الفصل الثالث عشر

3.7K 160 2
                                    

#عهد_يمين
بقلم بتول على
#الفصل_الثالث_عشر
خرجت من منزلها لتقف أمامها فجأه سياره سوداء ... خرج منها رجلان ضخام البنيه وقاما بحملها وإدخالها عنوه فى السياره ... حاولت الصراخ ولكن أحدهم قام بتكميمها ، ثم انطلقا بها إلى أحد المخازن القديمه. كانت تحاول الصراخ ولكنها لم تتمكن من ذلك بسبب الشريط اللاصق الموضوع على فمها ... دفعها أحد الرجال بقوه لتسقط أرضا ... شعرت لوهله أن عظامها سُحقت من قوه ارتطامها بالأرض ... قام أحدهم بتوثيق يديها وقدميها بالحبال ثم تركها وأغلق باب الغرفه خلفه.
بعد مرور بضع دقائق فُتح الباب ودلف منه رجل لم تستطع رؤيه وجهه بسبب قوه الظلام ...حاولت معرفه من يكون ولكنها لم تستطع ذلك إلا عندما أشعل الضوء.
نظرت له بصدمه وظهرت علامات الذعر على وجهها ... أشار إلى أحد رجاله ليقوم بإزاله الشريط اللاصق وبالفعل أزال الرجل الشريط اللاصق من على فمها ولكنها لم تستطع النطق بأى كلمه فقد ألجمت الصدمه لسانها ... حاولت جاهده أن تنطق بأى كلمه وأخيرا استطاعت ذلك وأردفت قائله:
-"أنا أسفه يا باشا ... ممدوح هو اللى قالى أعمل كده".
نظر لها ولم يبالى بما قالته للتو ووضع يديه فى جيب بنطاله وقال وهو يرمقها بإزدراء:
-"أنا مش جايبك هنا يا سهر عشان تقوليلى إن ممدوح هو اللى قالك تعملى كده ... أنا جايبك عشان تعملى اللى أنا هقولك عليه بالحرف".
شعرت سهر بقليل من الراحه فهو لا ينوى قتلها ... هتفت بصوت متقطع:
-"إيه المطلوب منى بالظبط يا أمجد باشا".
أخبرها أمجد بما عليها فعله لتشهق بقوه قائله:
-"بس أنا كده ممكن أروح فى الرجلين".
ابتسم أمجد بسخريه وقال:
-"أنت فعلا هتروحى فى الرجلين لو منفذتيش اللى بقولك عليه".
نظرت له سهر وقالت:
-"طيب أنا عايزه تعويض يا باشا على الضرب اللى المدام ضربتهولى فى الشقه".
كور يده بغضب ورمقها بنظره جعلت الدماء تتجمد فى عروقها ... أشار بسبابته أمام وجهها وهو يصيح بغضب:
-"أقسم بالله العلى العظيم لو سيره مراتى جيت مره تانيه على لسانك القذر هقصهولك فاهمه".
تمتمت سهر بخفوت بعدما نكست رأسها لأسفل:
-"فاهمه يا باشا".
---------------------
-" جميله!"
قالتها إيناس عندما فتحت الباب ورأت جميله تقف أمامها ... نظرت لها جميله بضيق وقالت:
-"هو ياسر مش موجود ولا إيه؟ أناجايه عشان أطمن على حمزه".
نظرت لها إيناس قائله وهى تشير بيدها نحو غرفه حمزه:
-"لا ياسر مش موجود بس حمزه جوه فى أوضته تعالى ادخلى".
قالت جميله وهى تنظر لها ببرود:
-"لا خلاص أنا هاجى فى وقت تانى يكون ياسر موجود فيه".
كانت على وشك المغادره من الشقه ولكن استوقفتها إيناس قائله بحده:
-"ممكن أفهم أنت إيه مشكلتك معايا بالظبط؟"
-" أنا مش بطيقك هى دى المشكله ".
قالتها جميله وهى تنظر إيناس ببرود استفزها ولكنها تمالكت نفسها ونظرت إلى جميله قائله بهدوء:
-"مش بتطقينى ليه يا جميله ".
تسألها لماذا تكرها وكأنها لا تعرف الأجابه ، بسببها شقيقيها يكرهان بعضهما ... بسببها تكذب على يامن ووالدتها واخبرهم أنها تذهب إلى منزل صديقتها حتى تستطيع رؤيه ياسر وحمزه ...صرخت جميله فى وجه إيناس قائله:
-"أنا بسببك بقيت عامله زى اللى بتعمل حاجه غلط من ورا أهلها وخايفه أنها تنكشف".
صاحت بها إيناس هى الأخرى قائله بإنفعال:
-"وهو أنا اللى قولت لأخوكى يسيب ابنى يموت مع أنه كان يقدر ينقذه".
-"يامن لو كان يعرف أن عمر تعبان ومحتاج دمه كان أنقذه حتى لو هيموت بداله بس أنت أخوكى مقالوش حاجه لما اتصل بيه ... إذا كان فى حد ساب عمر يموت فهو مدحت أخوكى".
قلتها جميله وهى تغادر ... ظلت جملتها تتردد فى أذن إيناس ... هل يعقل أن يكون شقيقها هو المسؤول عن موت عمر؟
يستحيل أن يفعل بها هذا ... يامن هو المسؤول عن موت عمر وليس مدحت.
وصلت جميله إلى منزلها وهى تبكى وعندما رآتها نوال شعرت بالقلق فجلست بجانبها وربتت على كتفها قائله:
-"مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه؟"
-"مفيش حاجه يا ماما أنا كويسه".
قالتها جميله وهى تكفكف دموعها ... احتضنتها نوال وهى تقول:
-"لو مفيش حاجه زى ما أنت بتقولى مكنتيش عيطتى بالشكل ده".
ماذا تفعل لا يمكنها اخبار والدتها سبب بكائها وإلا سينكشف أمرها وسيعرف يامن أنها تكذب عليه وتقابل ياسر ... فكرت سريعا وقالت:
-"مضغوطه أوى فى الجامعه اليومين دول وخايفه أوى".
هل حقا تبكى بسبب ضغط الدراسه والجامعه أم أنه هناك سبب أخر خلف هذه الدموع؟
-"اعملى اللى عليك ومتخافيش من أى حاجه".
قالتها نوال وهى تربت على كتف جميله ... أغمضت جميله عينيها بأسى فهى لم تعد تحتمل هذا الأمر أكثر من ذلك.
تنهدت بضيق فهى لا تعرف إلى متى ستظل تكذب على يامن ووالدتها.
-------------------
جلست بهدوء أمام الضابط بعدما تم استدعاؤها لأخذ أقوالها ... نظر لها الضابط وسألها قائلاً:
-"أنت إيه علاقتك بالظبط بهايدى؟"
فعلت حبيبه بالضبط مثلما قال لها يامن وأخبرت الضابط أن هايدى صديقتها المقربه من أيام الجامعه وأنها تقابلها باستمرار ... أخبرته أيضا أنها كانت ستقابلها فى اليوم نفسه الذى قُتلت فيه فى مطعم الشهير (نور) وأنها انتظرت كثيرا بسيارتها أمام المطعم ولكن هايدى لم تأتى ... حك الضابط ذقنه قائلاً:
-"ومتصلتيش بيها ليه عشان تعرفى السبب اللى خلاها متجيش".
تنهدت حبيبه قائله:
-"اتصلت بس موبايلها كان مقفول واللى منعنى أتصل بيها تانى أنى كنت تعبانه الأيام اللى فاتت ومعرفتش أنها اتقتلت غير امبارح لما يامن قالى".
أومأ الضابط برأسه وقال:
-"تمام تقدرى تتفضلى يا مدام حبيبه".
حملت حقيبتها وغادرت وهى تتنفس الصعداء وصلت أخيرا إلى السياره حيث ينتظرها يامن الذى باغتها بسؤاله عندما رأها:
-"عملتِ إيه؟".
-"الحمد لله بس حاسه إن الظابط شاكك فيا ومش مقتنع بكلامى".
قالتها وهى تتنفس بصعوبه ... أمسك يامن يدها وقال:
-"أكيد مش هيقتنع بكلامك فى الأول بس لما يعمل تحريات ويتأكد أنك كنتِ واقفه بالعربيه قدام المطعم فى نفس الوقت اللى هايدى اتقتلت فيه ساعتها هيصدق كلامك".
تنفست بعمق وهى تحمد الله لأنه كانت ستعثر الشرطه على بصماتها فى شقه هايدى لو أنها لم ترتدى قفازات فى يدها ... ابتسمت وقالت:
-"عارف يا يامن لو أنا موقفتش بالعربيه ساعه قدام المطعم كنت هبقى فى مشكله".
أومأ يامن برأسه موافقا على حديثها وقال:
-"الظابط مش هيشك فيك نهائى بعد ما يشوف تسجيلات الكاميرات بتاع المطعم واللى هيظهر فيها أنك كنتِ هناك فعلا".
تنهدت حبيبه وقالت:
-"إن شاء الله البوليس يوصل قريب للقاتل الحقيقى عشان أرتاح من الكابوس ده".
-----------------
كانت تقوم ببعض التمارين الرياضية فى منزلها فهى تحب المحافظه على صحتها ورشاقتها ... توقفت فجأه بعدما سمعت رنين هاتفها ... أجابت على الفور لتسمع صوت رجل يقول:
-"جوزك بيستغفلك وبيخونك دلوقتى فى مكتبه ... لو مش مصدقانى روحى المكتب وشوفيه".
أنهى الرجل الأتصال بعدما فجر هذه القنبله فى وجهها ... أجفلت عينيها لوهله وكانت ستسقط ولكنها تمالكت نفسها وجلست بتثاقل على الأريكه.
فكرت كثيرا هل يعقل أن يخونها زوجها الذى يقول لها دائما أنه يحبها؟ أمسكت بهاتفها ونقرت عليه بضع نقرات قبل أن تقربه من أذنها ... انتظرت رده ولكن عوضا عن ذلك سمعت هذا الصوت الذى يقول:
-"الهاتف المطلوف مغلق أو غير متاح".
حملت حقيبتها وقررت الذهاب إلى مكتب زوجها.
-----------------
صف سيارته وترجل منها وخطى بضع خطوات ووقف بالقرب من ياسر الذى يعطيه ظهره ثم عقد ساعديه أمام صدره وهتف قائلاً:
-"يا ترى إيه اللى خلاك تفتكرنى بعد السنين دى كلها وتتصل بيا؟"
استدار له ياسر واقترب منه حتى أصبح قبالته ... شبك يديه ونظر إلى عينيه قائلاً:
-"أنا اتصلت بيك يا يامن وطلبت نتقابل عشان تساعدنى".
ضحك يامن بشده بعدما سمع ما قاله ياسر ...لا يصدق أن شقيقه الذى قاطعه منذ خمس سنوات يتصل به فجأه ويطلب مقابلته ليخبره بكل هدوء أنه يريد مساعدته!!
نظر له ياسر بحنق فهو لم يفكر فى طلب المساعده منه إلا بعدما فكر بالأمر عده مرات ووجد أنه لا يمكن لأحد مساعدته فى هذا الأمر سوى يامن ... لا ينكر أنه تردد كثيرا قبل الإتصال بيامن ولكنه حسم أمره واتصل به فى النهايه ، فهو سيفعل المستحيل ليصل إلى قاتل عمر حتى لو كان هذا أخر شىء سيفعله فى حياته.
توقف يامن عن الضحك وأردف قائلاً بحنق:
-"عايزنى أساعدك فى إيه بالضبط"؟
-"أعرف مين اللى قتل عمر".
قالها ياسر بهدوء لا يتناسب مع الغضب الذى يشعر به داخله ... فغر فاه يامن بصدمه بعدما سمع ما قاله ياسر وقال وعلامات الذهول تكسو وجهه:
-"هو عمر مات مقتول؟"
أومأ ياسر برأسه وهو يشعر بالأسى والحزن الشديد فقد قتل طفله الصغير عمر ولم يستطع فعل أى شىء لحمايته ... يشعر دائما بالندم الشديد ويؤنب نفسه بإستمرار لأنه سافر إلى الكويت فلم يكن سيحدث كل هذا لو أنه بقى بجانب طفله.
شعر يامن بالشفقه تجاهه بعدما نظر إلى وجهه ، فكم هو صعب تحمل الأب موت طفله وأيضا اكتشافه أن موته لم يكن حادثا بل جريمه قتل دبرها شخص حقير ... سأله يامن بهدوء وهو ينظر إلى وجهه:
-"مين اللى قالك أن عمر مات مقتول؟"
-"هايدى!!"
هتف بها ياسر بمراره ... نظر له يامن بصدمه هل يعرف ياسر هايدى؟
السؤال الأهم كيف عرفت هايدى بأمر عمر؟
ظل صامتا لفتره لا يعرف ماذا يقول بعدما عرف هذا الأمر ... أخبره ياسر بأت هايدى اتصلت به وأرادت مقابلته ولكنها لم تفعل لأنها قُتلت ... زفر يامن بضيق وقال:
-"واضح جدا أن اللى قتلها هو نفسه قاتل عمر ".
كور ياسر يده بغضب فهو لن يرحم هذا القاتل الذى قتل طفله بدم بارد وحرمه منه ... أقسم أنه سيجعله يتمنى الموت مئه مره قبل أن يقتله ... انتشله يامن من أفكاره وهو يقول:
-"أكيد هايدى كانت حاولت تبتز الشخص اللى قتل عمر ولما مدهاش اللى عايزاه وقتها هى اتصلت بيك وطلبت تقابلك ولما الشخص ده عرف أنها كلمتك قتلها
... أنا فكرت كتير واتأكدت أن مفيش غير شخص واحد هو اللى ممكن يعمل كده".
سكت لوهله ثم استكمل قائلاً:
-"أنا متأكد أن الشخص ده هو توفيق بدران".
رفع ياسر حاجبه بتعجب وأردف بصدمه وصوت خافت:
-"توفيق بدران!"
------------
دلفت إلى مكتبه وهى تنظر إليه بكل تبجح ... كان منهمكا فى عمله يراجع بعض الملفات الهامه ، على الرغم من تأخر الوقت وانصراف جميع الموظفين إلا أنه ظل على حالته ولم ينتبه إلى هاتفه الذى نفذ شحنه أو إلى تأخر الوقت.
انقبضت عضلات وجهه وفغر فاهه بصدمه عندما وقعت عيناه عليها ... لماذا أتت إلى هنا فى هذا الوقت المتأخر ... صاح معنفا بقوه فى وجهها:
-"أنت إيه اللى جابك هنا يا بت أنت؟"
ابتسمت بوقاحه وهى تقترب منه قائله:
-"جايه عشان أخد باقى فلوسى يا عنيا".
ضيق ممدوح عينيه باستنكار وقال:
-"فلوس إيه اللى تاخديها يا روح أمك ، أنت أخدتى كل فلوسك ، ولا هو شغل استعباط وخلاص".
أخرجت سيجاره من حقيبتها وأشعلتها وهتفت وهى تنفث دخانها فى وجهه:
-"أنت مدتنيش تعويض عن الضرب اللى بنت عمك ضربتهولى ... أنا بسببها روحت كشفت عند دكتور وقالى أنى كان ممكن أموت".
صرخ ممدوح فى وجهها بغضب قائلاً:
-"ما تموتى ولا تغورى فى داهيه أنا مالى بيكِ ... الفلوس اللى طلبتيها أخدتيها يعنى ملكيش عندى حاجه فياريت تمشى من هنا بالزوق بدل ما تمشى فى عربيه إسعاف".
-"ههون عليك!"
قالتها بوقاحه وهى تمسك يده ... نفض يدها سريعا وهو ينظر إليها باشمئزاز ثم أمسكها من شعرها وقام بلوى ذراعها خلف ظهرها وهو يقول بسخط:
-"أحسنلك تمشى من هنا دلوقتى لأنى لو شفت وشك تانى صدقينى مش هتردد لحظه قبل ما أدفنك".
دفعها بعيدا عنه ليرتطم ظهرها بالحائط ... اقتربت منه وحاوطت عنقه بذراعيها وقبل أن يبعدها عنه صُدم بالتى تقف أمامه وتنظر إليه بصدمه ... لم تحتمل هذا الأمر فخرجت بسرعه من المكتب ... دفع ممدوح سحر بعيدا عنه وركض بسرعه ليلحق بها وهو ينادى بإسمها عده مرات ولكن دون جدوى فقد استقلت سيارتها وغادرت ... توجه إلى سيارته وحاول اللحاق بها ولكنه فقد اثرها ... ضرب بيده على المقود وهو يتوجه إلى شقته.
كانت سهر تتابع ما يحدث وهى تبتسم بخبث ... أمسكت هاتفها واتصلت بأمجد الذى أجاب على الفور وقال:
-"عملت إيه؟"
ارتشفت بعض الدخان من سيجارتها وقالت:
-"المهمه تمت".
ابتسم أمجد بتشفى فقد انتقم من ممدوح بالطريقه نفسها التى حاول إيذائه بها.
#توقعاتكم
#batol

عهد يمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن