Part9

4.3K 39 0
                                    

و هكذا وجدت اني بدأت أتعود حياتي الجديدة وفي مساء اليوم التالي خرجنا نحن الطلاب الاجانب معاً وأخذنا طريقنا إلى حي سان جرمان وقال جيدو : ان هذا هو حي مونبر ناس حيث يحتشد فيه معظم الفنانين عادة و بينهم عدد كبير من الامريكان الأمر الذي يشعرني باني في مانهاتن ولاذ جيدو بالصمت لحظة ثم طوق ساعدي بذراعه وقال : ان هذا الحي ليس سيئا تماماً كما يقال عنه الا أن جميع من فيه يحاولون تقليد الفرنسيين في اعمالهم ودخلنا أحد المشارب ، وكان مكتظاً تنعقد في جوه سحب كثيفة من الدخان وكان أول ما وقعت عليه عيناي فتاة جالسة على ركبتي شاب وكانت تصفف شعره وتلصق نفسها به بين لحظة وأخرى . و بدأ شعوري بالخوف والارتباك يعاودني من جديد . فلقد سمعت من قبل شيئاً كثيراً عن اللهو الخليع وحياة الليل المتحللة المبتذلة في باريس واخذت اتسائل نفسي عن النتيجة التي ستنتهي ليلتي اليها ولم يطل شدوري بالخوف فقد احتللنا موائد متقاربة وأظن أن الكونياك كان شراب معظمنا المفضل وتحدثنا و بقينا نتحدث طويلاً وقد اكتشفت أن الحديث هو التسلية الوحيدة للطلاب ، وكان عسيراً علي أن أصدق كيف ان معلوماتي من اللغة الفرنسية قد اتسعت تلك الليلة . . كانت ليلتي تلك مرحة مثيرة . فقد احتدم بيننا الجدل والنقاش حول كثير من المواضيع وتحدثنا اكثر من أي موضوع آخر عن رقص الباليه والموسيقى والفن بوجه عام . وقبيل مغادرتنا المشرب دنا جيدو مني وقال : اننا سنذهب الى دار الاوبرا لانه يتحتم علي أن أتعلم أشياء جديدة أخرى،
وهنا هتف ستيفن السويدي : - ولا تنس نوادي باريس الليلية يا جيدو ! لان فتاتك بحاجة لان تحيط من كل شيء بطرف!
واطلقت فرانسواز ضحكة ماجنة ساخرة . وقالت وهي تشير إلى جيدو : انه خطر فاحذر به لان هناك حدوداً للعلم بالأشياء . ثم استطردت : لقد حاول يوماً أن يعلمني أكثر مما كنت أريد أن أعلم ! وقذفها جيدو بقطعة صغيرة من السكر وأجابها متهكماً : لقد ولدت وانت تعرفين أكثر ما يستطيع الآخرون تعليمك ! وشعر جيدو انه انتقم لنفسه منها ثم مال إلي وقال : لأتصدقي كلمة واحدة مما تقوله فرانسواز فانها تحاول على الدوام تشويه سمعتي بأي ثمن . . . وفي أمسية اليوم التالي دعاني جيدو الى زيارة مرسمه وعاودتي شعوري بالخوف والحذر فكنت أسأل نفسي : هل أجرؤ على دخول المرسم وأكون معه على انفراد بجد وكان صوت أمي وهي تحذرني من الرجال يرن في أذني رنيناً مزعجاً ، وحاولت في أول الأمر البحث عن عذر ماقيل أن أقول مع نفسيء : آن خوفي هذا لا مبرر له . فقد خيل الي اني بلغت سناً ايخولني قادرة على ادارة شؤوني بنفسي ومع هذا فقد كنت صريعة خوف قاتل عندما اجتزت مسافة قصيرة من الشارع ودخل بيتاً لا يختلف كثيراً عن البيت الذي أقيم فيه . وشعرت بالارتياح حين رأيت في الصالة الرئيسية رجلا يقوم بخدمة النزلاء وان الرجل كان يجلس غير بعيد من مرسم جيدو في الطابق الارضي. كان جيد و طبعاً لا يزال في مرحلة الدراسة واكتساب المزيد من المعرفة بقية الموسم وكانت رسومه تؤلف خليطاً متنافراً فقد رأيت رسوماً البعض مناظر باريس ، رسوماً تمت إلى المذاهب الحديثة في فن الرسم لم استطع أن أفهم منها شيئاً ، وهز جيدو رأسه بخيبة أمل عندما رآني اتطلع إلى هذه الرسوم بحيرة وقال : أنك لا تستطيعين فهمها ويبدو لي اني سأصرف كثيراً من وقتي لأعلمك يا آن ؟ ! وأجبته : أظنك غير قادر على ان تجعلني أفهم سقط متاع مشوه لا صلة له بالواقع . فقال جيدو : ليست كلها كما تصفين ، واتركي لي فرصة لأستطيع توضيحها لك بابسط أسلوب ممكن . وانطلق جيدو يتحدث بجد وكان صادقاً حينما قال انه يرسم مواضيع تجارية كهذه لانه يريد أن يعيش ويستمر في دراسته ، ولكني أقول بصراحة اني لم انهم سوى النزر اليسير ما تحدث عنه ؟ ومر الوقت مسرعاً ولم أكن أظن أننا سنقضي تلك الساعات على إنفراد في الموسم ، فقد دقت ونحن نغادر المرسم سماعة احدى الكنائس القريبة معلنة أنتصاف الليل • وكنت اخشى ان تسمع السيدة حركتنا ونحن ندخل البيت ، إذ ما الذي سيحدث او انها كتبت لوالدي تنبؤه بأني لا أعود إلا في ساعة متأخرة من الليل ومع رجل ؟ وهل يمكن أن يصدق والداي وهذا الرجل قضينا أمسية بطولها في مرسم منعزل لتتجاذب أطراف الحديث فقط ؟ وبلغت باب غرفتي حين حياني جيدو ان رفع يدي إلى شفتيه وطبع عليها بهدوء  قبلة رقيقة وتعني لي احلاماً سعيدة  و كر عائداً إلى غرفته .أغلقت باب غرفتي من الداخل وخلعت ملابسي وارتديت البيجامة ذات السروال القصير ثم جلست على حافة السرير ، وفيم كنت أسرح شعري سمعت وقع خطوات في الممر أعقبتها طرقة خفيفة على الباب ، وعندما اقتربت منه لاعرف من الطارق دفع الباب بقوة وفتح على مصراعيه ودخل جيدو ، كان بدوره يرتدي بيجاما ذات لون أزرق وأغلق الباب وراءه واتجه نحوي . .

اعترافات طالبة انجليزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن