Part 1

17K 114 5
                                    

اعتراف؟ حسنا احسب ان بوسعك ان تصف قصتي بهذا الوصف . و لكني امل ان تنظر لقصتي هذه عند قراءتك اياها بمنظار اخر , فقد تستطيع ان تتعلم دروسا هامة منه لا سيما اذا كنت صاحب عائلة . و لنزل سوء التفاهم في بادئ الامر , فأني لا اكتب قصة السنوات الاخيرة العجيبة المثيرة بأي شعور بالخجل او الخطيئة . اني على ثقة من ان باريس الفريدة ان باريس علمتني اشياء كثيرة , اكثر من الدروس التي ذهبن لاتعلمها فيها , لذا استبعدت الامنتحانات التي اجتزتها و العمل الذي انجزته في الكلية فأن باريس دمرت ذلك الافق الضيق الذي احاط بتربيتي و تلك المشاعر التي تسربت الى نفسي منذ عهد الطفولة لقد علمتني باريس كيف اصنع معظم الثروة التي املكها , نعم الشباب و حيوة الانوثة ان معظم التجارب التي اكتبها عنها قد تهز و تدهش العديدين من القراء , تماما بالشكل الذي اهتززت به عند حدوث تلك التجارب و لكنني ادرك الان ان التبدل الذي طرأ على حياتي في الضفة اليسرى من نهر السين , في الحي اللاتيني و سان جرمان قد اكسبني مظهر عقليا جديدا و لقد جعل هذا التبدل مني انا الفتاة الخجولة الميالة للعزلة فتاة اكثر كمالا و اكثر دفئا. عندما حملني القطار من لندن في احدى الامسيات في عام 1954 الى محطة ( جيردو فور) كنت اشعر بالخوف من المفاجئات التي تنتظرني و فلم اكن قد غادرت بلدي بريطانيا من قبل سوى مرتين من حياتي كلها , فقد سافرت و والدي لقضاء عطلتنا في بلجيكا و سويسرا و لست احسب انهما تركاني ايبغ من انظارهما مرة واحدة , كنت انذاك في الثامنة عشر من عمري و على الرغم من ان الصور الفوتوغرافية التي التقطت لي يحنذاك تعطي عني انطباعا عن الثقة بالنفس بيد اني تذكرت الان جيدا كيف كنت غير واثقة من نفسي , و لم يكن هذا الامر حقيقة داعي للدهشة , ففي سنوات حياتي الاولى تلقيت تربيتي من والدين لا يعرفان للتوجيه معنى لتأثرهما بحياة الريف , ولابد اني كنت اشعر بعوامل الثورة و التمرد على تلك الحياة المقيدة القاسية التي تقوم على الخضوع المطلق , و حينما اجتزت مرحلة الطفولة و خطوت الى عالم الانوثة الكاملة اتذكر الان اني شعرت بالخوف لاني ادركت ادراكا غريزيا ما حدث لي , وكيف اني تورطت و اصبحت امراءة بعد ان كنت طفلة , و راح القلق الغريب يقتحم نفسي لن انصاف الحقائق التي تعلمتها في المدرسة و الاعتدال المغلي فيه , و ندرة النصائح الودية التي كنت اتلقفها من امي و ابي كل ذلك جعلني اشعر ان النمو كان بالنسبة لي نوعا من الشرر و الضرر . و الادهى من ذلك ان تفكيري بهذا كله كان مصحوبا بمشاعر الخوف و الرهبة , فكنت ارتعش و اشعر بالخجل و هو يصبغ خداي بحمرته القانية حتى عندما كنت اخلو لنفسي و اكون في عزلة تامة عن الاخرين . وذات يوم و بينما كنت خارجة من الحمام شعرت برغبة مسيطرة في ان اقف بطولي كله امام المراءة و انظر لنفسي لاول مرة في حياتي , ولكن و على الرغم من اني كنت وحدي الا انني ارتعدت من مجرد تحقيق هذه الفكرة , لان تربيتي قد لقنتني ان هذا العمل مشين و غير لائق . اني اود ان اوضح امرا واحدا كان والداي يعملان ما كان يعتقدانه صوابا في تربيتي , فقد كنت الطفلة الوحيدة لهما و كانا يريدان حمايتي , . و كيف كان يتسنى لامي و ابي ان يدركا انهما بهذا الاسلوب يتركاني معرضة للاخطار العقلية دون ان تكون هنالك اي حماية لي عندما يكون لزاما علي ان اواجه حياتي الخاصة ؟ و ليس من شك في انهما كانا يعتقدان انهما ربياني بطريقة تجعل من الممكن علي ان اطمئن رغبتهما في انهاء دراستي بباريس و هذا ايضا كان جزء من العطف الذي اغرقاني فيه , لقد اراد والداي ان استفيد مما تهيئه الحياة لي , و بالنظر لاني مصممة على ان لا افعل شيء يسيئ لامي و ابي لذلك لن افصح عن اسمي في هذا الاعتراف كما اني سأترك و انا متعمدة تفصيلات معينة يحيط بها الغموض لكي لا يساور امي و ابي الشك في شخصية كاتبة هذا الاعتراف لانهما لو علما انني صاحبة هذا الاعتراف فلا ريب انهما سيحملان معهما الى القبر الخجل و العار .

اعترافات طالبة انجليزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن