#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_الحادى_عشر
خرجت من غرفه ابنتها لتتفاجأ به يرمقها بضيق ... لم تفهم سبب نظرته تلك إلا عندما باغاتها بسؤاله:
-"مقولتليش ليه إن عمك كل شويه يتصل بيك وبيهددك؟"
حاولت أن تبدو هادئه ولكنها فشلت ... كيف ستكون هادئه وعمها يعكر صفو حياتها باستمرار لماذا لا يدعها تعيش بسعاده مع عائلتها؟ ، طال صمتها مما دفعه لسؤالها مره أخرى ولكن بنبره حاده ... أجابته وهى تنظر فى عينيه قائله:
-"كنت خايفه من اللى أنت هتعمله لو عرفت".
هل هى أصبحت تخاف منه الآن ، لا يمكنه أن يصدق هذا ... صاح بها قائلاً بانفعال:
-"مهمها كان اللى هعمله فأنا بعمله عشان خاطرك وخاطر أيه".
لم تستطع كبح دموعها أكثر من ذلك ... جلست على الأريكه ووضعت رأسها بين كفيها ، لقد سئمت من كل شىء ... كل ما تريده هو العيش بهدوء وسلام مع عائلتها ... تتذكر عندما قام أحدهم بإرسال صور لها فى وضع مخجل ، اعتقد أمجد حينها أن ممدوح هو من فعل ذلك ، وقام بأخذ مسدسه وعزم على قتله ، وعندما حاولت منعه حبسها فى غرفتها ... ساعدها الحظ فى هذا الوقت عندما رأت هاتفها موضوع على الكومود ، فاتصلت بسامح الذى ذهب برفقه ياسر واستطاعا منع أمجد من ارتكاب أى حماقه فى اللحظه الأخيره .
لا يعجبه رؤيتها هكذا تبكى وبسببه أيضا ... هو يفعل كل شىء من أجلها وأجل ابنته ... لا يعرف لماذا يسعى توفيق وممدوح لتدمير عائلته؟
تذكره دائما بمحاولته لقتل ممدوح وهى لا تعرف ما شعر به عندما رأى هذه الصور ... بالطبع هو يثق بها ويعرف أن هذه الصور ليست حقيقيه ، ولكنه لم يحتمل هذا الأمر ... شعر بالغضب عندما نفت الأمر عن ممدوح وقالت أنه يستحيل أن يفعل هذا والعجيب أن سامح أيضا وافقها الرأى ... تنهد بضيق عندما نظر إليها ووجدها تبكى فقال محدثا نفسه:
-"نفسى يجى اليوم اللى نرتاح فيه من ممدوح وتوفيق".
-------------------------------
كانت يدها ترتعش وهى تمسك بهذا الجهاز الذى يسمى (اختبار حمل) ويظهر أمامها خطين وهذا يعنى أن النتيجه إيجابيه ... هى حقا حامل شعرت بسعاده كبيره ، ولكن سرعان ما تلاشت هذه السعاده عندما تذكرت ما فعلته بهايدى ... فكرت كثيرا ماذا سيحدث لطفلها وما هو مصيرها أغمضت أعينيها بألم
ودعت الله ألا تصل إليها الشرطه ... شعرت بجفاء حلقها فتوجهت إلى المطبخ لتشرب القليل من الماء ، ولكن فجأه تحول الكوب إلى شظايا فى خلال ثوانى بعد سقوطه من يدها بعدما سمعت ما قاله زوجها للتو ... لا تصدق حقا أن هايدى ماتت لا تصدق أنها أصبحت قاتله ... نظر لها يامن وعلامات الدهشه والقلق تكسو وجهه وهو يقول:
-"مالك يا حبيبه أنت كويسه؟"
أجابته حبيبه بنبره حاولت أن تبدو هادئه:
-"أيوه كويسه ... مفيش حاجه أنا بس خبطت فى الكرسى عشان كده الكوبايه وقعت منى ...صحيح أنا سمعتك دلوقتى أنت وجميله بتتكلموا عن واحده اتقتلت".
أخبرها يامن بأن هذه الموظفه التى تدعى هايدى قُتلت فى شقتها منذ يومين ، وأن هذا الأمر تسبب فى حدوث بعض الجلبه فى الشركه بسبب التحقيقات التى يقوم بها رجال المباحث مع الموظفين ... ابتلعت حبيبه ريقها بصعوبه وأردفت بنبره متحشرجه:
-"يعنى البوليس لسه موصلش للقاتل".
هزت جميله رأسها نافيه وقالت:
-"لا لسه بس إن شاء الله يمسكوه قريب".
تنهدت حبيه وهى تدعو بصوت خفيض:
-"رحمتك بيا يا رب ... أنا مقصدتش أقتلها".
----------------
-"هموت وأعرف أنت بتروح فين الأيام دى كلها".
قالتها سها بحنق وهى تنظر إلى ممدوح الذى يستعد لمغادره المنزل ... ابتسم ممدوح وغمغم بسخريه:
-"بروح سيبريا أعد النجوم هناك".
رمقته بجانب عينيها بسخط ، فقد سئمت منه ومن وقاحته ... دائما يسخر منها ويقلل من شأنها ... تتذكر دائما عندما كان طفلا ، لم يكن يتجرأ ويفعل هذا ، ولكن تغير كل هذا عندما أصبح فى الثامنه عشر من عمره ... عادت بذاكرتها إلى هذا اليوم الذى اتهمته فيه بسرقه خاتمها وكادت تضربه ، ولكنه أمسكها من عنقها عازما على قتلها وكان سينجح فى هذا لولا تدخل إحدى الخادمات وإنقاذها فى اللحظه الأخيره.
رمقها بإزدراء قبل أن يغادر المنزل ... استقل سارته وغادر المنزل.
بعد مده توقف فجأه عندما رأها تقف أمام سيارتها ... أخرج رأسه من نافذه السياره ونظر جيدا إلى سيارتها وعلم أنها معطله ... زفر بضيق وترجل من سيارته وتوجه نحوها قائلاً:
-"تعالى معايا هوصلك".
-"متشكره أوى أنا هتصل بأمجد ابنى وهو هيجى ياخدنى".
قالتها بضيق فهى لن توافق بالطبع أن تجلس بجانب عدو ابنها فى سيارته ... تنهد بحنق فهو لا ينقصه رؤيتها أيضا بعدما رأى سها فى الصباح ... نظر إليها وقال ساخرا:
-"على فكره المنطقه دى شبه مقطوعه يعنى كل ساعه على ما تلاقى عربيه معديه من هنا ، وغير كده مفيش شبكه عشان تعرفى تتصلى بإبنك المصون ، فيستحسن تركبى يا مدام هدير بدل ما تتحنطى هنا".
اضطرت للذهاب معه فهى ليس لديها طريقه أخرى لتعود إلى منزلها بعدما تعطلت سيارتها ... كانت طوال الوقت تقضم أضافرها بعصبيه جعلت ممدوح يتمتم بغضب:
-"متخافيش ... أنا هوصلك مش هاكلك".
كيف لا تخاف منه وهى تعرف جيدا مدى كرهه الشديد لأمجد ولها أيضا؟
نظرت له بنصف عين وقالت:
-"أنت عايز إيه من أمجد يا ممدوح؟"
-"انزلى!"
قالها ممدوح بغضب ... نظرت له هدير بعدم فهم ليستكمل:
-"وصلنا بيتك خلاص".
خرجت من السياره وقبل أن تبتعد سمعته يقول:
-"أدمره ... عايز أدمره".
التفتت له والصدمه تكسو معالم وجهها ... لماذا يريد ذلك؟ ، أردفت بنبره متحشرجه:
-"ليه؟"
-"من الغباء أنك تسألى سؤال إجابته سهله أوى ".
قالها وهو يغادر ... لا تفهم ما الذى يقصده ممدوح بأنها الإجابه سهله ... دلفت إلى منزلها وهى تدعو الله أن تمر الأيام القادمه بهدوء دون حدوث مصائب أخرى ، فهدوء ممدوح اليوم يؤكد أنه يخطط لفعل شىء ما.
---------------
لا تصدق ما سمعته للتو من والدتها ... هذا الغبى مروان تقدم لخطبتها ... ماذا يظن أنه بعدما ارتبط بكثير من الفتيات من قبل سيتزوج فى النهايه بفتاه لم تواعد رجلاً من قبل!
سترفضه لا محاله ، فهى لن تقبل الزواج برجل تعرف أنه سيخونها فيما بعد ... فكما يقال (الطبع يغلب التطبع) وهذا هو مروان لن يتغير أبدا ... تذكرت حديث والدتها عن وسامته والأملاك التى ورثها عن والده ... لا يهم كل هذا ، فقد أقسمت من قبل أنها ستتزوج برجل لم يواعد فتاه من قبل ، وهى لن تحنث قسمها أبدا.
--------------------
بعد عناء طويل استطاع اقناعها بالموافقه على الزواج ، وبالأخص بعدما تدخل جده فى الأمر ... ذهب برفقه والدته وجده حمدى إلى منزل ناديه لخطبتها ...
جلست ولاء بجانب ناديه وتمتمت بصوت منخفض وهي تمسك بأصابع ناديه:
-"معرفش إيه اللى عاجبه فيها ، دى حته معصعصه ومش حلوه".
ظلت تنظر إلى أصابع يدها لفتره طويله ولاحظت ناديه ذلك فابتسمت وقالت:
-"تحبى يا طنط أجبلك البندقه عشان تتأكدى من الأسنان بالمره!"
زمت ولاء شفتيها بضيق وقبل أن تقول أى شىء تدخل حمدى قائلاً وهو يبتسم:
-"أنتم عارفين طبعا سبب مجيتنا النهارده ، وعشان كده أنا هتكلم من غير لف ولا دوران ... احنا طالبين إيد بنتكم الأنسه ناديه لأبننا عادل".
ابتسم فؤاد (والد ناديه) وقال:
-"ده شىء يشرفنا يا حاج حمدى ... عادل زين الشباب ومفيش فى أخلاقه وشهامته".
تدخلت فتحيه (والده ناديه) فى الحديث قائله وهى ترمق عادل بنزق:
-"أنت بقى يا حبيبى ظروفك تسمح تتجوز دلوقتى ولا هتعلق بنتى جمبك كام سنه لحد ما تبقى تكون نفسك".
نظرت لها ولاء بغضب لتستكمل فتحيه:
-"أنا بسأل بس عشان احنا بصراحه العرسان كل يوم بيخبطوا على بابنا ، وكل عريس بيبقى مستعد يجيب تقلها دهب".
ما الذى تحاول هذه الشمطاء فعله؟ هل تحاول إهانته؟ إن كان الأمر هكذا فهو لن يتزوج ناديه ... يمكنه أن يسامح ولكن عندما يتعلق الأمر بالكرامه فهو لا يتهاون أبدا ... لاحظ نظرات فؤاد الغاضبه الموجهه نحو فتحيه والتى جعلتها تخفض رأسها أرضا ... ابتسم فؤاد وقال:
-"أنا مش عايز غير إن بنتى تكون مبسوطه ... أما بالنسبه لموضوع الشبكه والشقه والمصاريف ، كل حاجه هتكون ضمن المعقول".
هل تظن أنه بلا كرامه؟ لن يبتلع إهانتها ويصمت ... حسم أمره لن تتم هذه الزيجه ... نظر إلى فؤاد وقال بحزم:
-"أنا مش ه.
قاطعه حمدى قائلاً:
-"عادل عايز يقول أنه مش هيقصر فى أى حاجه واللى ناديه تطلبه هيجلها".
فغر فاهه بتعجب بعدما سمع ما قاله جده ... هو كان يريد إنهاء الأمر ولكن جده منعه من ذلك ... رمق جده بنظرات معاتبه بادله حمدى نظرته بأخرى هادئه ، فهو يعرف بالضبط ما يفكر به عادل ، ولن يسمح له بإرتكاب أى حماقه قد يندم عليها لاحقا ... يعلم جيدا أنه بالنسبه لعادل لا شىء أهم من الكرامه ، وهو محق فى هذا الأمر ، ولكن ناديه ليست مذنبه ليفعل عادل بها هذا ... يعرف فتحيه جيدا فهى امرأه سليطه اللسان وتتفوه دائما بالحماقات ، ولكن ناديه ليست مثلها فهى فتاه هادئه وذات أخلاق ، ولذلك عندما أخبره عادل برغبته بالزواج بها وافق على الفور دون أن يناقشه بل أقنع ولاء بالموافقه أيضا.
-"بما أننا متفقين يبقى نقرأ الفاتحه".
قالها حمدى وهو يبسط يده ويقرأ الفاتحه ليفعل الجميع المثل.
-----------------------
فى مكتب يامن
جلس أمامه الضابط المسؤول عن قضيه مقتل هايدى وهو يقول له:
-"أنا هسألك كام سؤال بس مش أكتر لإن زى أنت عارف أى معلومه صغيره ممكن توصلنا للقاتل"
يتمنى أن تمسك الشرطه بالقاتل فى أسرع وقت حتى تهدأ الأوضاع فى الشركه والتى انقلبت رأسا على عقب بعدما قُتلت هايدى ... ابتسم وقال:
-"مفيش أى مشكله ... اتفضل اسأل".
-"هايدى بتشتغل فى الشركه هنا من امتى؟
قالها الضابط وهو ينظر إلى يامن بتمعن ... ارتشف يامن بضع قطرات من الماء وهو يقول:
-"هايدى بتشتغل هنا من حوالى أربع سنين وكانت من أكفأ الموظين اللى فى الشركه".
ضيق الظابط عينيه قائلاً:
-"طيب فى أى مشاكل حصلت منها فى الشركه أو مع أى حد من الموظفين قبل كده؟"
هز يامن رأسه نافيا وقال:
-"لا خالص محصلش مشاكل بينها وبين أى حد فى الشركه".
"تمام متشكر جدا"
قالها الضابط وهو يقف ويستعد للمغادره ... فجأه وعلى حين غره سقط منه ظرف به مجموعه من الصور ... نظر يامن إلى الصور بتمعن وهو يساعد الضابط فى لملمتهم ووجد أنها صور لهايدى وهى مقتوله ... جحظت عيناه بشده عندما وقعت عيناه على إحدى الصور ... لا يصدق ما يراه أيعقل أن تكون زوجته هى القاتله؟
لاحظ الضابط صدمته فسأله قائلاً:
-"أنت اتفاجئت ليه لما شوفت الصور؟"
اذدرد يامن ريقه بصعوبه وقال:
-"لأنى شايف كل دهب هايدى موجود ، فأنا مش فاهم إيه دافع القتل؟"
وضع الضابط الصور فى الظرف وقال:
-"فعلا متعلقاتها كلها موجوده زى ما أنت شفت فى الصور .... موبايلها واقع جنبها وخاتمها وأسورتها الدهب موجودين فى ايديها وسلسلتها الدهب اللى متعلق فيها حرف (H) دى واقعه على الأرض جنبها ... كل الحاجات دى تثبت إن القتل مكانش بدافع السرقه وإن فى دافع تانى ... على العموم أنا هستأذن أنا".
أخذ الضابط الظرف وغادر تاركا يامن تلعب الأفكار بعقله.
مخطأ ... نعم مخطأ هذا السلسال الذهبى الذى تعتقد أنه لهايدى هو لحبيبه أهديتها إياه من قبل ... هل يعقل أن تكون حبيبه هى القاتله؟ لا يمكن لحبيبه أن تقتل فهى تخاف من الدماء ... ربما هذا السلسال مشابه لسلسال حبيبه وليس هو ... مستحيل إن تشابه السلسال لا يمكن أن يتشابه الحرف أيضاً فهذا الحرف قد تم تصميمه بهذه الطريقه لأنه طلب ذلك من الصائغ ولا يمكن أن تكون هايدى قامت بتصميم هذا الحرف هى أيضاً ... أغمض عينيه بقوه ثم فتحها مره أخرى ...لن يسمح لهذه الأفكار أن تتلاعب به سيعرف كل شىءٍ والآن ... أخذ مفاتيح سيارته وخرج من مكتبه بل من الشركه بأكملها واستقل سيارته وتوجه إلى المنزل فقد حان الأن وقت المواجهه.
#توقعاتكم
#batol
أنت تقرأ
عهد يمين
Fiction généraleشقيقان تعاهدا أن يبقيا سوياً وأقسما يميناً معظماً ألا يفرقهما أي شيء ولكن سوء فهم حطم هذه الأخوة وجعلهما كالأعداء وفرقتهما الأيام وفجأة تقابلا بعد عدة أعوام. فهل يمكن أن يعودا إلى سابق عهدها أم أن للقدر كلمة أخرى؟؟