كانت ليلتي تلك جافة ، وأن المشهد الذي كنت أتطلع اليه يشبه الى حد كبير رسوم باريس التي رأيتها من قبل ، وقررت أن أستحم ثم آوي الى الفراش رغم أن الوقت لم يكن قد جاوز التاسعة مساء ولكني كنت أشعر بتعب شديد . كان البيت في تلك الساعة هادئاً فظننت ان رفاقي الآخرين لم يعودوا بعد ، فخلعت ملابسي واتجهت إلى الحمام . وبعد أن أغلقت الباب وأنا معتقدة انها أوصدت تماماً توجهت نحو الحوض وغصت فيه واحتضنتني مياهه الدافئة وأخذ شعوري بالخوف والقلق والهياج الذي تملكني طوال يومي يتسرب شيئاً فشيئاً وبغتة فتح باب الحمام على مصراعيه واقتحم على وحدتي اللذيذة شاب رمقني بنظرة فاحصة مشوبة بالدهشة ! وتجهم وجه الشاب واستدار قليلاً حيث تناول شيئاً من فوق أحد الرفوف . لقد كانت الصدمة عنيفة فلم يسبق لأي رجل أن شاهدني وأنا عارية في السنوات الثماني عشرة من حياتي وبدأ الرعب في عيني و على صفحة وجهي واضحاً ، أما الشاب فبعد النظرة القصيرة التي رمقني بها ودون أن تبدو عليه علائم الارتباك شغل نفسه بالشيء الذي تناوله من فوق الرف ، وليس من شك في أن ذلك اللقاء كان أغرب لقاء في حياتي ولم أكن أتوقع حدوثه أبداً كانت نبرة صوتي أشبه بصرخة مكتومة . حين قلت له : « أخرج » وبدا لي كما لو أنه أخذ على حين غرة حين قال بصوت هادىء : « آه يا عزيزتي ساخرج طبعاً فأنت جديدة هنا وانكليزية أيضاً ! . أرجو المعذرة وسأعود بعد قليل ! ! » وارتسم على شفتيه شبح ابتسامة ماكرة . وحتى في ذلك الموقف المذهل لا أجد مفراً من الاعتراف بشكل يبعث على السخرية بأني فتنت بابتسامته ! . فقد تحدث إلى بانكليزية ممتازة ووجدت اني قد ارتدت لذلك . وعاد الشاب ادراجه دون اسراع وأغلق الباب ولست أعتقد أنني قفزت في يوم من الايام من حوض الاستحمام وجففت جسمي بمثل السرعة التي قمت بها في تلك المرة . فقد أحكمت غلق الباب بأحدى قدمي ، ولففت جسمي بالمنشفة وعدت مسرعة إلى غرفتي حيث ارتديت البيجامه ) ذات السروال - القصير التي اشتريتها دون علم والدي ! ويخيل الي أن الشاب الذي علمت فيما بعد أن اسمه جيدو والذي يقيم في الغرفة المجاورة قد سمع حركتي فقد ضرب الحائط الذي يفصل بين غرفتينا بقبضة يده وناشدني أن أسرع في ارتداء ملابسي لأنه ينتظرني ! ! وحينما أجبت اني أتهيأ للنوم قال بلهجة ساخرة « لا تكوني مضحكة ، فليس في باريس من ينام في هذا الوقت المبكر » ولزمت جانب الصمت و كنت واقفة وسط غرفتي وأظن أن حمرة الخجل كانت لا تزال تصبغ وجنتي ، ودق جيد و الحائط بقبضته مرة أخرى بعنف وصاح مهدداً « هل سمعتيني ؟ أسرعي وارتدي ملابسك وإلا فأقتحم غرفتك وأخرجك منها عنوة كما أنت ! » ولكنني مع هذا ترددت إن لم أكن أعرف تماماً ماذا أعمل ، وكان بمقدوري أن أحكم اغلاق الباب طبعاً وأتجاهله يد اني كنت واثقة من أنه سيوالي الضرب بقبضته على الحائط اذا أنا فعلت ذلك . و بغتة قلت : حسناً ؛ امهلني بضع دقائق ! ورغم أني لم أتأخر سوى دقائق قليلة الا انه قرع الحائط مرتين ، وتركت غرفتي ، فوجدته ينتظرني في الممر فحياني بحرارة واحتضن كفي بين كفيه ثم تقهقر خطوة ونحن بهذا الوضع وأطرى جمالي بأسلوب ناعم رقيق ! !
أنت تقرأ
اعترافات طالبة انجليزية
Mystery / Thrillerفتاة انكليزية يافعة غير متأهبة لمواجهة مشكلات و اخطاء حياة المراهقة , تجد نفسها فجاة غارقة في الحياة البوهيمية التي يحياها الطلاب في باريس . انه ليس من يستطيع الافصاح عن حقيقة ما يحدث وراء الكواليس في باريس اليوم سوى ذلك الذي يعيش في الظروف التي عاش...