#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_الثانى_عشر
أنهت فطورها وتصفحت الجريده الموضوعه أمامها ... وقعت عيناها فجأه على هذا الخبر والذى كان عنوانه
"مقتل فتاه فى شقتها اثر طلق نارى فى رأسها والقاتل مجهول"
ليس العنوان هو ما أثار اهتمامها ولكن صوره هايدى هى التى جعلتها تهتم بالخبر .
كيف يعقل هذا هى لم تستخدم أى أداه عندما قتلت هايدى لأنها ببساطه لم تقصد قتلها ... هذا يعنى أن شخصا أخر قتلها ... من يكون القاتل يا تُرى؟
تتذكر أنها تأكدت من عدم وجود أى شخص عندما كانت تغادر البنايه التى تقطن بها هايدى.
ابتسمت عندما تأكدت أنها ليست من قتلت هايدى ... هى لم تقترف تلك الجريمه البشعه ... شهقت بفزع عندما شعرت بيد تقبض على ذراعها بقسوه ... التفتت على الفور لتجد أن من يطبق على ذراعها ليس سوى زوجها وقبل أن تنطق بأى كلمه سحبها خلفه إلى الغرفه وأغلق الباب وقال:
-"السلسله بتاعتك فين يا حبيبه؟"
جحظت عيناها بشده ... ماذا ستخبره أنها سقطت منها فى منزل هايدى ... فكرت فى اختلاق أى عذر لتخفى الأمر ... حاولت جاهده أن تبدو هادئه وهمست قائله:
-"وقعت منى لما كنت مع ماما فى المول".
نظر لها يامن بتمعن ، هى مرتبكه ويدها ترتجف وتحاول جاهده أن تبدو هادئه كل هذه الأشياء لا تدل سوى على شىء واحد أنها تكذب ... ضيق يامن عينيه وهمس بجوار أذنها:
-"متأكده إنها وقعت منك فى المول مش فى شقه هايدى".
اصطبغ وجهها بعده ألوان من الصدمه وتخشب جسدها ... كيف عرف أن سلسالها سقط منها فى شقه هايدى؟
لم تستطع أن تتفوه بأى كلمه فقد ألجمت الصدمه لسانها ... اقترب منها يامن ونظر إليها قائلاً بجمود:
-"قتلتيها ليه يا حبيبه؟".
-"مقتلتهاش".
قالتها حبيه محاوله الدفاع عن نفسها ... كور يامن يده بغضب وصاح معنفا بقوه فى وجهها:
-"إذا كنت فعلا مقتلتهاش تقدرى تقوليلى سلسلتك وصلت هناك إزاى؟ انطقى وإياك تفكرى تكدبى عليا".
كانت ستجيبه ولكنها شعرت فجأه بتقلب معدتها أزاحته من طريقها وركضت بسرعه إلى الحمام وأخذت تتقيأ كل ما فى جوفها ثم غسلت وجهها بعد ذلك ... كان ينظر لها يامن بصدمه هى حامل ولم تخبره صاح بها قائلاً باستنكار:
-"سيادتك كنت هتعرفينى امتى أنك حامل بعد ما تولدى".
صرخت به قائله:
-"بس بقى اسكت أنا كل يوم بموت ألف مره من الخوف والرعب ، وأنت كل اللى أنت شاطر فيه أنك تزعق وتشخط فيا".
قال يامن وهو ينظر إليها بإنزعاج:
-"أنت لازم تحكيلى كل حاجه عشان أعرف أساعدك ، وكمان لازم أعرف أنت عرفتى هايدى إزاى؟"
ستخبره الحقيقه وليحدث ما سيحدث ... لم يعد يهم أى شىء فهى أصبحت على حافه الهاويه إما أن تنجو وإما أن تسقط ... تجمعت الدموع فى عينيها وتبادرت بالسقوط على وجنتيها ... قصت عليه كل شىء وهو يومئ برأسه ويفكر فى طريقه لحل هذه المعضله التى تورطت بها زوجته ... أخبرته أنها قابلت هايدى عده مرات من قبل وفى أماكن عامه لكى تعطيها المال ... زفر بضيق فقد تأكد أن الشرطه ستصل لزوجته لا محاله للتحقيق معها بعدما يكتشفوا صداقتها القديمه بهايدى ... هتف بهدوء عكس ما بداخله:
-"عايزك تحكيلى كل حاجه عملتها يوم الحادثه بعد ما خرجتِ من عند هايدى".
أخبرته حبيبه بكل شىء فأردف قائلاً وهو ينظر إليها :
-"الموضوع كله مسأله وقت قبل ما يجيلك استدعاء من المديريه ... اسمعى كل اللى هقولهولك وركزى عشان ده الكلام اللى هتقوليه فى المديريه".
أومأت حبيبه برأسها ، أخبرها يامن بما عليها قوله عندما يتم استجوابها كى لا تكون ضمن المشتبه بهم.
----------------------
-"عشان خاطرى يا حبيبى خلص الآكل ده".
قالتها وهى تقرب الملعقه نحوه وهو يشيح وجهه للجهه الأخرى ... تنهدت بحنق فقد طفح الكيل من هذا الصغير الذى لا يسمع كلمتها مره واحده على الأقل ... نظرت له وقد نفذ صبرها وقالت بغضب:
-"امسك المعلقه وخلص الشوربه يا حمزه عشان تأخد الدوا بتاعك".
هز رأسه يمينا ويسارا عده مرات دليلاً على رفضه تناول الشوربه وقال:
-"لا مش هشربها عشان مش بحبها".
تمتمت بغيظ:
-"وبعدين معاك يا حمزه متعصبنيش أنا بقالى ساعه بتحايل عليك".
فى هذه اللحظه دلف ياسر إلى الغرفه ، ووقف بالقرب منها وهى تعطيه ظهرها وقال:
-"سيبيه براحته متنسيش أنه لسه من كام يوم عامل عمليه".
-"أنا خلاص زهقت من المناهده مع ابنك ... امسك الشوربه وخليه يشربها ولما يخلص ابقى اديله الدوا".
قالتها وهى تعطيه طبق الشوربه ، وخرجت من الغرفه صافقه الباب خلفها بعنف ... نظر ياسر إلى حمزه وابتسم قائلاً:
-"يلا يا حمزه اشرب الشوربه يا حبيبى".
-"مش عايز".
قالها حمزه وهو يشيح بوجهه للجهه الأخرى ... حاول ياسر جاهدا ألا يغضب وقد نجح فى ذلك وقرب ملعقه الشوربه من حمزه وقال ببرود:
-"صدقنى لو الشوربه مخلصتش دلوقتى مش هوديك دريم بارك لما تخف".
دقائق قليله أنهى فيها حمزه طبق الشوربه وأخذ أدويته ليغط بعدها فى ثبات عميق ... أخذ ياسر الطبق الفارغ وتوجه إلى المطبخ حيث توجد إيناس وأعطاها الطبق وقال:
-"اتفضلى".
قالها وهو يناولها الطبق الفارغ لتنظر له بصدمه قائله:
-"هو خلصها كلها!"
ابتسم بسماجه قائلاً:
-"أيوه خلصها وخد الدوا ونام".
نظرت له وعلامات الذهول تكسو وجهها ، وقالت وهى تبتسم كالبلهاء:
-"أنا بقالى ساعه بتحايل عليه وأنت فى ثانيه خليته يشربها".
-"ابقى اتعلمى ازاى تخليه يسمع كلامك".
قالها وهو يخرج من المطبخ وعلى ثغره ابتسامه ساخره
---------
خرج من شركته واستقل سيارته متوجها إلى منزله ... ظهرت أمامه فتاه من العدم وصدمها بسيارته أوقف السياره على الفور وخرج منها ليتفقد الفتاه وفجأه شعر بشىء حاد يخترق كتفه ليسقط على الفور مغشيا عليه ... أمسك به رجلان وقاما بحمله إلى سيارتهم ثم أمسك أحدهم هاتفه وقام بمهاتفه رئيسه قائلاً:
-"المهمه تمت يا ممدوح بيه ... أمجد دلوقتى معانا".
ابتسم ممدوح بخبث وقال:
-"تمام خدوه على الشقه اللى أنا قلتلكم عليها".
-"تمام".
قالها الرجل قبل أن ينهى المكالمه ، ويتوجه إلى الشقه التى أمره ممدوح بأخذ أمجد إليها".
أنهى ممدوح المكالمه مع هذا الرجل ، واتصل بريهام ... انتظر بضع ثوان قبل أن ترد عليه قائله بغضب:
-"عايز إيه يا بنى أدم أنت".
قالتها وكادت تنهى المكالمه قبل أن تسمعه يقول:
-"أنا متصل عشان أفوقك من الغيبوبه اللى أنت فيها".
ضيقت عيناها قائله بعدم استيعاب:
-"غيبوبه إيه؟ ... أنا مش فاهمه حاجه".
عاد برأسه إلى الوراء وقال وهو يبتسم بمكر:
-"جوزك المحترم بيخونك دلوقتى مع واحده من إياهم".
ابتسمت بسخريه وأردفت قائله باستنكار:
-"بطل هبل يا ممدوح ... هو أنت مش بتزهق فعلا من ألعابك السخيفه دى؟"
-"لو مش مصدقانى روحى العنوان اللى أنا هبعتهولك دلوقتى وشوفى بنفسك".
قالها وأنهى المكالمه ... تلاعبت الافكار فى رأسها أيعقل أن زوجها الذى تعشقه يخونها مع إحدى الساقطات ..مؤكد ممدوح يكذب ولكنها ستذهب إلى هذه الشقه وتقطع الشك باليقين ... اهتز هاتفها معلنا عن وصول رساله لتلتقطه بأيد مرتعشه ...قرأت الرساله وعرفت عنوان الشقه لتخرج على الفور من المنزل مستقله سيارتها ومتجهه إلى هذه الشقه التى يزعم ممدوح أن زوجها يخونها بها ... وصلت إلى وجهتها وصفت سيارتها ... اقتربت من باب الشقه وطرقت عليه بضع طرقات لتفتح لها فتاه تقول لها وخى تمضغ العلكه فى فمها:
-"نعم يا عنيا".
نظرت لها ريهام بتقزز ، ثم دفعتها بقوه ، ودلفت إلى الشقه ... توجهت إلى غرفه النوم وفتحتها لتجد زوجها يغط فى سبات عميق ... لا تصدق ما تراه نظرت خلفها لتجد الفتاه التى فتحت لها تنظر لها باستنكار قائله :
-"جرا إيه يا أختى داخله البيت وقاعده تفتحى فى الأوض زى ما يكون بيت أبوكى".
نظرت لها ريهام والشرر يتطاير من عينيها وعلى حين غره أمسكتها من شعرها وانهالت عليها بالضرب المبرح وهى تصرخ وتستغيث ... استطاعت الفتاه بصعوبه الهرب من ريهام ... كانت ريهام ستلحق بها ولكن وقعت عينيها على زوجها النائم ... أمسكت بالسكين الموضوع فى طبق الفاكهه ، وتوجهت نحوه وشياطين العالم أجمع تتراقص أمام وجهها ... كادت تطعنه ولكن عقلها أنذرها بأن هناك شىء خاطئ ... أليس من المفترض أن يستيقظ بعد كل هذه الضوضاء التى حدثت منذ قليل ... حاولت ايقاظه ولكنها فشلت وهذا ما جعلها تشعر بالخوف ... تأكدت أن كل ما حدث مجرد لعبه من ألعاب ممدوح لأنه لا يمكن أن يخونها أمجد وحاله اللاوعى تسيطر عليه ... أخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بسامح وأعطته العنوان وطلبت منه الحضور على الفور ... حضر سامح وأخبرته ريهام بكل شىء ... اقترب سامح من أمجد وأمسك يده ليستشعر دقات قلبه ثم وضع يده على جبينه ليتأكد من حراره جسمه ... نظر سامح إلى ريهام التى تبكى وقال:
-"فى علامه صغيره فى رقبته ودى تدل على أنه اتحقن بمخدر تأثيره قوى ولما تأثير المخدر يروح هيفوق".
استطاع سامح حمل أمجد بمساعده ريهام وذهبوا إلى منزل أمجد ... وضع سامح أمجد فى فراشه وخرج من الغرفه ... بعد مرور ساعتين استيقظ أمجد وعلم بكل شىء ولكن لم يفهم لماذا لم يحقنه رجال ممدوح بمخدر مفعوله قصير المدى كى تصدق ريهام حقا أنه يخونها ... أخبر سامح بهذا الأمر ليضحك قائلاً:
-"كلامك صح فعلا يا أمجد هو المفروض كان يحقنك بمخدر مدته صغيره مش مخدر يخليك نايم كذا ساعه ، بس اللى أنت متعرفوش إن ممدوح غبى وهيفضل طول عمره غبى ، وعشان كده راحت عليه حكايه نوع المخدر دى ، واللى بسببها ريهام اتأكدت إن كل اللى حصل مجرد لعبه قذره من ألعابه".
أقسم أمجد أنه سيجعل ممدوح يندم ويدفع ثمن فعلته ... طلب أمجد من ريهام احضار أدوات الرسم خاصته مع ورقه كبيره ... أحضرت ريهام ما طلبه منها وهى لا تفهم أى شىء ... طلب منها الجلوس بجانبه وقال:
-"اوصفى شكل البنت اللى شوفتيها فى الشقه عشان أرسمها".
ضيقت ريهام عينيها وسألته بتوجس:
-"وأنت عايز ترسمها ليه؟"
ابتسم وهو يغمم بسخريه:
-"هتجوزها".
نظر له سامح بذهول ولكن غمز له أمجد بطرف عينيه فعرف أنه يمزح ، أما ريهام صاحت به قائله بغضب:
-"نعم ... هى مين اللى تتجوزها؟ أنت بتتكلم فعلاً بجد؟"
تعالت ضحكات أمجد وسامح لترمقهم ريهام بغيظ ... ابتسم أمجد وقال:
-"أكيد طبعا لا ... المهم دلوقتى اوصفى شكل البنت وأنا هفهمك كل حاجه بعدين".
وصفت له ريهام وجه تلك الفتاه وهو يرسم وبعد انتهائه من الرسم أدار لها الورقه وسألها قائلاً:
- "هو ده شكلها؟"
أومأت برأسها قائله:
-"أيوه هو ده شكلها بالظبط".
نظر سامح إلى الرسمه وهتف قائلاً بإنبهار:
-"أنا أول مره أعرف إنك شاطر فى الرسم أوى كده برافو عليك ... أنت ناوى على إيه بالظبط؟"
-"ناوى على كل خير ".
قالها أمجد بغضب وهو يمسك بالورقه وينظر إلى وجه تلك الفتاه.
-----------
داخل مديريه الأمن
جلس ياسر أمام الضابط المسؤول عن قضيه مقتل هايدى بعدما تم استدعاؤه سأله الضابط عن هايدى ولماذا اتصلت به ليجيب قائلاً:
-"أنا معرفش هايدى دى أساسا ... كل الموضوع أن فى واحده اتصلت بيا من يومين ولما رديت عليها اتضح أنها اتصلت بيا غلطه".
تنهد الضابط قائلاً:
-"تمام تقدر تتفضل يا أستاذ ياسر".
خرج ياسر من المديريه واستقل سيارته وعندما كان على وشك المغادره تفاجأ برؤيه يامن وزوجته ... فكر كثيرا هل يمكن أن يكون ليامن علاقه بمقتل هايدى ... لماذا يفكر بيامن أليس هو من تخلى عن طفله وهو يصارع الموت؟
تأكد ياسر أن هايدى كانت تقول الحقيقه وأن موت عمر كانت جريمه مدبره وليس حادثا كما كان يعتقد ...
تأكد أيضا أن هايدى لم تقابله لأنها قُتلت وربما يكون قاتلها هو نفسه قاتل عمر ... استقل ياسر سيارته وغادر المكان قبل أن يراه يامن وهو يفكر كيف سيعرف من قتل عمر.
#توقعاتكم
#batol
أنت تقرأ
عهد يمين
قصص عامةشقيقان تعاهدا أن يبقيا سوياً وأقسما يميناً معظماً ألا يفرقهما أي شيء ولكن سوء فهم حطم هذه الأخوة وجعلهما كالأعداء وفرقتهما الأيام وفجأة تقابلا بعد عدة أعوام. فهل يمكن أن يعودا إلى سابق عهدها أم أن للقدر كلمة أخرى؟؟