النعت والمنعوت

307 22 17
                                    

في ليلة شتوية هادئة وبعد يوم متعب طويل، جلست ملتحفة أتدفأ بكوب قهوة ساخن.
كل شيء بدا مثاليًا حينئذٍ حتى حدث ما لم أتوقع...

فجأة انقلب الجو فصار مرة باردًا وبعدئذٍ ببضع ثوانٍ حارًا جدا! كوب القهوة كان يبرد ثم يسخن وبعدئذٍ يصبح قهوة مثلجة! إلهي، ما الذي يحدث؟

ووسط تلك التقلبات دخلت ميسو تدعوني سريعًا لاجْتماع عاجل للفرسان... سترك يا الله!

بدلت ملابسي سريعا ثم انطلقت أهرول للناحية الأخرى من القلعة حيث مكان الاجتماعات.

«ما الذي يجري؟»

قلت لاهثة حين اقتحمت المكان

«النعت أعلن العصيان!»

صرخت وتين وما زلتُ في حيرتي متقلبة:

«كيف؟»

«قال أنه لا يريد أن يكون تابعا، لأنه هكذا بلا قيمة كما ادعى.»

شرحت سلام بهدوء قبل أن تمسك كتاب النحو الذي يتغير لونه كما حال كل شيء حولنا تقريبًا.

«ما علاقة ذلك بكل ما يحدث الآن؟»

سألت ليمون -التي علقت نظرها بانبهار على سيفها الذي يطول ويقصر- فوضحت ميسو:

«النعت هو الصفة ليمون، بمعنى أنه يأتي مبينًا للاسْم الذي قبله وموضحًا له -والذي بالمناسبة يسمى المنعوت-
لذا الآن كل شيء بلا وصف، فكل جملة قلناها واستخدمنا فيها نعتًا صار منعوته الآن متقلبًا!»

أمالت أثير رأسها مستفهمة بينما رفعت رأس ليمون التي تحمل ملامحها التساؤل نفسه فأوضحت ميسو:

«أتذكرين حين أخبرتك أنه يعجبني سيفك الطويل؟
الطويل هنا نعت، والآن لا أعرف أيعجبني سيفك الطويل أم سيفك القصير!»

قلتُ اليوم أنني أحتسي كوب قهوة ساخن...كلمة (ساخن) هنا نعت للكوب، إذن لهذا تقلب من ساخن لِبارد لِمثلج!

أحسست بحركة غريبة في المكان ورأيت سلام تنظر إلي...أعتقد أنني فهمت ما يجري هنا فسألت:

«أخبرتنا أنه استصغر كونه من التوابع، ما الذي يعنيه بالتوابع؟»

أقبلت لايت تجيب عن السؤال:
«التوابع هي الأسماء التي تتبع ما قبلها في الإعراب والجمع والإفراد والتذكير والتأنيث، فلا يمكننا أن نقول: هذه الطاولة أخضر ولا كان يومًا جميلٌ!»

«رأيت هذا كثيرًا في الوات!»

صرخت شفق التي بدت أنها عانت من ذلك كثيرًا ولا دليل على ذلك خير من شعرها الذي أخذت تشده:

«رأيت الكثير من: كان يومًا طويلًا ممطرٌ ونظرت لعينيها الخضراوان!
أليس الصحيح: ممطرًا كونه منصوبًا و(خضراوين) كون المنعوت مجرورًا!
رباه، من حق النعت أن يستقيل!»

أنحاء النحوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن