المقدمة

22.9K 296 80
                                    

الليل ستار تتوارى خلفه العديد من الحكايا، منها ما دثره ستاره الداكن، ومنها ما أخترقه بريق الشهرة ليشُف عن الكثير مما توارى خلف الأبواب المغلقه، تلك كانت مكافأة القدر التي إستحالت للعنته، من كان يهتف باسمه سابقاً بحماس ها هو يهتف به الآن ولكن ليقذفه بأبشع الألقاب، لم يتنصل يوماً من أخطائه ولكن على الأقل عندما نصل للنهايات لابد وأن نحترم ود الماضي، هكذا علمته السيدة البسيطة ريفية الجذور التي أنجبته،،،
تهالك على مقعده بعد أن عاد من مقابلته التليفزيونية الأخيرة والتي أعلن فيها عن إعتزاله، بعد أن أُجبر على تبرير موقفه أمام جمهور كرة القدم الذي طالما كان معشوقه في السابق، أُجبر على فضح أدق تفاصيل حياته الشخصية بعد ما أقدمت عليه زوجته السابقة التي لم تدخر وسعاً في فضحه وتلويث سمعته، لقد دمرت حلم إعتزال مُشَرِف انتواه بالفعل في الفترة الأخيرة وقد اقترب من عامة الثلاثون، ولكن هل ستنتهي معاناته بالإعتزال؟ هل سيتركه الناس وشأنه بعد الأحداث الأخيرة؟ بالتأكيد لا ولو كانت الحياة علمته شيئاً فهو أن البشر لا ترحم، قد تنسى سنوات من المحبة والتفاني وتذكر فقد لحظة جارت فيها الحياة على صاحبها، وفضيحة كتلك ستظل عالقاً بذقنه ومن يحب مادام حياً، دمعات خائنة تلاحقت على وجنتيه سرعان ما إعتدل ماسحاً لها بعنف قبل أن يرفع يده الممسكة بعلبة المنوم قوي المفعول التي تحصل عليها في طريق عودته، إعتصر عينيه بقوة ثم مالبث أن فتحهما بإصرار، أخذ في إفراغ محتويات العلبة على راحة يده الأخرى قبل ان يقذفها كلها في فمه دفعة واحدة ثم لحقها بكوب من الماء، بخطوات لا حياة فيها تحرك نحو غرفة نومه ليتمدد على فراشه ثم مال بجسده وابتسامة حانية تداعب ثغره ليلتقط الإطار المزخرف يتأمل صورتها، دمعات أخرى غادرت مقالعها لم يبالي تلك المرة بإزالتها، لا يعلم لكم مكث من الوقت يتحسس الصورة بأنامله المرتجفة قبل أن يخط رسالته الأخيرة بأحرف حبرها الألم، كلمات رددتها جدران غرفته الخالية الا منه وصوت أنفاسه المضطربة، رسالة لتلك التي أنهى حياته حتى تحظى بحياة طبيعية كغيرها، حياة خالية من وصمة عار ألصقت به رغماً عنه، تلك التي كانت ابتسامتها البريئة هي شريكة لحظات وداعه لعالم الأحياء، بصعوبة شديدة وضع الورقة أخيراً على المنضدة بجوار فراشه بينما يستسلم لسكرات الموت، لتفيض روحه الى بارئها وعقله يستعيد جملته الوحيدة التي إستطاع عقله المنهك تجميعها وقد تخلت عنه المفردات

- " سامحيني يا صغيرة "

معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن