الحال وأحكامه

350 18 3
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا رفاق؟

بعد غيابٍ طويل نأسف عليه، نستكمل معًا يا أصدقائي رحلتنا بين ثنايا كتابنا المفيد؛ حيث الدروس والمعلومات الثمينة، وأتيت لكم اليوم بفصلٍ شيقٍ عن الحال وأحكامه.

* بدايةً يا رفاق تأملوا معي الجمل الآتية:
– عاد الجيشُ ظافرًا.
– أقبل المظلومُ باكيًا.
– بعتُ الإناءَ مكسورًا.
– سافر خالدٌ حزينًا.

انظروا إلى الكلمات: ظافرًا – باكيًا – مكسورًا – حزينًا، في الجمل السابقة، تجدونها جميعًا أسماء منصوبة، ولكننا نريد أن نعرف المعنى الذي استفاده السامع من وجود هذه الكلمات في الجمل.

فإذا قلنا: عاد الجيش.

فسيفهم السامع أن الجيش عاد، وهو الفاعل في هذه الجملة، لكننا إذا أضفنا إلى الجملة «ظافرًا» فهم السامع الهيئة والحالة التي كان عليها الجيش حين عودته.

وإذا قلنا: بعتُ الإناءَ.
فسيفهم السامع أننا قمنا ببيع الإناء فقط، لكننا إذا أضفنا إلى الجملة «مكسورًا» فهم السامع حالة الإناء حين بيعه، وهو مفعول به في هذه الجملة (أي الإناء)

وبهذه الطريقة سندرك أن الكلمات الأخيرة من كل جملة، إنما جاءت لتبين حال الفاعل أو المفعول به، ولذلك تسمى حالاً، ويسمى كل من الفاعل أو المفعول به، صاحب الحال.

إذًا الحال هو اسم نكرة منصوب، يأتي بعد جملة تامة لبيان حال الفاعل، أو المفعول به، أو الاسم المجرور، أو المبتدأ، أو الخبر، وهذا ما يسمى صاحب الحال.

* لنأخذ بعض الجمل والأمثلة عن الحال:
– جاء الولدُ ضاحكًا.
صاحب الحال: الولد (فاعل).
الحال: ضاحكًا.

– رأيتُ الأولادَ لاهينَ.
صاحب الحال: الأولاد (مفعول به).
الحال: لاهين.

– هذا ابني ناجحًا.
صاحب الحال: ابني (خبر).
الحال: ناجحًا.

– أخوك متعلمًا خيرٌ منه جاهلًا.
صاحب الحال: أخوك (مبتدأ).
الحال: متعلمًا.

– دخلتُ إلى السوقِ مكتظًّا.
صاحب الحال: السوق (جار ومجرور).
الحال: مكتظًّا.

* دعونا نتبين أنواع الحال:
1- مفردًا (في الإفراد والتثنية والجمع) مثل:
أؤدي الصلاة نشيطًا.
جلس الطلاب في الفصل منصتين.
عادت الطالبات إلى المنزل مسرورات.

2- جملة فعلية، مثل:
أعجبت بالمعلم يشرح الدرس.

3- جملة اسمية، مثل:
عاد الطلاب من المدرسة وهم مسرورون.

4- جارًا ومجرورًا، مثل:
أقبل العيدُ بالخيرات.

5- ظرفًا ، مثل:
رأيت الحارس أمام البيت.

* لننتقل إلى أقسام الحال المنفردة:
1- من حيث ثبوت معناها أو انتقاله إلى:
حال ثابتة: هي التي تلازم صاحبها ولا تفارقه، مثل:
شاهدتُ الشمسَ مشرقة.

حال متنقلة: هي التي تبين حالة صاحبها مدة مؤقتة ثم تفارقه بعدها، مثل:
جاء الناجح فرحًا.

2- من حيث الجمود والاشتقاق إلى:
حال مشتقة: وهي وصف صاحب الحال بمصدر مشتق من وصفه، مثل:
أقبل الرجل غاضبًا.

حال جامدة: قد تأتي الحال جامدة إذا أوّلت بمشتق، مثل:
يعدو أخوك غزالًا -أي يجري كالغزال-

3- من حيث التنكير والتعريف إلى:
حال نكرة: وهي الأصل، مثل:
استيقظ الفلاح نشيطًا.

حال معرّفة بأل أو بالإضافة، وتؤول بنكرة، مثل:
دخل التلاميذ الأولَ فالأولَ.
فالأول فالأول حال معرفة بأل، إلا أنها مؤولة بمشتق نكرة، والتقدير: دخل التلاميذ مترتبين الأول فالأول.

* ومعنا هنا تعدد الحال:
قد تتعد الحال سواء أكانت مفردًا أم جملة أم شبه جملة.
مثال: جاء الولد راكضًا، حائرًا، مسرعًا، يلهث ويستريح.

* سنشرح لكم في هذه الفقرة تقديم الحال وتأخيره:
تتقدم الحال على صاحبها وجوبًا في موضعين:

1- إذا كان صاحب الحال نكرة لم تستوف الشروط، مثل: أقبل مسرعًا قطارٌ.

2- إذا كان صاحب الحال محصورًا، مثل:
ما حضر متأخرًا إلا محمد.

* تتأخر الحال على صاحبها وجوبًا في ثلاثة مواضع:

1- إذا كانت الحال محصورة، مثل:
ما جاء الناجحُ إلا فرحًا.

2- إذا جر صاحب الحال بالإضافة، مثل:
أعجبني قولك صادقًا.

3- إذا كان الحال جملة مقترنة بالواو، مثل:
انطلق القطار وقد حلّ الليل.

* وأحيانا يحذف الحال في بعض المواضع مثل:
يجوز حذف الحال إذا دل عليه دليل، مثل:
قال تعالى: «والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم» (الرعد 23 – 24).
أي: قائلين سلام عليكم.
فالحال: قائلين، وقد حذفت لدلالة الدليل عليها، لأن السلام يكون قولا.

* وأخيرًا إعراب الحال:
دائمًا يعرب الحال منصوبًا وعلامات نصب الحال هي الفتحة إذا كان مفردًا أو جمع تكسير، والياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالم، ويُنصب بالكسرة بدلًا من الفتحة إذا كان جمع مؤنث سالم.

مثال:
– قطعتُ الطريقَ راكضًا.
قطعت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الطريق: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.
راكضًا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره.

– استقبل زيدٌ عليًا ضاحكيْن.
استقبل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره.
زيد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.
عليًا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.
ضاحكين: حال منصوب بالياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

– دخل التلاميذ الأولَ فالأولَ.
دخل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره.
التلاميذ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.
الأول: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره.
فالأول: الفاء: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، الأول معطوف على الأول منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره.

وبهذا يا فرساننا ننهي وإياكم رحلتنا في فصلنا لهذا اليوم، أتمنى أن تكونوا استمتعتم معنا واستفدمتم منه.
طاب يومكم❤️
كانت معكم الفارسة أثير 💜

أنحاء النحوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن