وكانت عودتي إلى باريس بعد عطلة الصيف قد ملأت نفسي سعادة كما نو اني أطلقت من السجن ، وبدت رحلتي إلى باريس وكأنها لا نهاية لها وكنت نافذة الصبر الى درجة اني حينما وصلت « جير و دو نور » استأجرت سيارة دون أن أفكر بفداحة الأجرة ، إلا أن جيدو لم يكن قد عاد إلى باريس فتملكني شعور من الحنين اليه واعتقدت انه لن يعود ولكنه عاد بعد وصولي إلى المنزل بساعتين وراح يقبلنا جميعاً ويلومنا لأننا لم نقض عطلة الصيف في ايطاليا . واحتفلنا بعودتنا إلى باريس ، وفي ليلة وصولنا إلى السوق الرئيسي في باريس الذي تدب فيه الحياة بعد أن تنام المدينة وكان | السوق كأنه قطعة من نور وهاج . . وكان كعهدنا به هائجاً مائجاً . وطفنا سوق الزهور وأصر جيدو على شراء باقة كبيرة من الورد لي ، وعندما وصلنا إلى غرفتي بعد تلك الأمسية الصاخبة وضع جيد و باقة الزهور في يدي وثنينا ركبنا وجلسنا على الأرض متجاورين حتى تلامس وجهانا . وتأملت عيني جيدو ورميت الباقة واحتويته بين ذراعي ! وكانت تلك هي أول مرة تبادلنا فيها قبلات حقيقية . وشعرت بالخجل لعدم تحكمي بعواطفي التي أطلقت عنانها وحدي وعندما وقفنا ثانية كانت الباقة مطروحة على الأرض وابتسم جيدو وقال « اجل يا آن ، أنك لجميلة كوردة ! » والنقط الباقة ووضعها في يدي ثم فتح باب الغرفة وأنصرف أرقت تلك الليلة بطولها ولم استطع التفكير بشيء إلا يجيدو وكانت افكاراً مزعجة ورحت استعبد في خاطري حلاوة تلك القبلة ورغم كل ذلك الاجهاد لم أكن متعبة وان تفكيري بجيد و جعل عاطفتي تحتدم في دخيلتي . وذات يوم حلت اللحظة الحاسمة . . فقد رافقت جيد و الي مرسمه وكنت ارقبه عندها كان يرسم صورة كلف بانجازها و ادرت عيني في الرسوم المعلقة إلى أن رمقني جيدو وأنا اتأمل صورة رسمها الفتاة عارية وسألتي لم تتأملين هذه الصورة باستغراب با آن ؟ . وأدرت وجهي اليه وكان قلي يدق بعنف ! ومرت لحظات قبل أن استطيع الافصاح عما كان يجول في خاطري . . ثم تدافعت الكلمات بين دل وا اء ا لا .شفتي وقلت « اتذكر يا جيدا و عند ما روى أن أقف أما . ( : ، ان نموذجا ارو . ك ؟ انك تذكر ولا ريب آني رادشت في بادي ، الأمر لا كنت خائفة ، ولأني . . » وفادامى جيد ، و « . . لانك وانت ان اردت ان تقني امامي عارية » وكان هذا ما أردت أن أراه أولاً وراسلت كلامي فقلت « ولأني كنت بخيفة ومماثلة أكثر مما يجب ، وذات تهكير هنديق ، أما الآن فلم اهد كذالك يا جد و » در مقربي جديد و بنظرة فاحبة وقبل أن ادرك ما كنت سأعمله أرتميت بين ذراعيه وقلت بصوت رانش « احت با جيدو ! أريد أن أكون لك وحدك هل تفهم ؟ » و از احنى جيد و من صدره قليلا وتأمل عيني ثم هز رأسه وقال « اجل يا آنانا أنهم ما تقولين » وطوقني باحدى ذراعيه وسار بي الى نهاية المرسم حيث جلسنا على أريكة صغيرة وقال « اريد أن أتحدث اليك يا آن : أنت تعرفين أني أميل لك . . ألست كذلك ؟ ان في أعماق نفسي عاطفة حب جياشة نحوك وأحسب انك مغرمة بي كذلك ولكك . . حمقاء ، ومخلوق قوي الشكيمة ان علاقتنا غير قائمة على الحب وستدركين ذاك يا أن يوماً ما عندما تلتقين بالرجل الذي يليق بك واست دلاقتنا الا مجرد صداقة متينة ! » ولاذ جيدو بالصمت قليلا ثم قال « دعيني اعترف لك يا آن اذ عندما عرفتك لأول مرة اعجبت وفتنت بك فوراً وأردت ان تتصرفي معي بالصورة التي تحلو اك مهما كان هذا التصرف طائشة ، ولكني تعلمت كيف اعجب بك واحترمك ، انك با آن تختلفين كثيراً عن معظم الفتيات اللاتي عرفتهن . . ولو اني تركت صداقتنا تتطور فاني لا أشك في انك ستندمين .بقية حياتك وكذلك ستكون الحال بالنسبة لي لانك في نظري ترمزين إلى شيء آخر . . » وابتسمت لجيدو ولم أكن أشعر بأي ارتباك او خجل ، بل كنت أشعر كما لو أني غصت لتوي في ترعة ماؤها بارد منعش في يوم قائظ ! وشعرت فجأة بالراحة تسري في أوصالي ، فقد تلاشت تلك العواطف الثائرة وشعرت اني سعيدة . وهكذا ، وفي امسية حالمة كبرت فعلاً ولم أعد « شبه طفلة . . أو نصف امرأة » اعيش في خضم عواطف قلقة وفي عالم مليء بالظنون المرعية ولأول مرة في حياتي احسست اني مسيطرة على نفسي فقد تلقيت خير درس عن « الحرية » وفهمت ما يجب ان تكون عليه حقيقة العلاقة بين المراة والرجل ، ولقد اكتشفت اني كنت قادرة على أن أغازل دون ان يصيبني أذى من ذلك وان امتع نفسي بصحبة أصدقائي من الفتيان دون ان اسمح لهذه المتعة ان تبلغ حدها الخطر ، وان اواجه الحياة وانا مسلحة بمعلومات أكيدة عن نفسي . وقبل ان يتحرك القطار عائداً بي الى وطني تبادلت وجد و قبلة الوداع وقال « ستلتقي مرة أخرى با آن » . . أما أنا فقد رجوت من صميم فؤادي أن نلتقي ثانية ولكنني شككت في ذلك ، فالعالم الذي نعيش فيه واسع وليس غير القدر بمستطاعه ان يجمعني وجيد و مرة أخرى . ولم تكن آخر كلمة قلتها لجيدو « وداعاً ، وانما كانت « شكراً ، ولابد انه أدرك ما كنت اعنيه . وكم كان شعوري نحوه مختلفاً لو انه انم فترة تدربه قبلي ذلك او لو انه لم يعاملني بذلك العطف او ذلك الأسلوب الحكيم حين كنت فتاة صغيرة
(( تــــمـــت ))
مـحــمـد أحــمــد
أنت تقرأ
اعترافات طالبة انجليزية
Mystery / Thrillerفتاة انكليزية يافعة غير متأهبة لمواجهة مشكلات و اخطاء حياة المراهقة , تجد نفسها فجاة غارقة في الحياة البوهيمية التي يحياها الطلاب في باريس . انه ليس من يستطيع الافصاح عن حقيقة ما يحدث وراء الكواليس في باريس اليوم سوى ذلك الذي يعيش في الظروف التي عاش...