الفصل الرابع عشر

3.8K 144 2
                                    

#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_الرابع_عشر
-"ممدوح متجوز ومخلف".
جمله كفيله لجعله يقف فى حاله ذهول لعده دقائق ... لوح أمجد بيده أمام عينيه عده مرات قبل أن يقول:
-"هى الصدمه أثرت عليك أوى كده يا سامح؟"
كانت نظرات سامح كفيله لإجابه أمجد ، فسامح لا يصدق أن ابن عمه متزوج منذ خمس سنوات ولديه طفلان أيضا ولا أحد يعلم بالأمر ... رمش بعينيه عده مرات وقال:
-"أنا عمر ما تخيلت أن الخلاف اللى بين ممدوح وأهله يوصل لدرجه أن ممدوح ميعرفهمش أنه اتجوز وعنده ولاد".
-"خلاف إيه؟"
قالها أمجد وهو يضيق عينيه وينظر إلى سامح مترقبا إجابته على سؤاله ... أخبره سامح بما حدث منذ ست سنوات وكيف استعاد كل ما أخذه منه توفيق.
ساعده فى هذا الوقت ياسر الذى وضع خطه ذكيه لخداع توفيق ، وممدوح الذى نفذ هذه الخطه بكل دهاء وبراعه وأعاد إليه أمواله.
جن جنون توفيق بعدما علم بما فعله ممدوح وياسر ... لم يكن يصدق أن ابنه الوحيد انقلب عليه وخدعه بهذه الطريقه.
حدثت مشاجره حاده بين ممدوح وتوفيق انتهت باستقلال ممدوح بعمله بعيدا عن والده ... لم يكتفى ممدوح بهذا الأمر فقط بل ترك المنزل واستقل بحياته.
رفع أمجد حاجبه بتعجب بعدما أخبره سامح بهذا الأمر الذى كان يجهله ... كان يعتقد طوال هذه السنوات أن ياسر هو من ساعد سامح وريهام فى استرداد حقوقهما ... لم يعرف أن ممدوح له دخل فى هذا أيضا.
-"أنا مش مصدق أن ممدوح ساعدك زمان عشان ترجع حقك أنت وريهام".
ابتسم سامح قائلاً:
-"لا صدق ده فعلا اللى حصل وقتها".
سكت سامح لوهله قبل أن يسأل أمجد:
-"أنت عرفت إزاى أن ممدوح متجوز ومخلف؟"
أخبره أمجد أنه علم بأمر زواج ممدوح قبل عده أيام عندما كان يراقبه ... كانت صدمته لا تقل عن صدمه سامح ... قرر أمجد الانتقام من ممدوح بالطريقه نفسها التى أذاه بها ، واتصل بزوجه ممدوح وأخبرها أن زوجها يخونها فى مكتبه ، وبالفعل ذهبت زوجه ممدوح إلى مكتبه ورأت سهر وهى تتقرب منه وصدقت أن ممدوح يخونها ... ابتسم أمجد وقال:
-"العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ، وهو اللى بدأ اللعبه من الأول".
ابتسم سامح وبدأ يفكر من تكون تلك المرأه التى تزوجها ممدوح؟
هل نسى ممدوح عشقه لسيرين؟
تلك الفتاه التى كانت تعمل فى شركه والده والتى أحبها بجنون ... الفتاه نفسها التى عارض والده عندما رفض زواجه منها وانتقم منه بعدما تسبب فى موت والدتها ... لكزه أمجد بخفه وهو يقول:
-"أنت سرحان فى إيه؟"
مال للأمام قليلا وهو يتمتم:
-"ممدوح لما ساعدنى زمان عشان أرجع حقى كان بينتقم من أبوه وأمه بعد ما اتسببوا فى موت أم سيرين اللى كان بيحبها وأبوه رفض أنه يتجوزها".
اتسعت حدقتى أمجد بدهشه وقال وهو ينظر إلى سامح:
-"على فكره مرات ممدوح اسمها سيرين ... معنى كده أن لما توفيق رفض جواز ممدوح من سيرين ، ممدوح راح اتجوزها من وراه ، ومش بس كده ده الجواز كمان رسمى مش عرفى ... يا ترى توفيق هيعمل إيه لو عرف؟"
---------------------
فى اليوم التالى فى منزل مفيد
قام مفيد بدعوه يامن وحبيبه ... جلس مفيد برفقه يامن يتحدث معه بخصوص هايدى ... كانت الغضب يتأكل مفيد بشده ... لا يعقل أن الفتاه التى كان دائما يثنى على عملها واعتبرها من أكفأ الموظفات هى الفتاه نفسها التى خدعت ابنته من قبل ... يشعر بالغيره الشديده من هذا القاتل الذى نال شرف قتل تلك الحرباه الماكره ... كور يده بغضب وقال:
-"البنت دى اشتغلت فى شركتى كل الفتره دى كلها وأنا زى الغبى معرفتش أنها هايدى نفسها اللى خدعت حبيبه".
تنهد يامن قائلاً وهو يربت على كتف مفيد:
-"أهم حاجه دلوقتى أن الظابط اللى ماسك القضيه ميشكش فى حبيبه".
برقت عينا مفيد بالشرار والحقد الدفين ... كل هذه المصائب التى حلت على رؤوسهم بسبب هذه الحقيره هايدى ... يقسم أنه كان سيقتلها دون أدنى شفقه لو كانت لا تزال على قيد الحياة ... هتف قائلاً بنبره ذات مغزى:
-"حبيبه عرفت حاجه عن الموضوع؟"
هز يامن رأسه نافيا وأغمض عينيه بشده وهو يتذكر ما حدث منذ بضع سنوات عندما أخذ بعض الملفات وتوجه إلى مكتب مفيد لمراجعتها ... أخبرته أخبرته السكرتيره أن مفيد غادر الشركه منذ فتره تنهد وقال:
-"تمام ... أنا هدخل أحط الملفات على مكتبه جوه".
دلف إلى مكتب مفيد ووضع الملفات على مكتبه وخرج ليتفاجأ برؤيه حبيبه التى جائت لرؤيه مفيد وعندما أخبرها يامن أن مفيد غادر مكتبه حملت حقيبتها وغادرت ولم تنتبه لعلبه الدواء التى سقطت من حقيبتها ... التقط يامن العلبه وتفحطها لتجحظ عياه بشده من هول الصدمه ... حبيبه مدمنه ... كيف حدث هذا؟
راقب يامن حبيبه وتأكد أنها مدمنه بالفعل ... قرر اخبار مفيد بالأمر حتى يستطيع التصرف قبل أن تنفلت زمام الأمور من يده ويصبح الأمر معقدا أكثر من ذلك ... تنهد قائلاً بهدوء:
-"حبيبه متعرفش أن أنا كنت عارف أنها مدمنه".
------------
الصدمه ... هذا ماشعر به عندما رآها تقف أمامه...  لا يصدق ما يراه فليخبره أحد أنه يحلم ... تقف أمامه الأن فى منزل والده بعدما كاد يصاب بالجنون وهو يبحث عنها طوال الليل بعدما خرجت من مكتبه ... اقترب منها بلهفه وقال:
-"أنتِ روحتِ فين يا سيرين؟ أنا فضلت أدور عليكِ طول الليل"
نظرت له هى بغضب وصرخت به قائله:
-"بشوف جوزى الخاين اللى كان امباح حاضن واحده من الشارع متسواش فى سوق الستات تلاته جنيه".
كما توقع بالضبط تفهم الأمر بشكل خاطئ ... تظنه الآن خائنا ... .لا تعرف أن هذه لعبه من أمجد لينتقم منه ...فقط الصمت هو ما حصلت عليه بعدما اتهمته بالخيانه ... لم يقل كلمه واحده يدافع بها عن نفسه ... لم يبرر موقفه أمامها.
كيف يفعل بها هذا بعد كل ما فعلته من أجله؟
أهكذا يكافئها على وقوفها بجانبه وقبولها الزواج به بعدما تسبب والده فى موت والدتها.
تستحق هذا ... أجل تستحق ما فعله بها هى من وثقت به وصدقت الوعود التى وعدها بها ... أخذت تبكى بشده على ما وصلت إليه ... أحبته بشده وهو قابل حبها بالخيانه ... الخيانه التى تدمر أى امرأه وتقضى عليها ... عندما ازداد نحيبها حاول الاقتراب منها لتهدئتها ولكنها أزاحت يده بغضب وقالت بصوت مبحوح:
-"ليه تعمل فيا كده وأنا اللى حبيتك وصدقتك ... ده جزاتى بعد كل اللى عملته عشانك؟"
دقائق كالدهر مرت عليه وهو يفسر لها ما رأته بالأمس .
كفكفت دموعها وتنهدت قائله:
-"أنا كنت هتجنن لما شوفت الحقيره دى امبارح فى مكتبك حسيت أنى عايزه ...
قاطعها صوت سها التى خرجت من غرفتها فجأه لتصدم من وجود سيرين .
-"أنت إيه اللى جابك هنا يا بت أنت؟"
قالتها سها وهى ترمق سيرين بإزدراء ... بادلتها سيرين نظراتها بأخرى غاضبه فهى تكره سها كثيرا لأنها تسبب فى موت والدتها ... كزت على أسنانها بغيظ تريد استفزاز هذه الحقيره بأى طريقه ممكنه ... فكرت سريعا وأمسكت بذراع ممدوح بتملك وقالت:
-"جايه أشوف جوزى أبو ولادى ... مش كده يا ممدوحتى؟"
ممدوحتى !! قالتها بدلال أنثوى جعله ينظر لها بصدمه ... كانت الصدمه من نصيب سها أيضا ، لا تصدق أن ممدوح متزوج ولديه أطفال أيضا ... فى هذه اللحظه دخل سائق ممدوح وهى يحمل بيده حقائب سيرين ويتبعه طفلين ركضا نحو ممدوح وهما يقولان:
-"بابا".
لا يمكنها أن تصمت أكثر من ذلك ، نظرت إلى ممدوح وصاحت به قائله بغضب:
-"هو إيه اللى بيحصل هنا بالظبط؟"
نظرت لها سيرين بسخريه وقالت وهى تبتسم بسماجه وتنظر لممدوح:
-"قولها يا ممدوحتى وفهمها اللى بيحصل".
للمره الثانيه تقول له (ممدوحتى) وهى تنظر فى عينيه وأمام سها ... انسلت ابتسامه ساخره على شفيه عندما فهم أنها تفعل كل ذلك لتثير غضب سها ... انتبه لسها التى لوت ثغرها بتهكم وهى تقول بسخريه:
-"فهمنى يا ممدوحتى البنت دى بتعمل إيه هنا ؟ وولاد مين دول؟"
حان الوقت الآن لقول الحقيقه التى أخفاها لسنوات والتى كان على يقين أنها ستظهر يوما ما ... يبدو أن هذا هو يوم كشف الحقيقه إذا ... أمسك بكف سيرين وقال بحزم وهتف بابتسامه مستفزه:
-"سيرين تبقى مراتى ، والولاد اللى واقفين قدامك دول يبقوا ولادى (لجين)و(حسن) ".
فغر فاه سها بتعجب ورمقته بإزدراء قائله:
-"أنا دلوقتى عرفت أنت ليه مبتبقاش فى البيت غير يومين بس فى الأسبوع ... أتاريك بتتسرمح كل يوم هنا وهناك ، الله أعلم كام واحده هتيجى معاها عيال وتقولنا أنها مراتك".
شهقت بفزع عندما أمسكها ممدوح من ذراعها بقوه جعلتها تشعر أن ذراعها سيتحطم وصاح قائلاً بغضب:
-"شكلك يا سها مستغنيه عن لسانك".
دفعها بعيدا لتسقط أرضا ... نهضت بسرعه وصعدت على الفور إلى غرفتها هربا من بطش ممدوح ... أمسكت هاتفها واتصلت بتوفيق وهى تنوى اخباره بكل شىء ... أجابها توفيق قائلاً:
-"أيوه يا سها".
برقت عيناها بغضب وهى تقول:
-"أنت تسيب كل اللى فى إيدك وترجع البيت حالا".
ضيق عينيه قائلاً بنبره يملؤها القلق:
-"خير هو فى حاجه حصلت؟"
صاحت به قائله:
-"خير ... وهو هيجى الخير منين بعد اللى حصل ... تعالى يا توفيق شوف المصيبه السوده اللى ابنك عملها".
أنهت المكالمه ورمت الهاتف بعيدا وهى تتوعد لممدوح
-"جايبها هنا على البيت بعد كل السنين دى كلها وبتقول مراتك ... ميبقاش اسمى سها لو مخلتكش تتحسر عليها هى ومقصوفين الرقبه اللى بتقول عليهم ولادك".
------------
-"توفيق بدران".
يتردد هذا الاسم في أذنيه منذ البارحه انتابه شعور مزيج من الصدمه والذهول ... لماذا يفعل توفيق هذا وما مصلحه؟
وضع رأسه بين كفيه وهو يتذكر ما قاله ليامن عندما أخبره أنه يشك بتوفيق 
-"توفيق هيعمل كده ليه؟"
-"عشان ينتقم". 
قالها يامن بنبره واثقه فشقيقه ليس لديه عدو يمكن أن يفعل هذا الأمر القذر سوى توفيق الذى أراد الإنتقام منه بعدما ساعد سامح فى استرجاع أمواله التى أخذها منه توفيق ... لا ينكر أن ممدوح ساعد سامح أيضا ولكن توفيق لن ينتقم من ابنه الوحيد بل سينتقم من ياسر فقط ، وبسبب سفر ياسر إلى الكويت انتقم توفيق من عمر وقتله دون أدنى شفقه أو رحمه.
كز ياسر على أسنانه بغضب ... يقسم أنه سينتقم من توفيق ويجعله يدفع ثمن فعلته ... تذكر فجأه هذا الأمر الذى غفل عنه كيف علمت هايدى بكل هذا وما علاقتها بتوفيق؟
حك ذقنه وهو ينظر إلى يامن وهمس بخفوت:
-"هايدى عرفت كل ده إزاى؟"
ابتسم يامن بسخريه وقال:
-"أكيد كانت بتشتغل معاه وسمعته بالصدفه بيتكلم فى الموضوع فقررت تستفاد من الموضوع".
الآن أصبح على يقين بأن الجاسوس الذى زرعه توفيق فى الشركه لم يكن سوى هايدى ... ربما توترت الأمر بينهما وظن توفيق أنها تخدعه بعدما أعطته الملف الخطأ الذى وضعه عن قصد فى الخزنه حتى تتم سرقته بدلا من الملف الصحيح ... تنهد بضيق وقال:
-"أهم حاجه دلوقتى أنك تهدى ومتتهورش لحد ما نتأكد بسبه 100%100 أن توفيق هو اللى قتل عمر ، ولو طلع فعلا هو اللى عملها ساعتها اعمل اللى أنت عايزه بس متنساش أنه ميستحقش توسخ إيدك بدمه".
انسلت إبتسامه ماكره على جانب شفتيه وهو يقول:
-"أنا عارف كويس هعمل إيه معاه".
تنهد بحزن وهو يمسك صور عمر ... عزم على تنفيذ خطته التى خطرت له بالأمس عندما كان برفقه يامن ... طبع قبله حانيه على صوره ابنه وهو يقول:
-"أوعدك يا حبيبى أنى هرجع حقك وهخلى توفيق يعفن فى السجن".
--------------
ابتسمت برضا وهى تتأمل اللوحه التى رسمتها بفخر ... استطاعت أخيرا أن تجعلها مبهره بعدما بذلت الكثير من الجهد والوقت ... أحضرت لها الخادمه القهوه ووضعتها أمامها ... نظرت الخادمه إلى اللوحه بانبهار وقالت:
-"جميله أوى يا مدام هدير".
ابتسمت لها هدير وقالت:
-"شكرا يا بسمه".
خرجت الخادمه من الغرفه وعادت وهى تمسك بهاتف هدير وتناوله لها قائله:
-"اتفضلى مكالمه لحضرتك".
أومأت لها هدير برأسها وهى تأخذ الهاتف وتقربه من أذنها وقالت:
-"أيوه مين معايا؟"
-"أنا فدوه بنت دكتور رضا سالم ، أكيد حضرتك تعرفيه".
ابتسمت هدير وقالت:
-"أيوه أنا عارفه كويس دكتور رضا".
تنهدت فدوه بحزن وقالت وهى تبكى:
-"بابا عنده كانسر فى المرحله الأخيره وطلب منى أكلمك عشان هو عايز يشوف حضرتك ضرورى وفى أسرع وقت ... أنا بكلمك من المستشفى بتاعتنا ".
أومأت هدير برأسها وهى تأخذ حقيبه يدها وتخرج من المنزل
-"تمام أنا هاجى دلوقتى المستشفى".
استقلت هدير سيارتها وهى تفكر ماذا يريد منها هذا الطبيب؟
#توقعاتكم
#batol

عهد يمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن