Part3

8.2K 62 0
                                    

لقاء مع رجل غريب ! وكما توقعت لم يقتحم العربة التي كنت فيها سوى مسافر واحد دخل قبيل مغادرة قطار المحطة ومعه بعض الحقائب , ثم جلس قبالتي بشكل اوحي لي أنه كان سيعرف الكثير عن السفر و متاعبه . وأحسب أنه كان في العقد الثالث من عمره . وأخذت أرقبه وأنا أخالسة النظر من وراء المجلة التي كنت أقرأها . كان ذا مظهر جميل وخمنت أنه كان فرنسيا من اللهجة التي تحدث بها مع الحمال ، و من ثيابه و مظهره .
ولقد أدركت أن حمرة الخجل صيغت وجهي عندما شعرت انه أخذ يرمقني بنظرات فاحصة ولم أكن أتطلع إليه ولكني أحسست بذلك . ولا تسألني كيف أدركت ذلك فكل ما أدريه هو أني عرفت أنه كان ينظر الى ساقي وأني أدركت ذلك لأنهما كانت جميلتين . وبدافع لا شعوري رفعت أحدى يدي عن المجلة وسحبت بدلتي الى الاسفل بوصة أو بوصتين ، وأقسم باني سمعته يضحك بهدوء ، لقد كان جو العربة حاراً و كنت لا أزال ألف نفسي بالمعطف الثقيل فلم اجد بداً من خلعه وعندما هممت بذلك هب المسافر الفرنسي على قدميه ليساعدني على خلع معطفي . وقال وقد بدا في عينيه بريق : أتسمحين ! ثم قال بانكليزية ممتازة : هل أنت أنكليزية ؟ وهل أنك ذاهبة إلى باريس ؟ ولقد أردت أن أتجاهله ولكني سألت نفسي كيف أستطيع أن أكون فظة بشكل يدعو الى السخرية . فأجبت : نعم . . وهل أنت من باريس ؟ ولست أشك في أن والدتى لو انها معي لكانت تقول أن كلمة نعم هذه كافية ، وأنه ما كان ينبغي علي أن أوجه له ذلك السؤال ، ولكن بعد أن فعلت ذلك فقد دخلت في حديث طويل ، نعم أنه من باريس أو على الاقل من مكان يبعد قليلاً عن المدينة حيت يعيش مع والداه لقد كان اسمه ( مارك ) وأنه كان لا يزال طالبا رغم اني لم أكن أعرف ما كان يدرس ، بل أن الذي عرفته هو أن لوالديه ثروة لا بأس بها ، واستمر الحديث بيننا بصورة طبيعية حتى زايلني شعور التمنع الذي سيطر علي في البدء ، وقد كان أسلوبه في الحديث ساراً يضاف إلى ذلك أن الرحلة لم تكن طويلة وأن من المتعذر أن يحدث لي أمر ما في ممر القاطرة ! لقد تناولنا الطعام معا وانه ألح على أن أتناول بعض الشراب معه ورغم اني رفضت في بادىء الأمر إلا انه أمر مع ذلك بأحضار قنينة من الشراب وراح يلح بأسلوب ودي حملني على الاستجابة لرغبته وأحتسيت الشراب ، وقد خالجني شعور بالأسف حين اقترب القطار بنا من جير و دو فور ولكني كنت في غاية السرور لان مارك كان معي و بوجه خاص عندما فشلت تماما في العثور على أحد أصدقاء والدي وكان المفروض أن يستقيلتي ، وقد علمت فيما بعد أن هذا الصديق كان في المحطة فعلاً الا انه كان يبحث عن فتاة وصفوها له بأنها تبدو صغيرة أصغر مني بكثير ! ولابد أن هذا الصديق ظن اني تهت في هذا الخضم المانج من المسافرين وانه لم يلق بالاً لفتاة في الثامنة عشرة يرافقها رجل . أما رفيقي مارك فقد كان له من ينتظره حيث قال لي ان سيارته تنتظره وانه سيوصلني الى حيث اريد بكل سرور ، فشكرته و كانت سيارته تنتظره ، وكانت من ذلك الطراز الذي توقعته ، فخمة ، مكشوفة وقد وقف السائق إلى جانبها وأخذ مارك والسائق يضعان الحقائب في الصندوق الخلفي ثم أعانني مارك على دخول السيارة .

اعترافات طالبة انجليزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن