#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_الخامس
الحياة تستمر ولا تتوقف عند أحد ، تمر بأفراحها وأوجاعها ، لا شىء يستمر فى هذه الحياة ، فالأفراح تنقضى والأوجاع تنقضى ونبقى نحن فى المنتصف نعيشها بحلوها ومرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لا تعرف لما أصبح لسانها ثقيلا وكأنها تفاجأت من عرض راويه ... كانت تتمنى دائما وتنتظر أن يأتى اليوم الذى تتزوج فيه رحمه من ياسر ، فرحمه فى النهايه ابنتها الوحيده وهى لن تطمئن عليها إلا عندما تتزوج ياسر فهو ابن شقيقتها وأيضا تعتبره ابنها .
أخيرا تحقق حلمها وبعد طول انتظار شقيقتها تخبرها بكل صراحه بأنها تريد هذا أيضا .
تظاهرت ولاء بأنها تفاجأت وقالت وهى تنظر لراويه:
-"أنا بصراحه اتفاجأت من كلامك يا راويه بس أنا مش هلاقى أحسن من ياسر لبنتى رحمه".
وأخيرا سيأتى اليوم الذى تتمناه كل أم وتتمناه راويه أيضا وهو أن تفرح بفلذه كبدها وابنها ياسر .
كانت تبتسم بشده ولكنها تذكرت أهم شىء وهو موافقه رحمه ... كيف غفلت عن هذا الأمر ؟ هل يمكن أن ترفض رحمه الزواج من ياسر ؟
فهمت ولاء من نظرات شقيقتها ما يدور فى رأسها فنظرت لها وقالت:
-"متقلقيش يا راويه رحمه مستحيل ترفض ، هى عمرها ما خالفت كلامى ، وعلى العموم أنا هتكلم معاها لما نروح".
انتهت الزياره وعادت ولاء برفقه رحمه وعادل إلى منزلهم ... جلست ولاء مع رحمه لتتحدث معها كما اتفقت مع راويه وأخبرتها بأنها تريد أن تحدثها فى أمر هام ولا يمكن تأجيله ... سألتها رحمه وقد بدأت تشعر بالقلق بعض الشىء:
-"خير يا ماما موضوع إيه اللى عايزه تتكلمى معايا فيه؟"
ابتسمت ولاء وأمسكت بكف رحمه وقالت:
-"فى عريس متقدملك وأنا موافقه عليه".
وقع كلام ولاء على رحمه كالصاعقه وظهرت الصدمه على وجهها ولاحظت ولاء ذلك مما دفعها لسؤلها:
-مالك اتخضيتى كده لما سمعتى كلامى!"
ظهر علامات الخرف والإرتباك على وجه رحمه والدتها تخبرها بوجود من يريد خطبتها وأيضا موافقه عليه ... ماذا ستفعل الآن ، سألتها بتوجس:
-"العريس ده يبقى مين؟"
لاحظت ولاء توتر رحمه بعض الشىء ولكنها اعتقدت أن هذا أمرا طبيعيا وبدون أى مقدمات قالت:
-"ياسر ابن خالتك وطبعاً مش هنلاقى أحسن منه عشان كده أنا قولت لخالتك راويه أننا موافقين".
صاحت رحمه قائله بانفعال:
-"بس أنا مش موافقه على الموضوع ده".
هنا بدأ الشك يلعب فى رأس ولاء ، لماذا ترفض ابنتها الزواج بهذه الطريقه ودون أن تحاول التفكير فى الأمر ، لابد أن هناك سبب ويجب عليها معرفته ... نظرت إليها بحنق وقالت:
-"ليه بقى إن شاء الله ، أنت فى حد تانى فى دماغك ؟ واوعى تقولى لا عشان مش ممكن يكون فى سبب تانى يخليكى ترفضى ياسر غير السبب ده".
وجدت رحمه أنه لا مفر من هذا المأزق سوى إخبار والدتها بالحقيقه فأخفضت رأسها وقالت:
-"كلامك صح فعلا فى حد تانى فى دماغى".
أجفلت ولاء عينيها وحدقت إليها قائله:
-"ويطلع مين ده".
أردفت رحمه بنبره مليئه بالخوف:
-"يامن".
نظرت لها ولاء بصدمه لا تصدق ما سمعته وقالت:
-"أنت قصدك على يامن أخو ياسر؟"
أجابتها رحمه بتوجس:
-"أيوه".
عند هذه النقطه انفجرت ولاء فى وجه ابنتها بالصراخ كيف تفكر بهذه الطريقه ، من بين كل الرجال ألم تجد غير ابن نوال لتحبه ... قالت وهى تصرخ فى وجهها:
-"أنت اتجننتى ولا جرا لعقلك حاجه أنت مفكره أنى هوافق على المهزله دى ، استحاله طبعاً ده على جثتى".
أخذت رحمه تبكى ونظرت إلى والدتها قائله:
-"بس يا ماما".
قاطعتها ولاء قائله بسخط:
-"اخرسى خالص أنت دلوقتى هتكلمى خالتك راويه وهتقوليلها أننا موافقين".
نظرت لها رحمه بصدمه ولكن لم تعيرها ولاء أى اهتمام واستكملت قائله:
-"ولو معملتيش كده دلوقتى لا أنت بنتى ولا أعرفك وقلبى وربى غضبانين عليك ليوم الدين".
فعلت رحمه ما أرادت منها ولاء بالظبط واتصلت براويه وأخبرتها أنها موافقه على الزواج من ياسر ... اتفقت راويه مع ولاء أن الخطبه ستكون نهايه الأسبوع
---------------------
نظر ياسر إلى والدته والصدمه تكسو ملامح وجهه لا يصدق ما سمعه منها للتو وقال:
-"أنت بتهزرى يا ماما مش كده !"
ابتسمت وهى تربت على كتفه وقالت:
-"لا يا حبيبى مش بهزر أخيرا جه اليوم اللى هفرح بيك فيه".
لا يصدق حقا أن والدته تريد أن تزوجه رحمه واتفقت مع خالته ولم تخبره بالأمر إلا الآن ، كيف تفعل هذا ؟
لا يمكنه حقا استيعاب الأمر ، نظر لها وقال مستنكرا فعلتها :
-"فرح إيه وبتاع إيه أنا مستحيل أوافق على الكلام ده".
-"أنا سألتك قبل كده إذا كان فى واحده فى حياتك وأنت قولتلى مفيش إيه ، مش موافق ليه دلوقتى؟"
قالتها راويه وهى تنظر له مستنكره ما قاله للتو ، بادلها ياسر نظراتها بأخرى غاضبه وقال:
-"أيوه حصل بس ده مش معناه أنك تروحى تكلمى خالتى وتتفقى معاها من غير ما أعرف ... أنت خليتي زى الأطرش فى الزفه".
صرخت به راويه قائله:
-"يعنى أنا غلطانه عشان عايزه أفرح بيك وأشيل ولادك قبل ما أموت !"
أنهت كلامها وأجهشت بالبكاء... أحزن هذا ياسر كثيرا فهو لا يحب أن يراها تبكى تنهد بحزن وقال:
-"خلاص يا ماما أنا مش قصدى أزعلك أنا بس اتفاجئت بالموضوع حقك عليا واللى أنت عايزاه أنا هعملهولك".
نظرت له راويه وقالت وسط بكائها:
-"أنا فكرت فى رحمه لأن دى بنت أختى وأنا عارفاها كويس وعارفه أخلاقها ومش هلاقيلك أحسن منها".
ابتسم ياسر وقال وهو يمزح:
-"خلاص اللى تشوفيه أنت يا ست الكل ... كويس أنك أنت اللى اختارتى عشان متجيش فى يوم من الأيام تقوليلى مراتك عملت ومراتك سوت".
ضحكت راويه قائله:
-"اطمن يا أخويا لا هقول ولا هعيد كلها شويه وهتكل على الله".
نظر لها ياسر وقال وهو يحتضنها بقوه:
-"بعد الشر عنك يا ماما ، ربنا يطول فى عمرك وتفرحى بيا وبولادى كمان".
-------------------------
فى صباح اليوم التالى فى محل ماجد والد مدحت كانت تقوم راويه بشراء بعض الاغراض وعندما انتهت أعطت المال لماجد وقالت:
-"اتفضل الحساب يا حاج ماجد ... صحيح أنت ومدحت معزومين على خطوبه ياسر أخر الأسبوع".
فرح ماجد كثيرا بهذا الخبر فهو يحب ياسر كثيرا ويتمنى له كل خير ...ابتسم ماجد وقال:
-"ربنا يتممله بخير ألف مبروك والله فرحتله".
-"الله يبارك فيك يا حاج ماجد ... أنا هستأذن أنا دلوقتى".
قالتها راويه وهى تغادر المحل ... بعد فتره من مغادرتها دخل يامن المحل وأثناء حديثه مع ماجد علم يامن بأمر الخطبه ، استطاع يامن بمهاره أن يخفى دهشته مما سمعه وابتسم ابتسامه مصطنعه وقال:
-"أنا كنت جايلك دلوقتى عشان أعزمك بس واضح أن أم ياسر سبقتنى على العموم هستأذن أنا دلوقتى سلام".
غادر يامن المحل وهو يتوعد لياسر ... ذهب يامن إلى منزل ياسر وطرق عده طرقات على الباب قبل أن تفتح له راويه وعندما فتحت قال يامن:
-"ازيك يا طنط ، ياسر موجود ولا خرج؟"
-"موجود جوه فى أوضته تعالى ادخله".
قالتها وهى تشير باصبعها تجاه غرفه ياسر ... دخل يامن إلى غرفه ياسر الذى كان يجلس على حاسوبه وعندما رأى يامن ابتسم وقال:
-"أخيراً صحيت من النوم ، أنا بقالى ساعه بتصل بيك".
نظر له يامن بغضب ولم يرد عليه ، لاحظ ياسر نظرته له فقال:
-"مالك بتبصلى كده ليه ؟ ،المهم أنا عايز أقولك أنى هخطب كمان أسبوعين".
ابتسم يامن قائلاً بسخريه:
-"لسه بدرى يا أخويا جاى تقولى أنك هتخطب بعد ما عرفت من بره".
كيف علم يامن بأمر الخطبه وهو لم يخبر أى أحد ، انتشله يامن من أفكاره عندما رمى احدى الوسائد عليه وهو يقول بغضب:
-"عرفت من عم ماجد وقالى أن أمك هى اللى قالتله".
ضحك ياسر وقال:
-"دى الحاجه شكلها ناويه تذيع الخبر فى مصر كلها".
نظر لها يامن وأردف بتهكم:
-"ومالك بتقولها وأنت مبسوط كده ، يعنى أنا أخوك أكون أخر من يعلم".
زفر ياسر بضيق وقال:
-"من امبارح وأنا بتصل عليك وموبايلك مقفول ، وطبعا أنت مش عايزنى أجيلك فى أنصاص الليل عشان أقولك أنى هخطب لأنك عارف كويس أن طنط نوال من غير أى حاجه مش بتطيقنى ، تخيل بقى لو أنا جيتلك نص الليل وخبطت على الباب إيه اللى هيحصل؟"
فكر يامن قليلاً بكلام ياسر ووجد أنه محق فهو يعلم أن والدته كانت ستفتعل مشكله كبيره إن حضر ياسر لمنزلهم فى وقت متأخر ، وأخيراً اقتنع بكلام ياسر وابتسم له وقال مازحا:
-"يعنى خلاص ادبست يا مسكين".
-"أيوه وادبست بطريقه متخطرش على بالك".
قالها ياسر وبدأ يخبر يامن بكل ما حدث وما قامت به راويه وبعدما انتهى ضحك يامن بشده وقال:
-"يا عينى عليك يا بطه مامى دبستك فى العروسه!"
نظر له ياسر بغضب وقام الوساده على يامن ولكن استطاع يامن امساكها ... نظر اه ياسر وقال بسخط:
-"أنت بتضحك عليا ! ... مش بعيد تروح دلوقتى تلاقى أمك مدبساك فى عروسه".
توقف يامن أخيرا عن الضحك وقال:
-"لا أنا وضعى مختلف ، أنا معنديش بنت خاله ماما تجوزهالى".
سكت قليلاً ثم استكمل:
-"ربنا يتمملك بخير".
-----------'
فى اليوم التالى خرج ياسر برفقه يامن وجميله واشتروا بذله لكلاً منهما وبعدها توجهوا إلى أحد المولات لشراء فستان لجميله ... نظرت جميله إلى مجموعه الفساتين الموضوعه أمامها وقالت :
-"مش عارفه أنا محتاره أختار إيه؟"
-"اختارى أى حاجه يا جميله وخلاص".
قالها يامن بنفاذ صبر ، نظرت له جميله وقالت باستنكار:
-"لا طبعا مش أى حاجه وخلاص ، أنا عايزه أبقى أحلى واحده فى الخطوبه".
نظر لها يامن وعلامات الذهول تكسو وجهه ، لا يصدق أن شقيقته تفكر بهذه الطريقه وهى لا تزال طفله ، ماذا ستفعل عندما تكبر هذه الفتاه ، انتشلته جميله من أفكاره وهى تقول:
-"أنا لما أكبر هخليك أنت وياسر تشترولى كل الفساتين الحلوه".
ابتسم ياسر وقال:
-"ربنا يقدرنى وأجبلك أحلى فساتين يا أحلى قرده".
زمت جميله شفتيها بغضب وقالت:
-"أنا مش قرده".
-"طيب يا ستى أنت مش قرده، اختارى بقى فستان عشان لسه فى حجات كتير هنشتريها".
قالها يامن وهو ينظر لها بحنق ، نظرت له جميله ببرود وبعد مرور ساعه اختارت جميله أخيرا أحد الفساتين وبعدها غادورا المكان .
------------------------
مرت الأيام وتمت الخطبه ومر عام وتخرجت رحمه من كليتها وتم تحديد موعد عقد القران بعد شهرين من تخرجها ... كانت رحمه حزينه ولاحظ ياسر ذلك ولكن أخبرته ولاء أن السبب فى حزنها أنها ستغادر منزلها بعد الزواج ... انتهت كل الأعمال اللازمه لشقه ياسر ، وقبل الزفاف بأيام قليله كان يجلس ياسر برفقه يامن عندما اتصلت به ولاء فأجاب على اتصالها وقال :
-"ازيك يا خالتى عامله إيه؟وأخبار رحمه إيه؟"
-"الحقنى يا ياسر رحمه مرجعتشى البيت من امبارح وبحاول أتصل بيها موبايلها مقفول أنا خايفه يكون جرالها حاجه".
قالتها ولاء وهى تبكى بشده ... شعر ياسر بالصدمه وكأن أحدهم ضربه على رأسه ... هل هذا هو تفسير هذا الكابوس الذى يراوده فى الآونه الأخيره؟ أين ذهبت يا رحمه ؟ وماذا حذث لك؟
#توقعاتكم
#batol
أنت تقرأ
عهد يمين
General Fictionشقيقان تعاهدا أن يبقيا سوياً وأقسما يميناً معظماً ألا يفرقهما أي شيء ولكن سوء فهم حطم هذه الأخوة وجعلهما كالأعداء وفرقتهما الأيام وفجأة تقابلا بعد عدة أعوام. فهل يمكن أن يعودا إلى سابق عهدها أم أن للقدر كلمة أخرى؟؟