#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_السابع
لم يتفاجأ كثيرا عندما أخبره يامن أن توفيق هو من دبر هذا الأمر فهو أكبر منافس لهم ، وفعل هذه الأمور القذره ليس جديدا عليه ، ابتسم له يامن وقال:
-"أنا نفسى أشوف وشه لما يعرف أن الملف اللى وقع فى إيده ده أى كلام".
ضحك مفيد وقال:
-"مش بعيد يروح فيها".
فى هذه اللحظه سمع مفيد صوت رنين هاتفه فأمسك به وأجاب على الإتصال وقال:
-"إيه الأخبار يا محسن؟"
-"أنا اتصلت عشان أقولك أن مدام حبيبه جيت النهارده البنك وسحبت فلوس من حسابها الخاص".
ضيق مفيد عينيه وقال:
-"متشكر جدا يا محسن وزى ما فهمتك قبل كده كل ما يحصل الموضوع ده تعرفنى".
أنهى مفيد المكالمه وبدأ يفكر ، لماذا تقوم حبيبه بسحب كل هذه الأموال؟ ما الذى تخطط له يا تُرى؟
---------------------------
ذهبت إيناس برفقه حمزه إلى منزل مدحت شقيقها لقضاء اليوم معهم ، شعر مدحت بأن شقيقته ليست بخير وهذا ما دفعه لسؤالها قائلاً:
-"مالك يا إيناس فيكِ إيه؟"
ابتسمت ابتسامه مصطنعه وأردفت قائله:
-"مفيش أى حاجه أنا كويسه".
كيف تخبره أنها عادت تراه فى أحلامها من جديد ... ترى عمر وهو ملقى على الأرض والدماء تحيط به ... ظنت أنها تخطت هذا الأمر عندما خضعت للعلاج النفسى ، ولكن يبدو أنها مخطئه فرؤيتها ليامن الذى تخلى عن طفلها وتركه للموت تسبب فى عوده هذه الكوابيس التى كانت تراودها مره أخرى ... نظر إليها مدحت بحزن وقال بتوجس:
-"أنتِ رجعتى تشوفى عمر تانى يا إيناس؟"
أومأت برأسها قبل أن تبكى مما جعل مدحت يسب ويلعن يامن بصوت منخفض قبل أن يقول:
-"اللى حصل ده كله مشيئه ربنا والحمد لله ربنا عوضك بحمزه".
نظرت إيناس إلى حمزه الذى يلعب بعيدا بالكره وابتسمت ليستكمل مدحت مازحاً:
-"هو صحيح عفريت أزرق وأشقى من الشياطين الحمر ومصايبه مش بتخلص بس عسل ودمه خفيف".
قامت إيناس برمى إحدى الوسائد على مدحت وقالت:
-"متقولش على ابنى عفريت أزرق".
----------------
ذهبت ريهام برفقه ابنتها للتسوق وعندما انتهت من شراء ما تحتاجه وذهبت لدفع ثمن ما اشترته فوجئت بالعامل يقول لها:
-"أنا خلاص أخدت حساب كل الحاجات دى".
نظرت له قائله بعدم فهم:
-"أخدت الحساب ازاى وأنا محاسبتش؟"
أجابها العامل قائلاً وهو يشير إلى أحد الأشخاص:
-"الأستاذ اللى واقف هناك ده هو اللى حاسب".
نظرت ريهام خلفها لترى من دفع ثمن مشترياتها فوجدته عمها توفيق الذى تبغضه ... ظهرت علامات الغضب على وجهها وبدون أى مقدمات أخذت ابنتها وذهبت دون أن تأخذ مشترياتها.
استقلت سيارتها وعادت إلى المنزل والغضب يتأكلها ، ماذا يريد منها توفيق؟ ألم يكتفى بما فعله هو وابنه؟ لماذا يسعيان دائما لتعكير صفو حياتها؟ متى سينتهى كل هذا؟
عادت بذاكرتها إلى اليوم الذى تخرجت فيه من الجامعه فقد كان ذلك منذ سبع سنوات وكانت تعيش فى هذا الوقت فى منزل عمها توفيق الذى أصر أن تعيش هى وسامح معه بعد وفاه والدهما ، تتذكر عندما عادت إلى المنزل ذلك اليوم ووجدت أمامها ممدوح ينظر لها ويقول:
مبروك التخرج يا ريهام وأخيرا خلصتى عشان نتجوز
مهلاً لحظه هل سمعته يقول نتزوج ! الشخص الذى يعتبرها دائما شقيقته يقول لها نتزوج ، لابد أنه يمزح ... ابتسمت وقالت:
-"بطل هزار يا ممدوح ، مين دول اللى هيتجوزا؟"
ابتسم لها وقال:
-"أنا وأنت هيكون مين يعنى".
ما الذى يحدث؟ مستحيل أن يتزوجها ممدوح من أجل الحب فهو لطالما اعتبرها شقيقته ، عند هذه النقطه ظهرت علامات الغضب على وجهها وبدون أى مقدمات انفجرت فى وجهه قائله:
-"أنت اتجننت ولا شكلك كده ، أنت طول عمرك بتعتبرنى أختك ولا أنت نسيت؟ ، وغير كده أنا مخطوبه".
أجابها ببرود استفزها:
-"لا منستشى بس أنت النهارده هتفسخى خطوبتك زى الشاطره من اللى اسمه أمجد ده".
حقير ... هذه أول كلمه خطرت فى عقلها ، من يظن نفسه هذا التافه ليتحكم بها؟ كلا لن تسمح له بذلك ، زفرت بحنق قبل أن تقول:
-"بطل بقى هبل وفوق لنفسك ، أنا واحده مخطوبه ولو مش مخطوبه أنا مستحيل أتجوزك".
أنهت جملتها وصعدت إلى غرفتها وظلت بداخلها عده ساعات حتى حل المساء ، سمعت عمها يناديها فخرجت على الفور قائله:
-"أيوه يا عمى ، حضرتك بتناديلى؟"
-"أيوه بناديلك عشان أسألك أنت رجعتى الحاجه ولا لسه؟"
قالها توفيق وهو يبتسم ، نظرت إليه ريهام بعدم فهم وقالت:
-"حاجه إيه اللى أرجعها ؟ ، أنا مش فاهمه أنت تقصد إيه بالظبط".
-"الشبكه يا ريهام ، رجعتيها لأمجد ولا لسه؟".
قالها توفيق وهو يضع ساق فوق ساق ، ظهرت علامات الذهول على وجه ريهام وعم الصمت المكان ، كفكفت ريهام دموعها قائله بحزم:
-"لا مرجعتش حاجه ومش هرجع حاجه أصلاً".
كز توفيق على أسنانه بغضب قائلاً:
-"بس أنا قلت ترجعى الحاجه يبقى ترجعيها ، مش معنى إن أنا كنت ساكت على موضوع الخطوبه ده أنى هسمح أنها تستمر أنا بس كنت مستنى أنك تخلصى عشان نتكلم فى الموضوع، أنت لازم تفهمى أن أمجد ده مش مناسب ليكِ ولا من مستوانا وإذا كان أخويا الله يرحمه غلط لما وافق عليه واتخطبتم فأنا دورى أصلح غلطه وأوجهك للصح".
صاحت ريهام قائله بسخريه:
-"وهو الصح يا عمى أنك تجبرنى أفسخ خطوبتى عشان أتجوز ابنك وتستولى على فلوسى اللى ورثتها من بابا".
هوى توفيق بصفعه قويه على وجهها خرجت الدماء على إثرها من شفتيها ، فى هذه اللحظه دلف سامح إلى المنزل وصُدم عندما رأى شقيقته تبكى وأثر الصفعه على وجهها ، فنظر إلى توفيق قائلاً بغضب:
-"أنت ضربت ريهام ليه؟"
نظر إليه توفيق بعدم اكتراث وقال:
-"لأنها قليله الأدب وبترد عليا".
صرخت ريهام وهى تبكى:
-"الحقنى يا سامح عايزنى أفسخ خطوبتى وأتجوز ممدوح".
ظهرت علامات الصدمه على وجه سامح وأردف قائلاً:
نعم ! ازاى الكلام ده ، هو الجواز بقى لعب عيال ... بابا الله يرحمه خطبها لأمجد وهو عايش مش معقول أنا هعمل العكس بعد ما مات".
كانت (سها) زوجه توفيق سترد عليه ولكن سبقها توفيق قائلاً بتهكم:
-"والله عال يا أستاذ سامح أنت كمان بترد عليا وفى وشى ، طيب اسمع بقى اللى هقوله ده وركز فيه كويس أوى لو ريهام متجوزتش ممدوح أنت وهى مش هيبقى ليكم مكان فى بيتى ولا هيبقى ليكم أى حاجه فى الشركه
انسلت ابتسامه ساخره على جانب شفتى سامح قبل أن يقول:
-"طيب البيت ماشى مفيش مشكله أما الشركه احنا لينا نصيب بابا الله يرحمه".
برقت عينا توفيق بالشرار والحقد الدفين وهو يرمق سامح بإزدراء قائلاً:
-"مش معقول يا سامح أنت نسيت أنك مضيت على تنازل عن حقك أنت وريهام فى الشركه".
ظهرت علامات الذهول والصدمه على وجه سامح وأردف قائلا بعدم استيعاب:
-"تنازل إيه؟ ، أنا متنازلتش عن حاجه الأوراق اللى مضيت عليها دى أوراق صفقه من الصفقات اللى تبع الشغل".
-"وهو أنت قرأت الأوراق عشان تعرف إذا كانت أوراق تنازل ولا أوراق صفقه؟"
قالها توفيق وهو يرمق سامح بنزق ... الآن أدرك سامح أن عمه خدعه ليحصل على حصته وحصه شقيقته فى الشركه ، نظر إلى شقيقته التى نظرت له بأعين دامعه ومن ثم نظر إلى عمه وعلامات الذهول تكسو وجهه... وضع رأسه بين يديه ، ساد الصمت بضع ثوانى وكسر هذا الصمت توفيق قائلا:
-"أنا هرجعلك كل حاجه بس ريهام تتجوز ممدوح".
صاحت ريهام قائله :
-"حسبى الله ونعم الوكيل فيك ، أنا لو هشحت مستحيل أتجوز ممدوح".
لم يبالى توفيق بما قالته للتو ونظر إلى سامح وقال:
-"القرار فى إيدك أنت يا سامح هتختار إيه؟"
-"أنا معنديش أهم من أختى".
قالها سامح بحزم لتتسع عينا توفيق وسها التى كانت تتابع ما يحدث فى صمت ، نظر لهما سامح بازدراء فقد تأكد الأن أنهما عبدين للمال ويفعلان أى شىء من أجله ... لا يعرف كيف استطاع توفيق اقناع ممدوح بالموافقه على هذا الأمر فهو يعرف ممدوح جيدا فعلى الرغم من شخصيته المتناقضه إلا أنه لم يهتم أبدا بالمال كما أنه يعتبر ريهام شقيقته ، لابد أن هناك حلقه مفقوده فى هذه المسأله وهذه الحلقه من المؤكد أن لها علاقه بالسبب الذى جعل ممدوح يوافق على الزواج من ريهام ، نفض سامح هذه الأفكار من رأسه وأمسك بيد ريهام وقال:
-"اطلعى هاتى حاجتك بسرعه عشان هنمشى من هنا دلوقتى".
أومأت ريهام برأسها وصعدت إلى غرفتها لأحضار كل ما يخصها.
فى الأسفل
صاح توفيق قائلاً بعدما استوعب ما قاله سامح:
-"صدقنى هتندم ، تقدر تقولى هتروح فين دلوقتى أنت وهيا وهتعيشوا ازاى؟"
-"هنرجع بيت أبونا ، معتقدتشى أن أنا اتنازلتلك عنه ده كمان ، أما بالنسبه هنعيش ازاى فأحب أقولك أن أنا أقدر أشتغل وغير كده أحب أفكرك لأن شكلك نسيت أن أنا وريهام ورثنا من أمى أراضى فى البلد عند أخوالى يعنى احنا مش فقراء لا سمح الله ولا حاجه".
قالها سامح وهو ينظر إلى توفيق من رأسه لأخمص قدميه بسخريه وغضب ... رأى ريهام وهى تجر حقيبتين واحده بها أغراضها والأخرى بها أغراضه أمسك بالحقائب وخرجا من هذا المنزل وتوجها إلى منزل والدهما ... جلس على الأريكه واضعا رأسه بين يديه ، ربتت ريهام على كتفه قائله:
-"ربنا يمهل ولا يهمل وحقنا هيرجع فى يوم من الأيام".
تنهد سامح قائلاً بأسى:
-"سامحينى يا ريهام بسبب التوكيل اللى أنت عملتهولى أنت كمان خسرتى حقك ، كل ده بسبب غبائى".
تجمعت الدموع فى عينيها وبدأت بالسقوط على وجنتيها ، كفكفت دموعها بأناملها وقالت:
-"أنت مش غبى يا سامح هو اللى واحد حقير ، أنت كل اللى عملته أنك اعتبرته زى بابا ووثقت فيه وده مش غلطك ، أنا مش زعلانه منك عشان حقى اللى ضاع ، فى ستين داهيه الفلوس المهم أنت ربنا ميحرمنيش منك يا أخويا ، ربنا إن شاء الله هيعوضنا بس أنت قول يارب ، وزى ما أنت قولتله احنا عندنا الأراضى اللى ورثناها من ماما يعنى الحمد لله احنا نقدر نعيش مبسوطين".
تنهدت بأسى عندما تذكرت هذا الأمر الذى مر عليه سبع سنوات استطاعت خلالهما معرفه سبب موافقه ممدوح على الزواج بها وهو الكره ... أجل كرهه الشديد لأمجد هو ما جعله يريد الزواج بها ... تتمنى لو تعرف لماذا يكره ممدوح أمجد لهذه الدرجه؟ ، ما الذى فعله أمجد لكى يسعى ممدوح دائما لتدميره؟ ، تتمنى الحصول على إجابه هذا السؤال الذى يؤرقها باستمرار .
------------------
زمت شفتيها بضيق وهى تستمع إلى حديث صديقتها الأرعن ... لوحت صديقتها أمام وجهها عندما لاحظت شرودها ... رمشت بعينيها عده مرات قبل أن تقول:
-"كملى يا مروه كنتِ بتقولى إيه؟"
فغر فاها بتعجب فصديقتها لم تكن تنصت إليها عندما كانت تتحدث منذ قليل ... نظرت إليها بنصف عين وقالت:
-"شكلك مكنتيش معايا خالص يا جميله".
تنهدت جميله وقالت:
-"أنت بقالك ساعه بتعيدى وتزيدى فى نفس الموضوع لحد ما زهقت الصراحه".
ابتسمت مروه وقالت:
-"أنا مش مصدقه لحد دلوقتى أن مروان اللى كل البنات بتجرى وراه عايز يكلم أخوكى ويتقدملك".
برمت جميله شفتيها وقالت بحنق:
-"أصلا لو اتقدملى فعلا زى ما بتقولى أنا مستحيل أوافق عليه".
ماذا الذى تقوله هذه المجنونه؟ ، لن توافق إن تقدم لخطبتها ... مؤكد هى تمزح فهى لا يمكنها أن ترفض الشاب الذى تتمنى كل زميلاتها الزواج به ... نظرت إليها وعلامات الذهول تكسو وجهها وقالت:
-"طيب أنت مش هتوافقى ليه؟"
لا تصدق أن صديقتها تريدها أن توافق على شاب تعرف على كثير من الفتيات قبلها ... شاب يرسب عمدا فقط ليبقى فى الجامعه ويوقع الحسناوات فى حبه ... وعندما يفكر بالزواج لايريد سوى فتاه لم تكلم رجلا من قبل ابتسمت بسخريه وقالت:
-"أنا يوم ما أفكر أتجوز مش هتجوز واحد عرف بنات قد شعر رأسه ، ويوم ما يفكر يستقر يكون عايز واحده صفحتها بيضه عشان يبقى مطمن أنها هتصون بيته".
-"بس واضح أنه اتغير عشانك".
قالتها مروه وهى ترتشف بضع قطرات من العصير ... رفعت جميله حاجبها وقالت باستنكار:
-"مفيش راجل بيتغير عشان ست... متصدقيش اللى بيحصل فى المسلسلات الهندى والكورى والتركى اللى بتتفرجى عليهم لأن ده كله هبل".
------------------
صفت حبيبه سيارتها وخرجت منها حامله بيدها حقيبه مليئه بالمال ونظرت إلى تلك التى تبتسم لها قائله بنبره حاولت أن تبدو هادئه:
-"دى الفلوس اللى طلبتيها يا هايدى".
ابتسمت هايدى بخبث وقالت:
-"شكرا ليك يا بيبو ... اطمنى أنا عند وعدى طول ما أنتِ بتدينى فلوس سرك هيفضل مدفون ومحدش هيعرفه نهائى".
أخذت هايدى المال وغادرت تحت أنظار حبيبه التى بدأت بالبكاء ونظرت إلى السماء قائله:
-"يارب ساعدنى أنا تعبت ومش عارفه أعمل إيه لو السر ده اتفضح كل حاجه هتدمر وكمان هتفضح".
أنهت جملتها وهى تبكى بحرقه#توقعاتكم
#batol
أنت تقرأ
عهد يمين
Ficción Generalشقيقان تعاهدا أن يبقيا سوياً وأقسما يميناً معظماً ألا يفرقهما أي شيء ولكن سوء فهم حطم هذه الأخوة وجعلهما كالأعداء وفرقتهما الأيام وفجأة تقابلا بعد عدة أعوام. فهل يمكن أن يعودا إلى سابق عهدها أم أن للقدر كلمة أخرى؟؟