وصلنا المكان الذي أعطيت عنوانه وانا في بلدي وقفز مارك من السيارة وكان الغضب يسيطر عليه الا انه كان مع هذا محتفظا بشهامته فساعدني على النزول من السيارة وأخرج حقائبي منها وضغط على زر جرس الباب . وهمست له مرة اخرى « أنا آسفة يا مارك ، الا انه بدا و كأنه يعبر عما في دخيلته من ازدراء مقيت وقال « آمل ألا تصدمك باريس كثيراً وأرجو أن نلتقي مرة أخرى ، وعاد إلى سيارته التي انطلقت به في ذات اللحظة التي فتح فيها باب المنزل وحملقت لحظة في السيارة التي اختفت بعد ثوان ورمقت البناية التي تقرر أن تكون مثواي ، وأدركت أن عامل المنزل المسن ذا الشهر الرمادي كان ينظر إلي بدهشة حين دخلت ، وشعرت بالوحدة وساورتني رغبة جامحة في أن أطلق لدموعي العنان ، ورفع العامل حقائبي وأشار إلي أن أتبعه . لم يكن في المنزل مصعد كهربائي وكان علي أن أرتقى عدداً من السلالم لكي أبلغ غرفتي ، وقابلت صاحبة المنزل لأول مرة . وشعرت بالراحة بمجرد أن تطلعت اليها ، ولست أدري تماما ماذا كنت أتوقع أن تكون تلك السيدة غير انها بالتأكيد بدت لي ألطف بكثير مما كنت أتوقع فقد كانت مرحة ذات بنيان متين في أواسط العمر ، وكانت تحيط بها هالة من الامومة وانها حين تكلمت معي بالانكليزية بدا لي انها على جانب كبير من الثقافة ( وعلمت فيما بعد انها تدير هذا النزل لتستطيع
أن تشعر بالسعادة التي تعتقد أن مصدرها هم هؤلاء الشاب الذين يحيطون بها والذين ينفخون فيها روح الشباب ، وعلمت أنها لم تكن بحاجة للمال الذي تقوم به فقد كان زوجها من رجال الأعمال الناجحين في باريس ) . وقالت لي تلك السيدة : « ياطفلتي العزيزة ، يبدو لي أنك متعبة جداً أكانت رحلتك شاقة ، فقلت لها . ولم يكن الأمر كذلك إلا أن يومي كان طويلاً ، ثم دعتني الى غرفتها لأشرب معها الشاي وقالت انها تعامل ضيوفها الانكليز معاملة خاصة لتجعلهم يشعرون بأنهم في بيوتهم
كانت غرفتها واسعة ومريحة ، وقد شعرت بالراحة عندما غصت في أحد الكراسي المريحة وسألتها « هل يوجد طلاب انكليز غيري في المنزل ؟ » فهزت السيدة رأسها وقالت : كلا وأنت الوحيدة في الوقت الحاضر ، واننا مديرو منازل عالميون ! وكانت منصرفة إلى اعداد الشاي حين قالت : أود أن تألفي هذا المكان فنحن عائلة سعيدة وسيتسنى لك الاجتماع بباقي أفراد العائلة و أحسب أنك ستحبينهم .
لم تكن لدي أية فكرة عن بقية زملائي أو عددهم ، وفيها كنت أرتشف الشاي راحت السيدة تحدثني عنهم ، فعلمت أن بينهم - جيد . الايطالي الذي يسكن غرفة مجاورة لغرفتي ، وأوتو النمساوي وستيفن السويدي . وأحسب اني كنت أحملق باندهاش في السيدة وهي تحصي هؤلاء الشباب إذ لم يسبق لي أن عشت مع هذا العدد من الفتيان ولم أتوقع حدوث هذا الامر يوماً ما . وقد قطعت السيدة حديثها فجأة ، ولابد انها أحست ما كان يدور في مخيلتي وقالت ضاحكة : كلا يا عزيزتي ، لست أنت الفتاة الوحدة فهناك ماريا الاامانية إلا أنها ستغيب عنك بضعة أسابيع وعند رجوعها تشاركك غرفتك بناء على طلب والديك ولأني على الدوام أجمع الفتيات معاً من باب الحيطة والحذر ، وغير هؤلاء وهذه يقيم عندنا فرانسو البلجيكي وجان السويسري - وانتهت السيدة من حديثها ثم قادتني الى غرفتي ولم تكف لحظة واحدة عن الكلام . ولقد أعجبت لأول وهلة بمظهر غرفتي ، فقد كانت مريحة ونظيفة دون تزويق ، وكان فيها مخدعان يواجه أحدهما الآخر ومنضدة للكتابة وكرسيان ، وألقيت نظرة سريعة عبر النافذة إلى الشارع نصف المظلم فرأيت الشبان يخطرون وقد تعاقدت سواعدهم وأغلب ظني أنهم كانوا طلابا .
أنت تقرأ
اعترافات طالبة انجليزية
Mystery / Thrillerفتاة انكليزية يافعة غير متأهبة لمواجهة مشكلات و اخطاء حياة المراهقة , تجد نفسها فجاة غارقة في الحياة البوهيمية التي يحياها الطلاب في باريس . انه ليس من يستطيع الافصاح عن حقيقة ما يحدث وراء الكواليس في باريس اليوم سوى ذلك الذي يعيش في الظروف التي عاش...