النوم تلك الليلة على ما يبدو قد تحالف مع قلبه ضده، وكأن ساحرته قد لوحت بعصاها نحو ستاره فألبسته حلية جديدة زادته بهاءً وتألقاً أطار النوم من عينيه، عيناها اللاتي تضويان كسماء يوم صيفي دافئ، كلماتها تنساب بعذوبة معزوفة حالمية تسلب الألباب، ضحكاتها التي تخصه بها للمرة الأولى، تروي أراضيه القاحلة بغيث من نعيم، يغمر شقوقها الجافة فلا تملك أمام إكتساحها الا أن تلين، يستدعي تلك اللحظة الفريدة التي تجلى فيها حرجها معلناً عن نفسه باشتعال وجنتيها الشهي وهي تطلب منه أن يسمح لها بدعوة صديقتيها للحفل، كيف له ان يرفض طلبها الأول الحقيقي وهي تصرح به بتلك الطفولية التي ذكرته بأول خفقة أعلن به ذلك المستكين في يسار صدره عن مالكته، حرك رأسه باسماً يميناً فيساراً وهو يتذكر رد فعل والدته على طلبه، تلك الحنون التي يسع قلبها الجميع والتي رحبت بحفاوة بالفكرة وهي تخبره بأنه قد وضع قدميه أخيراً على بداية طريقه اليها، وها هو ممدد على فراشه، يستدعي النوم بإلحاح دون جدوى، كطفل صغير ينتظر بنفاذ صبر بزوغ فجر ليلة العيد، يحصي الدقائق وتهزمه دقات الساعات، زفر بخفوت وهو يعتدل جالساً، ربما كوب من اللبن الدافئ سيساعده على الإسترخاء ومعاودة محاولة النوم من جديد،،،
أغلق باب غرفته بهدوء كي لا يوقظ أفراد عائلته وهو يتحرك بخطوات حذرة قاصداً المطبخ في الدور السفلي،،،
أنت تقرأ
معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية، سلسلة تخص قضايا المرأة وتطرحها في إطار درامي رومانسي كوميدي