الفصل السادس عشر

3.6K 145 1
                                    

#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_السادس_عشر
لن يترك فعلة ابنه تمر مرور الكرام ... سيعاقبه بقسوه على فعلته وسيجعله تحت سيطرته كما كان من قبل ... يعرف جيدا أنه ليس من السهل أن ينفذ ممدوح كل ما يطلبه منه بكل خضوع وإذعان كما كان يفعل في الماضي ... سيكون طريقه وعراً وبه الكثير من العقبات ولكنه لن يستسلم ... سيقضي على تلك العقبات التي تصعب عليه الأمر ... سيقتل سيرين ويتخلص منها ، فهى سبب انقلاب ممدوح عليه ... غمغم بشرود وهو ينظر إلى سها:
-"أنت عندك حق ، لازم سيرين والأولاد يموتوا". ابتسمت بخبث فهي استطاعت بسهوله اقناع توفيق بقتل سيرين وطفليها المزعجين ... هتف توفيق وهو يمسك هاتفه:
-"أنا هكلم أيمن والرجاله عشان ياخذوها المخزن القديم يخلصوا عليها فيه ، وبعدين هنشوف صرفه في الأولاد".
اتسعت حدقتى سها بدهشه عندما سمعت صوت تحطم المزهريه في الخارج ... خرج توفيق على الفور ليعرف من الذي سمع حديثه مع سها ، وعاد مره أخرى إلى الغرفه وهو يجر سيرين التي تصرخ وتبكي من شعرها ... أحضرت سها زجاجه المخدر من خزانتها ونثرت القليل منها على منديل ورقي وقربته من سيرين ... حاولت سيرين المقاومه ولكن توفيق أحكم قبضته عليها ، واستطاعت سها اجبارها على استنشاق الماده المخدره لتفقد وعيها على الفور ... اقترح توفيق قتلها في هذه اللحظه ولكن سها أخبرته أنه سيكون من الصعب التخلص من الجثه ، وتنظيف المكان إن قام بقتلها في هذه الغرفه.
زفرت سها وهي ترمق سيرين الغائبه عن الوعي بنظرات غاضبه:
-"احنا نخلي الرجاله يجوا ياخدوها على المخزن ويخلصوا عليها هناك".
أومأ توفيق برأسه موافقا على حديثها:
-"تمام".
بعد مرور عشر دقائق حضر رجال توفيق وأخذوا سيرين إلى المخزن القديم كما أمرهم توفيق ... لم ينتبه أى أحد إلى هذه الخادمه التي سمعت كل شيء وأسرعت تهاتف ممدوح وتخبره بالأمر
-"أيوه يا زينب".
ازدردت زينب ريقها بصعوبه وقالت وهى تفرك أصابعها بتوتر:
-"رجاله توفيق بيه أخدوا مدام سيرين على المخزن القديم وهيقتلوها".
لن يتركهم يفعلوا هذا بزوجته ... أمسك مسدسه وتفقده وهو يغادر مكتبه وقال:
-"اسمعي كويس يا زينب الكلام ده ونفذيه ... خدى الأولاد من البوابه الخلفيه ووديهم عند أشرف السواق وقوليله ياخذهم على شقه المقطم ويفضل معاهم".
أومأت زينب برأسها في خوف ، وفعلت كل ما طلبه منها ممدوح وهي تدعو الله أن يكون كل شيء على ما يرام ، وألا يصيب ممدوح وزوجته أي مكروه ، فهي تعتبر ممدوح بمثابه ابنها.
استقل ممدوح سيارته ، وأدار المحرك ، وشرع في القياده ... هل يمكن أن يقتلوا زوجته قبل وصوله إليهم؟
لن يدع هذا الشيء يحدث ... يعرف والده جيداً إذا أراد فعل شيء من أفعاله القذره سيستعين بمساعده أيمن ... أمسك هاتفه واتصل بأيمن الذي أجاب بعد عده مرات من الاتصال.
-"اسمعني كويس يا أيمن ... إياك حد فيكم يلمس شعره من مراتي".
رد أيمن متلعثما:
-"أنا مش فاهم أنت تقصد إيه يا ممدوح بيه".
كز ممدوح على أسنانه بغيظ وضرب مقود سيارته بعصبيه ... هل يتظاهر أيمن بأنه لا يعرف ماذا يقصد!!
حسنا لم يترك له سوى خيار واحد.
-"أي حاجه هتحصل لمراتي هتحصل لمراتك ، اللي رجالتي دلوقتي عندها في البيت".
-"يعرف أن ممدوح سينفذ تهديده حقا إن حدث شيئا لزوجته ... هتف قائلا برجاء:
-"أنا مليش دعوه والله ... أنا بس بنفذ أوامر توفيق بيه".
-"ما تخليش حد من الرجاله يقرب منها وأنا عشر دقايق بالكتير وهكون عندكم وهاخدها وهتصرف بنفسى مع توفيق".
أومأ أيمن برأسه وعزم على فعل ما طلبه منه ممدوح ، فليذهب توفيق إلى الجحيم ... لن يضحي بزوجته وأولاده من أجله.
---------
نظرت له بضيق وهو يضحك غير عابئا بنظراتها الغاضبه ... صاحت ريهام قائله بانفعال:
-"بطل ضحك بقى يا سامح".
-"أخر حاجه كنت أتوقعها أن ممدوح يبقى ابن عمه جوزك".
هتف بها سامح بعدما استطاع كبح ضحكته بصعوبه بالغه ، فمن كان يصدق أن أمجد وممدوح تربطهما صله قرابه قويه لهذه الدرجه ... تنهدت ريهام قائله بحزن:
-"أمجد لحد دلوقتى مش مستوعب ولا قادر يقبل الموضوع ، وبصراحه عنده حق الحكايه دي صعبه قوي عليه".
شقيقته محقه ، فأمجد يكره ممدوح كثيراً ، كيف سيتقبل هذه الحقيقه الصادمه؟
يعرف جيدا أن أمجد مجبراً على تقبل هذه الحقيقه من أجل عمته ، التي فعلت الكثير من أجله ، واعتبرته ابنها الذي لم تنجبه ... لاحظ توتر شقيقته فغمغم مازحاً:
-"خديها نصيحه مني يا ريهام ... أنت تجيبي شيكاره ليمون وتعصريها في كوبايه وتخلي أمجد يشربها ، يمكن يهدي شويه".
رمقته بسخط وغضب ... كيف يمكنه المزاح في ظل هذا الوقت المشحون بالتوتر؟!
ربت على كتفها بهدوء فليس هناك داعي لكل هذا التوتر ... يدرك أن أمجد سيتقبل هذا الوضع مع مرور بعض الوقت.
-"الموضوع محتاج شويه وقت وكل حاجه هتبقى طبيعيه".
قالها سامح وهو يتمنى حقا أن يكون كل شيء على ما يرام مع مرور الوقت.
----------
أغمض عينيه براحه شديده لم يشعر بها منذ زمن طويل ، وأخيرا شعر بهذا السلام الداخلي يغزو كيانه بعدما صُدر أمر بالقبض علي توفيق ... استمع إلى تسجيل اعتراف توفيق بقتل عمر وهايدي والذي قدم نسخه منه إلى الشرطه ... لا ينكر أن يامن ساعده في إنجاز الأمر بسهوله لم يكن يتوقعها ... استطاع يامن الحصول على تصريح النيابه بشكل سرى من خلال صديقه الذى يعمل بالنيابه ليتم الأمر بشكل قانونى ويكون هذا التسجيل دليلاً قويا يعتد به.
بعد كل شيء فعله يامن من أجله ، لا يصدق أنه حقا تخلى عن عمر وتركه للموت ولا يصدق أن مدحت يكذب أيضا بعد المواجهه التي حدثت بينهما بالأمس ... أقسم له مدحت أنه يقول الحقيقه ... ضرب ياسر الطاوله بعنف وسأله متحيرا:
-"إذا كنت أنت فعلا بتقول الحقيقه ، ويامن بيقول الحقيقه ، معناها مين اللي كذاب؟"
حك مدحت مقدمه رأسه وهتف بشرود:
-"عندك حق تحتار يا ياسر ... أنا نفسي بقيت محتار ومش مصدق أن يامن يعمل كده بعد ما ساعدك وخلى صاحبه وكيل النيابه يجيب التصريح بهدوء ومن غير شوشره عشان توفيق ما يعرفش بالموضوع ويعمل حسابه".
وضع رأسه بين كفيه وتنهد فى سأم ... فكر كثيراً في كل كلمه قالها يامن ومدحت ... انتفض فجأه عندما تذكر هذا الأمر الذي غفل عنه.
-"نوال!!"
قالها بشرود وهو يضيق عينيه ... كيف نسى كره نوال الشديد له؟
تذكر عندما أخبره يامن أنه سيذهب برفقه حبيبه إلى الطبيبه ، وأخبرته جميله أيضا أنها ستذهب إلى منزل صديقتها ، هذا يعنى أن نوال بمفردها الآن فى المنزل ... غادر منزله على الفور وقد عقد العزم على جعلها تقول الحقيقه.
----------
-"إيه الملل ده بس ، مبقاش فى أفلام حلوه بتتعرض فى التليفزيون!!"
تمتمت بها نوال وهي تقلب بين قنوات التلفاز بملل ... اعتادت دائما على مشاهده التلفاز عندما تكون بمفردها فى المنزل ... ضيقت عينيها ورفعت حاجبيها بتعجب عندما سمعت صوت الجرس ... تسائلت داخلها ، من يمكن أن يأتي لمنزلها الآن؟
هل يعقل أن يكون لصا؟
نفضت هذه الفكره الغبيه من رأسها مستحيل أن يأتي لمنزلها لصا في وضح النهار و يطرق بابها ... تسمرت مكانها وتخشب جسدها عندما فتحت الباب ورأته يقف أمامها ... ما الذى أتى به الآن؟ وماذا يريد منها؟
تنهد قائلاً بهدوء:
-"هفضل واقف كتير قدام الباب؟"
أشارت له بيدها إلى الداخل وهي تفسح الطريق أمامه ... سألته بتوجس وهي تتمنى ألا يكون حدثها صحيح:
-"أنت جاي هنا ليه؟"
رمقها بهدوء وهو يجلس على الأريكه وأشار لها لتجلس أمامه ، وباغتها بسؤاله:
-"عملت ليه كده يا نوال؟"
-"قصدك إيه؟"
نطقت بها نوال وهي تحاول السيطره على إنفعلاتها وتابعت قائله بحده:
-"أنت بتتكلم عن إيه بالضبط؟"
نظر لها ياسر بوجوم ، فقد تأكد الأن أنها المسؤوله عن كل ما حدث.
-"أنت عارفه كويس أنا قصدى إيه ... بلاش اللف والدوران".
صاحت ببعض الكلمات وهى ترمقه بغضب ... لم يستطع ياسر تمييز الكلمات التي تهذئ به بسبب سرعتها فى الحديث ... صرخ فى وجهها بغضب وقد وصل غضبه إلى ذروته:
-"امتى هتبطلى عمايلك دي يا شيخه ... كل اللى فى سنك دلوقتى بيعملوا لأخرتهم عشان عارفين أن مش فضلهم كتير فى الدنيا ، وأنت لحد دلوقتى بتكدبي وتنكري ...معقول مش خايفه تموتى بكره أو بعده والذنب ده متعلق فى رقبتك؟"
بكت نوال بحرقه وهى تتذكر ما حدث منذ بضع سنوات.
فى منزل يامن
كانت نوال تحمل بيدها دلو ماء وتتوجه به إلى باحه المنزل لتنظفها عندما اصتطدمت بيامن الذي سقط هاتفه فى الماء ... نظرت نوال إلى الهاتف بتأفف وقالت:
-"التليفون شكله باظ".
انتشل يامن هاتفهه من الماء ، وحاول تشغيله لكنه لم يعمل ... زفرت نوال بضيق وتمتمت:
-"استغفر الله العظيم ... أنا مش عارفه إيه اللي بيحصل ده!!"
حاول يامن تشغيل هاتفهه مره أخرى ولكنه فشل.
-"أنا هنزل أروح أصلحه ... لو اتصلح خير وبركه متصلحش هجيب بداله ... مش معقول هنضايق نفسنا عشان خاطر موبايل!!"
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات ...كانت تقوم نوال بتقطيع بعض الخضراوات برفقه جميله وملامح الضيق تسيطر على وجهها ... لاحظت جميله ذلك فهتفت بتساؤل:
-"مالك يا ماما مضايقه ليه؟"
أجابتها نوال بضيق وهي تقطع البطاطس:
-"مش عارفه أخرتها إيه مع أخوكى؟"
لم تفهم جميله ما ترمى إليه نوال إلا عندما استكملت نوال كلامها قائله بغضب:
-"كل ما أفتح معاه سيره الجواز يقول مش وقته ويغير الموضوع".
تابعت بنبره جمعت بين الحقد والغل والغضب:
-"مش فاهمه هيفضل كده لحد امتى ، وياسر ابن راويه اتجوز وخلف ومراته حامل دلوقتى للمره التانيه".
"أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم "
قالتها جميله بضيق ، فهى لا تفهم لماذا تكره والدتها ياسر لهذه الدرجه؟
في هذه اللحظه سمعت كلاً منهما صوت رنين الهاتف ... أجابت نوال على الفور ليأتيها صوت مدحت ، الذي أخبرها بضروره حضور يامن إلى المستشفى من أجل عمر ... تمتمت نوال بغيظ:
-"يعنى هو مفيش غير يامن ابني يديله دم ... ميديله هو الدم ... لازم يشحطط ابنى ويخليه يروح المستشفى".
بعد مرور بعض الوقت عاد يامن إلى المنزل وأخبرته جميله أن مدحت اتصل به ، وعندما سألها عن السبب قالت له نوال بضيق:
-"مش عارفه أقوهالك إزاي يا يامن بس ... ياسر وإيناس إتخانقوا النهارده وهما بيتكلموا في التليفون ... وهي راحت بيت أبوها لأن ياسر زودها معاها أوي في الكلام".
نظر لها بصدمه وذهول في آنٍ واحد ... لا يتصور كيف يفعل شقيقه هذا بزوجته ووالده طفله.
-"اللي عمله ده مش لازم يتسكت عليه ... أنا هكلمه دلوقتي من موبايل جميله وهبهدله".
اقتربت منه نوال وأمسكته من ذراعه قائله:
-"متدخلش في الموضوع ده يا يامن ... لازم ياسر يتعلم يحترم مراته وأنه يحل مشاكله بنفسه لأن بنات الناس مش لعبه وأظن أنت مترضاش لأختك لما تتجوز أن جوزها يعمل معاها كده".
هز يامن رأسه موافقا على حديث والدته ... لا يجب أن يتدخل في هذه المشكله ... أخبر يامن مدحت عندما اتصل به أنه لن يتدخل في أمور ياسر ومشاكله ... أخبره أيضا أنه يثق أن ياسر يستطيع التصرف فى الأمر دون تدخله".
هز ياسر رأسه عده مرات ... لم يتصور يوما أن نوال تكرهه لهذه الدرجه ... كيف يمكنها فعل هذا الشيء بطفل صغير لم يتجاوز الخامسه من عمره!!
-"أنا مكنتش أعرف أن مينفعش حد تاني غير يامن يتبرع بالدم لعمر ، صدقني أنا ....
صرخ في وجهها بغضب:
-"اخرسي ... أنت لسه ليكِ عين تتكلمي بعد اللي عملتيه ، نفسي أفهم ضميرك كان فين وأنت بتعملي كده!!"
أخفضت نوال رأسها أرضا بخزي ... تبكي بشده وتعض أصابعها من الندم بسبب فعلتها النكراء ... رمقها ياسر بغضب وإزدراء وكاد يغادر ولكنه رأى جميله تقف أمامه وترمق نوال بنظرات غاضبه.
-"ليه عملتِ كده يا ماما؟"
تعالت شهقات نوال عندما تأكدت بأن جميله سمعت كل حديثها ... شعرت في هذه اللحظه أنها خسرت كل شيء.
------------------------
استعادت سيرين وعيها داخل المخزن ، وتذكرت كل ما حدث معها في غرفه توفيق وسها ... تسللت بخفه إلى الخارج دون أن ينتبه أيمن وباقى الرجال ... حاولت جاهده ألا تصدر أي صوت ونجحت في ذلك ولكنها تفاجئت بسها التي أشهرت سلاحها في وجهها وأطلقت النار ... أغمضت عينيها بقوه مستسلمه لمصيرها ، ولكنها شعرت بمن استند عليها واستقرت الطلقه في جسده.
-"ممدوح!!"
قالتها بصدمه بعدما رأت ممدوح الماثل أمامها وقميصه ملطخ بالدماء.
#توقعاتكم
#batol

عهد يمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن