أنحاء النحو

المفعول به.

مرحبًا أصدقاءنا الأوفياء.❤

كما تعلمون قبل بضعة أيّام زارنا ضيف عزيز علينا، ألا وهو عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالصحة والعافية.

وكان لقلعة الفرسان نصيب من هذه المناسبة المميّزة فاستعد أهلها أيّما استعداد لاستقبال العيد، وتحت إشراف من القائدة جاز أقام الفرسان... شواء، وجهزوا... الوليمة، وعندما طفِقوا يوقدون... لم يجدوا أعواد الثقاب، وبعد بحث طويل باءت جهودهم بالفشل، تفكّرت الفارسة دجى هنيهة قبل أن تتذكّر... قرأت عنها قبلًا في أحد الكتب. أشعلوا النّار بواسطة الحجارة وشوَوا اللّحم أخيرًا. كانت مأدبة جميلة، وما زادها جمالًا إلّا صوت عنترة وهو يلقي على مسامعهم أعذب الأشعار.

لعلكم تتساءلون عن: ماذا أقام الفرسان؟ وماذا جهزوا؟ وما الشيء الذي أرادوا إيقاده؟ وماذا تذكرت دجى؟

لا تستغربوا ولا تستعجلوا واقرؤوا الفصل إلى نهايته، عندئذٍ ستجدون أجوبة الأسئلة السابقة.

🔹إذًا كما كُتب في العنوان سنتعرف اليوم على أحد أهمّ المنصوبات وأكثرها شهرة وحضورًا في الجمل الفعليّة، المفعول به الذي يتميّز بخصائص عدّة، فهو:

١- اسم معرب منصوب، يقع عليه فعل الفاعل، مثل: كتبت الفارسة نقدًا.
إنّ كلمة «نقدًا» كلمة معربة وعلامتها الإعرابية هي الفتحة، فإن طرحنا السؤال وقلنا: ماذا كتبت الفارسة؟ كتبت نقدًا، أي أنّ فعل الفاعل «الكتابة» قد وقع على النقد.

٢- أحد أركان الجملة الفعلية، أي أنّه يستلزم وجوده وجود الفعل والفاعل، وعلى نقيض هذا لا يوجد مفعول به في الجملة الاسميّة.

٣- يكون حاضرًا بعد الأفعال المتعدية ويغيب عن الجملة الفعليّة إن كان الفعل لازمًا (فصل الأفعال اللازمة والمتعدية من كتابنا هذا غنيّ بالأمثلة).

🔹للمفعول به عدّة أنواع، وقد يكون:

١- اسمًا ظاهرًا سواء كان مفردًا أو مثنى أو جمعًا؛ وفي هذه الحالة يكون منصوبًا بالفتحة، أو بالياء في حالتي المثنى والجمع المذكر السالم أو بالكسرة في حالة الجمع المؤنث السالم.

مثل: أكل الولد اللّحمَ.
رسمت البنت زهرتَين.
كرّم المدير الناجحِين.
أنصف الرئيس العاملاتِ.

أمّا إن كان من الأسماء الخمسة ينصب بالألف، نحو: أعطيت أخاك الكتابَ.

٢- ضميرًا متصلًا أو منفصلًا، مثل:

*نصحتك إلّا أنّك لم تقبل النصيحة، الضمير المتصل «الكاف» في محل نصب مفعول به.
*ما أطعت إلّا إيّاه، إيّاه ضمير منفصل في محل نصب مفعول به.

٣- جملة، نحو: إنّي محافظ على العهد: الجملة محافظ على العهد في محل نصب مفعول به لفعل القول.

🔹ولكن متى يتقدّم المفعول به على فاعله؟ ومتى يتقدّم على الفعل والفاعل معًا؟

إنّ الأصل أن يتقدّم الفاعل على المفعول به، وقد تتغيّر القاعدة في حالتين:

*يتقدّم على الفاعل وجوبًا إذا كان المفعول به اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا، مثل: أدبني ربّي.
أو إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به، مثل: باع الأرضَ صاحبُها.

*ويتقدّم على الفعل والفاعل وجوبًا إذا كان المفعول به اسمًا من أسماء الصدارة، نحو أسماء الشرط والاستفهام أو كم وكأيّن الخبريتين، مثل:
منْ قابلت؟ منْ اسم استفهام.
كم كتابٍ اشتريت! كم الخبرية.

أنهينا درس اليوم، والآن هل تستطيعون ملء الفراغات في فقرتنا الأولى؟ -ركزوا جيّدًا فالجواب بات واضحًا- 😉

أيّ أسئلة؟

تذكرت! أيمكنكم مساعدتي وكتابة جملة تكون فيها كلمة «أسوة» مفعولًا به؟ أعتمد عليكم.❤

هيدرانجيا.