الفصل السادس

4.6K 158 4
                                    

#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_السادس
الحياه لا تخلو من المصاعب أو الصدمات ، لذلك عليك المواجهه وكما يقال الضربه التى لا تكسرك تجعلك أقوى .
كانت تبكى بشده فهى لا تعرف أى شىء عن ابنتها الوحيده ... حاولت الاتصال بها مرارا ولكن هاتفها مغلق ، اتصلت بياسر وأخبرته بالأمر وهى تبكى ، صدم ياسر بعدما أخبرته بالأمر وبعد مرور عده ساعات وصل أخيرا إلى منزل خالته وكان يامن برفقته ... كانت ولاء تبكى بشده وتدعو الله أن تكون رحمه بخير ... قام عادل شقيق رحمه بإبلاغ الشرطه
سأل ياسر خالته:
-"هى لما خرجت قالتلك رايحه فين؟"
أجابته ولاء ودموعها لا تتوقف:
-"قالتلى رايحه بنها عند نيره صاحبتها ولما اتأخرت اتصلت بنيره قالتلى أنها مشيت من بدرى".
فى هذه اللحظه سمع الجميع صوت رنين هاتف عادل الذى ضغط على زر الاجابه وفى خلال دقيقه سقط الهاتف من يده بسبب الصدمه التى تلقاها فنظرت له
ولاء بقلق وقالت:
-"فى إيه يا ابنى مين اللى اتصل؟"
استند عادل بيده على المنضده وبدأ يتنفس بصعوبة قبل أن يقول:
-"الظابط اللى ماسك قضيه اختفاء رحمه بيقول لازم أروح المشرحه".
نظرت إليه ولاء بصدمه وصرخت:
-"مشرحه ! ، الظابط عايزك تروح المشرحه ليه ؟"
أجابها عادل بصوت متقطع وعلامات الحزن تكسو وجهه :
-"لأن فى هناك جثه واحده بنفس مواصفات رحمه ولازم أروح أتعرف عليها".
بدأت ولاء بالصراخ والبكاء لا تصدق أن الموت انتشل ابنتها وهى لا تزال فى ريعان شبابها ، استطاع ياسر بصعوبه أن يهدئها وبعد مرور ساعه توجه عادل إلى المشرحه برفقه ياسر وتعرف على الجثه والتى كانت بالفعل جثه رحمه ... لم يستطع عادل أن يمنع نفسه من البكاء على شقيقته بينما ياسر كان فى حاله صدمه .. كان الضابط الذى تولى قضيه اختفاء رحمه حاضرا وربت على كتف عادل وقال:
-"البقاء لله ربنا يجعلها أخر الأحزان".
-"ازاى حصل كده ؟هى ماتت ازاى؟".
قالها عادل بصوت متحشرج وهو ينظر إلى الضابط الذى كان ينظر إليه بإشفاق وقال:
-"هى راحت بنها عند صاحبتها زى ما قالتلكم بس وهى راجعه ركبت القطر ، والقطر ده عمل حادثه امبارح".

حزن الجميع على موت رحمه وكان الأمر يشبه غيمه سوداء حلت على العائله فبعد أن كانوا ينتظرون فرحه زفاف رحمه وياسر صدموا بموت رحمه ومرت أيام العزاء الثلاثه بصعوبه على جميع أفراد العائله وبالأخص ولاء .
ذهبت نوال برفقه يامن لتعزيتهم واضطر يامن للعوده معها لأنه لا يمكنه تركها هى وجميله بمفردهما .
مر أسبوع على موت رحمه وكانت حاله ولاء سيئه للغايه فهى تجلس كل يوم فى حجره رحمه وتبكى وفى إحدى المرات دلف ياسر إلى الغرفه وجلس بجانبها وقال:
-"اللى بتعمليه ده يا خالتى مش هيفيدها بحاجه".
ظلت ولاء تبكى بحرقه بينما رأى ياسر دفتر مذكرات رحمه فقرر أخذه وبالفعل أخذه دون أن تلاحظ ولاء ذلك .
بعد مرور أسبوعين عاد ياسر إلى منزله برفقه والدته
وجلس بغرفته وقام باخراج دفتر مذكرات رحمه وبدأ يقرأ ... ظل هكذا لساعات طويله وعندما انتهى من قراءة الدفتر قام بإغلاقه ووضعه فى أحد أدراج مكتبه وهو يعتريه الحزن ليس على موت رحمه فقط بل بسبب حقيقه أن رحمه لم تكن تريد الزواج منه وأن ولاء هى من أجبرتها على ذلك ، عرف أيضا أنها كانت تحب يامن ، أمسك هاتفه وقام بفتحه ورأى الكثير من الرسائل ومنها رساله وصلته من يامن، وعندما رآها قام بفتحها وكان محتواها:
(ياسر ، طمنى عليك عامل إيه دلوقتى؟ ، أنا عارف أن الموقف اللى حصل صعب بس ده ابتلاء من ربنا وأنت لازم تصبر وإن شاء الله ربنا هيعوضك خير ، أنا بقالى كذا يوم بحاول أتصل بيك بس موبايلك مقفول عشان كده بعتلك الرساله دى ، صدقنى مع الوقت هتنسى وكل حاجه هترجع زى ما كانت وأحسن ، صحيح أول ما ترجع البيت مع طنط راويه اتصل بيا)
أنهى ياسر قراءة الرساله وقام برمى الهاتف الذى تحطم وتحول إلى أشلاء وقال:
-"فعلاً يا يامن كل حاجه هترجع زى الأول".
استفاق ياسر من شروده على صوت ابنه حمزه وهو يقول:
-"بابا أنت لسه صاحى لحد دلوقتى !"
-"أنا هدخل أنام دلوقتى ، قولى أنت بقى إيه اللى صحاك من نومك؟"
قالها ياسر وهو يحمل حمزه ، زم حمزه شفتيه قائلاً بخوف:
-"عشان شرشبيل ميقبضشى عليا لما أنام زى ما قبض على السنافر وهما نايمين".
نظر إإليه ياسر وقال بعدم فهم:
-"شرشبيل مين يا حبيبى؟ وسنافر إيه؟"
أجابه حمزه وهو يتشبث به:
-"اللى فى الكرتون يا بابا".
نظر إليه ياسر وعلامات الذهول تكسو وجهه وقال:
-"كرتون! ، يعنى أنت كل ده خايفلى من كرتون! ، إن شاء الله أنا همسحلك قنوات الكرتون وهريحك منهم خالص ... امشى قدامى دلوقتى على أوضتك عشان تنام".
تشبث به حمزه أكثر وقال:
-"بس شرشبيل ممكن يجيلى".
ضحك ياسر وقال:
-"متخافش لو جه هبقى أضربهولك".
--------------------
كانت جميله تنتظر مرور سياره أجره لتعود إلى المنزل ، وفجأه توقفت أمامها سياره ، نظرت إلى السياره ورأت ياسر فأشاحت بوجهها للناحيه الأخرى .
-"اركبى".
قالها ياسر بهدوء وهو ينظر إليها ، ضيقت جميله عينيها وقالت بغضب:
-"مش هركب معاك ، امشى من هنا".
-" مش هكرر كلامى تانى ، اركبى يا جميله".
فى خلال دقيقه كانت تجلس جميله بجانبه فى السياره وهى تزم شفتيها بغضب ، نظر إليها ياسر بضيق وقال:
-"ممكن أفهم بقى إيه مشكلتك؟"
هتفت جميله بنبره ساخره:
-"مفيش أى مشاكل خالص أنت بس قاطعتنى أنا ويامن بعد موت عمر ابنك من خمس سنين وكل ده بسبب الست إيناس مراتك ومدحت أخوها".
تنهد ياسر بضيق وقال:
-"الخلاف اللى بينى وبين يامن مش بسبب إيناس زى ما أنت مفكره ، وغير كده أنا مش مقاطعك يا جميله ، أنا مش عارف هما قالولك إيه بالظبط بس اللى أقدر أقولهولك أنهم كدبوا عليكِ".
ابتسمت جميله بسخريه وقالت:
-"أنت كنت عارف أنك هتشوفنا امبارح فى الحفله؟"
أجابها ياسر وهو يقوم بوضع نظارته الشمسيه جانبا:
-"لا طبعاً مكنتش أعرف ولا كنت متوقع خالص أنى أشوفكم".
كان دائما يتابع أخبارها ، كيف لم يتوقع أن يراها فى الحفل؟ ، إذاً كان يتابع أخبارها ولا يتابع أخبار يامن ولذلك لم يعرف أنه تزوج ابنه الدكتور مفيد وأنه سيكون حاضرا فى حفل الزفاف ، كان يعرف ما يدور فى رأسها ، فزفر بضيق وشرح الأمر بهدوء وأخبرها أيضا أنه علم بأمر الخاتم الذى أعجبها عندما رآها فى محل المجوهرات تنظر إلى الخاتم بإنبهار ، وقتها اشتراه وأرسله إليها ... بعد مده طويله من الحديث أخرج ياسر الخاتم وقال:
-"أنا جاوبتك على أسئلتك ياريت بقى تلبسى الخاتم".
أخذت جميله الخاتم وقالت:
-"ماشى هلبسه بس بشرط أن أشوفك على طول مش تعمل زى الأشباح تظهر بس وقت ما تحب".
ابتسم ياسر وقال:
-"حاضر يا قرده".
--------------------------------
فى مكتب مفيد وأثناء مراجعته لأحد الملفات سمع صوت طرقات على الباب فقال:
-"ادخل".
دلف يامن إلى المكتب وجلس أمامه وقال:
-"أنت ليه مقولتليش أن ياسر هيكون موجود فى الفرح؟"
نظر إليه مفيد بهدوء مصطنع وقال ببرود ظاهرى:
-"لأن أنا شايف أن الموضوع مش مهم".
كيف يقول أن الأمر ليس مهما ، نبذه ياسر منذ أكثر من خمس سنوات وحمله مسؤوليه موت إبنه رغم محاولاته لتبرير موقفه إلا أن ياسر صدق إيناس ومدحت ، منذ ذلك الوقت لم يقابله ولم يرد أن يعرف عنه أى شىء ، نظر مفيد إلى يامن وتنهد قائلاً:
-"أنا عارف كويس أنك قطعت علاقتك بياسر من زمان ولما سألتك عن السبب أنت رفضت تقولى وأنا احترمت ده ، فلما أنا أعرف أن ياسر يبقى صديق سامح وهيكون موجود فى الفرح وأشوف الموضوع مش مهم فأنت مش من حقك تحاسبنى حتى لو كنت جوز بنتى وبعتبرك إبنى".
زفر يامن بضيق وقال:
-"أنا مش قصدى أحاسبك كل الحكايه أنى اتفاجئت لما شوفت ياسر امبارح ، على العموم أنا هروح دلوقتى عن اذنك".
غادر يامن مكتب مفيد وبعد مغادرته تنهد مفيد وقال:
-"مش أنت لوحدك اللى اتفاجئت لما شوفته هو كمان اتفاجئ لما شافك ، ربنا يهديكم".
---------------------------
صف سيارته أمام منزل عمته ، استقبلته الخادمه بتهذيب قائله:
-"اتفضل يا أمجد بيه ، هدير هانم فوق ثوانى هنادلها وأقولها أن حضرتك هنا".
أومأ لها برأسه ودلف إلى المرسم الخاص بعمته ، بدأ يتأمل اللوحات الجديده التى رسمتها عمته أثناء فتره سفره ، ابتسم عندما وقعت عيناه على هذه اللوحه التى رسمتها عمته له عندما كان صغيرا ، على الرغم من مرور كل هذه السنوات هى تحتفظ بهذه اللوحه ، التفت إليها عندما سمعها تقول:
-"حمد الله على السلامه يا حبيبى".
-"الله يسلمك يا عمتو".
قالها أمجد وهو يقبل يدها ، احتضنته هدير وقالت:
-"وحشتنى أوى يا قلب عمتك ، أنا بحمد ربنا أنك خلاص مش هتسافر تانى".
ابتسم لها بحب فهذه هى عمته التى تحبه وتعبره ابنها ، كان أمجد يشعر كثيرا بالحزن لأن الله رزقها من قبل بفتاه ولكنها ماتت بعد ولادتها مباشرة وبعدها بفتره أصيبت بسرطان واضطرت لإزاله الرحم للحفاظ على حياتها .
اهتمت هدير بأمجد واعتبرته ابنها الذى لم تلده وكان هذا يثير غيره والده أمجد فى البدايه ولكنها تقبلت الأمر فيما بعد .
ابتسمت هدير وهى تشير بإصبعها ناحيه اللوحه المرسوم بها أمجد وقالت:
-"فاكر اللوحه دى يا أمجد؟"
نظر أمجد إلى اللوحه وقال:
-"طبعا فاكرها ، اللوحه دى أنتِ رسمتيها وأنا عندى عشر سنين وقدمتهالى فى عيد ميلادى".
وضعت يدها على كتفه وهى تهمس بهدوء:
-"عندك حق ، تعرف إن دى أكتر لوحه بحبها لأنى بشوفك فيها على طول".
سكتت قليلا ثم استكملت:
-"ربنا يحميك ويبعد عنك ولاد الحرام".
هو يحتاج حقا لدعواتها هذه الفتره لأن توفيق وممدوح يضايقانه بشده فى الآونه الأخيره ، لا يستطيع أن يضع حدا لممدوح إلا بطريقه واحده وهى القتل وهذا ما حاول فعله سابقا وكان سينجح فى ذلك لولا تدخل ياسر وسامح فى اللحظه الأخيره ، يحمد الله دائما أنه لم يلطخ يده بدماء ممدوح وإلا ماذا كان سيحدث لزوجته وإبنته وعمته من بعده .
فهمت هدير ما يدور فى رأس أمجد ، لابد أن هذا الذى يسمى توفيق يضايقه هو وزوجته بطرقه الوضيعه والحقيره وذلك بتدمير شركته التى أسسها للتو ، ربتت على كتفه قائله بصوت منخفض لم يسمعه أمجد:
-"ربنا ينتقم منك يا توفيق أنت وكل اللى زيك".

---------------------------------------------
دقت الساعه الواحده منتصف الليل وكان يامن لا يزال مستيقظا عاد بذاكراته إلى الوقت الذى ماتت به رحمه وبالأخص اليوم الذى عاد فيه ياسر من البلده أخذ يتذكر ما حدث بعد موت رحمه فقد تغيرت معامله ياسر له ، نصحته راويه بالإبتعاد عن ياسر هذه الفتره وبالفعل بعد مرور فتره عادت علاقه يامن و ياسر كما كانت فى السابق وكأن شيئاً لم يحدث وقد ساهمت راويه فى هذا الأمر وهذا ما أثار فضول يامن ودفعه لسؤالها:
-"أنت غريبه أوى يا طنط راويه رغم كل اللى حصلك من ماما حاولتى تصلحى بينى وبين ياسر".
تنهدت راويه وقالت بهدوء:
-"أنا بعمل كل ده عشان خاطر ياسر لأنى عارفه أن وقوفك جنبه هيخرجه من الحاله اللى هو فيها".
عاد يامن بذاكرته إلى اليوم الذى انتهى به كل شىء وتدمرت علاقته بياسر ولكن فجأه سمع صوت تحطم زجاج وكان الصوت قادم من غرفه والدته ، استيقظت حبيبه من النوم قائله وعلامات الفزع ظاهره على وجهها:
-"إيه الصوت ده؟".
أجابها يامن وهو يهرول نحو غرفه والدته:
-"الصوت ده جاى من أوضه ماما".
ذهب يامن وتبعته حبيبه إلى غرفه نوال ووجدوا شظايا زجاج مبعثره على الأرض إثر تحطم الكوب الذى كانت تمسكه نوال وقبل أن يقول يامن أى شىء ابتسمت نوال وقالت:
-"اطمن مفيش حاجه دى الكوبايه وقعت من إيدى وأنا باخد الدواء ، أصل أنا كنت نسيت أخدو قبل ما أنام".
لاحظت حبيبه وجود دماء على يد نوال فقالت لها نوال:
-"دى حاجه بسيطه متقلقوش".
نظرت إليها حبيبه وأمسكت بيدها التى تنزف وقالت:
-"منقلقش إزاى بس ، روح يا يامن هات معقم وشاش وعقملها الجرح وأنا هنضف المكان".
أحضر يامن المعقم وقام بتعقيم الجرح فى يد نوال ثم قام بوضع الشاش واللاصق الطبى وقامت حبيبه بجمع شظايا الزجاج المنثوره على الأرض ونظفت الأرضيه جيداً وتأكدت من عدم وجود أى قطع زجاج
نظرت إليهما نوال وقالت:
-"خلاص يا ولاد أنا كويسه ارجعوا ناموا معلشى قلقتكم".
خرج يامن وحبيبه من غرفه نوال وتوجها إلى غرفتهما وعادت حبيبه إلى النوم بينما ظل يامن يفكر بعض الوقت قبل أن يقرر الخلود إلى النوم ولكنه فجأه سمع رنين هاتفه فأمسك به وأجاب على الأتصال وقال:
-"عملت إيه يا أشرف؟"
-"يامن باشا أنا للأسف مقدرتش أعرف مين اللى دخل المكتب وسرق الملف بس قدرت أعرف الملف راح لمين".
-"يعنى أنت عايز تقولى أنت عرفت مين اللى ورا الموضوع كله؟"
-"أيوه بالظبط كدا يا باشا ، اللى ورا الموضوع ده يبقى ......

توقعاتكم
#batol





































عهد يمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن