي أحررك كريستال "

صرخت بقوه ليهتز المنزل لثانيه ويعود كل شئ كما كان ويفقد هو وعيه مره أخرى .

'لا بأس بإحتضان الأرض إن أضطُررت للأمر
فهي أفضل من صدر أحدهم '

غياهب النسيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن