وغادر جيدو الغرفة بعد أن ترك عواطفي تحتدم في اعماقي وفجأة أدركت أن شعوري نحوه قد أصبح مبعث قاق واضطراب لي . . وبدات احس كيف أني انزلقت بسهولة إلى خضم هذه الحياة الجديدة . فقد تبدل كل شيء في حياتي نمط ملابسي وطريقة تصفيف شعري . ولم يعد الأمر يهزني عندما اخذ جيدو يتردد الى غرفتي ليحدثني حديث ( القلب للقلب ) عن الفن والموسيقى والأدب والحياة ، وقد ضحك جيدو حين اعترفت له بمدى الرهبة التي اجتاحت كياني عندما انفردنا أجل . كنت أتعلم أموراً جديدة بسرعة أو هكذا كان يخيل إلي . وقد كان « اوتو » سبباً في تسرب الشكوك الى ذهني مرة أخرى . فقد كان موقفه مني موقفاً لا أبالياً وكان إلى جانب ذلك مؤدباً معي وعندما كنا نحن الطلاب نخرج التنزه أو لارتياد بعض « اوكار » اللهو في سان جرمان كان يعاملني بأسلوب ودي وكان في بعض الأحيان يطلب أن أرقص معه . وكان أوتو يجيد الرقص الى حد الاتقان بحيث اني لم اشعر يوما أن احدى يديه تلتف حول جسدي ما خلا ذلك الضغط الخفف الذي كنت اشعر به ونحن ندور في حلبة الرقص . وكنت أشعر بوجود فرق كبير بين اوتو وجيدو في ذلك ، اذ لم يكن
جيدو راقصا بارعاً إلا أن الطريقة التي يطوق بها جسدي كانت أشبه « بحضنة » عاشق . وكان جيدو يتصرف في كل مناسبة تصرفاً يلائمها فحينما كانا نزور متحف اللوفر أو غيره من المتاحف والمراكز الفنية كان يصر ان يرافقني ويشرح لي كل شيء بنفسه . والحقيقة فقد قضى جيدو معي وقتاً طويلا وذات مساء قال معتذراً « أن لدي عملاً كثيراً اريد انجازه فارجو عفوك يا آن فاني اريد ان أكرس وقتي وجهدي لمرسمي طوال الأيام القليلة المقبلة ، و بوسعك أن تزوري المرسم لتلتقي بي في أي وقت تشائين . ولكني لم أشأ أن أعكر عليه صفو عزلته . وحينما دعاني اوتو في امسية اليوم التالي للذهاب معا الى الاوبرا قبلت دعوته بسرور . وفي طريق عودتنا أصبح أوتو جاداً أكثر مما تعودت أن أراه قبل ذلك فقال لي بهدوء « ارجو الا اغيظك أن قلت لك انه قد مضى على حلولك في باريس بضعة أسابيع وانت لا تزالين لا تعرفين عن تجارب الحياة شيئاً . وقد كان مستحيلا ان لاحظ كم يثير جيدو اهتمامك وأظن ان من مصلحتك أن تكوني . . حذرة » وشعرت ان الدم اخذ يغلي في عروق وقلت « أو تظن أن ؟ . . » غير ان اوتو شد بيديه على ذراعي وقال « لا لا ارجوك يا آن . أرجو الا تسيئى فهم ما أعنيه فانا لا اقصد شيئاً مطلقاً ولكني لا اعتقد انك ادركت مدى الفرق بين الايطاليين والانكليز ، فدماء الايطاليين حارة ! والآن دعينا ننسى كل شيء عن هذا الموضوع وقد لا أكون قد قلت شيئاً ما ولكن يعز على ان يصيبك مكروه .
أنت تقرأ
اعترافات طالبة انجليزية
Mystery / Thrillerفتاة انكليزية يافعة غير متأهبة لمواجهة مشكلات و اخطاء حياة المراهقة , تجد نفسها فجاة غارقة في الحياة البوهيمية التي يحياها الطلاب في باريس . انه ليس من يستطيع الافصاح عن حقيقة ما يحدث وراء الكواليس في باريس اليوم سوى ذلك الذي يعيش في الظروف التي عاش...