Part 12

3.5K 30 0
                                    

لقد أثارني موقع اوتو من جيد و ولم استطع السيطرة على اعصابي إلا بجهد كبير ثم قلت في نفسي « أحسب أن اوتو ربما كان يعني ما يقول فعلا وانه إلى جانب ذلك هيأ لي فرصة التمتع بهذه الأمسية » . وابتسمت وقلت لاوتو اني فهمت ما كان يعنيه و تركنا الحديث عن هذا الموضوع غير أن الحوادث اخذت تتوالى خلال الأسابيع التي أعقبت التقائي باوتو ، فقد عادت ماريا التي كانت تشاركني غرفتي ، وكانت فتاة ذات طبيعة هادئة وبشرة وردية وعينين ضاحكتين ومنذ أن وصلت ماريا امتنع جيدو عن زيارتي في غرفتي فاثار تصرفه هذا حيرتي ، ورحت أسائل نفسي هل كان يقصد من زياراته لي تحقيق هدف أبعد من مجرد ذلك الكلام الطويل الودي الذي كان يلقيه علي ؟ الا ان معاملة جيدو لي لم تتغير فعندما كنا نسير مما كان يطوق ساعدي بذراعه كما اننا قضينا معا امسيات كثيرة في مشارب الطلبة وكان كل منا يشرب في كل أمسية تقتضيها معاً كأساً واحدة من الكونياك ثم نتحدث وخيل إلي حينذاك أني لم أعد في سن المراهقة واني اكتسبت بذلك مناعة ضد الهزات العاطفية التي كانت تصدر مني بين حين وآخر ولكن تبين لي ان جيد و يخفي لي ما أثارني من جديد ففي احدى الأمسيات قال لي « يجب أن ترافقيني اليوم ، فهناك ناد ليلى قريب هممت أكثر من مرة بارتياده ولكني لم أفعل حتى الآن واني الآن منهمك في رسم صورة تقتضيني ان اكون في جو هذا النادي ، ولابد لي من الذهاب اليه هذه الليلة ولم استطع بطبيعة الحال أن ارفض مرافقة جيد و.. كان جو النادي غريباً جداً فقد كان يختلف عن اجواء النوادي الاخرى التي ترددت عليها من قبل ، فقد كانت الراقصات فيه فتيات من شمال افريقيا وكن يعرضن رقصات خليعة لم أشهدها قبل تلك الليلة وكان الرواد يصفقون ويهتفون لهن بحماس بجنون وفجأة شعرت بضيق واردت مغادرة النادي على الفور ولكنني حين رمقت جيدو لاحظت انه كان يرسم بسرعة ، وقلت في نفسي انه ليس لجيد و الحق في أن يأتي بي إلى هذا المكان ، ولاول مرة منذ أن التقيت به شعرت برغبة جارفة في أن أصفعه وأفر هاربة منه ، إلا أن جيدو لم يلحظ أو يشعر بالحنق الذي كان يدور في دخيلتي ، وعندما غادرنا النادي اعترفت له بذلك كله فبدت الحيرة على وجهه واضحة وقال « ولكنني يا آن اعتقدت انك قد خلفت وراء ذلك التفكير الضيق . . وانا . . » وصمت جبدو وكانت تلك هي المرة الأولى التي وجدت فيها جيدو عاجزاً عن مواصلة الكلام وكانت اجسام الراقصات المترنحة السمراء تتراقص في مخيلتي ، وكان الغضب لم يزل مسيطراً علي . . وفجأة شعرت بعدم ثقتي في نفسي ، ثم طوق جيدو ساعدي بذراعه ومرة اخرى أزالت فتنته الأخاذة وجاذبيته الطاغية الغضب الذي تملكني.

اعترافات طالبة انجليزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن