يقولون ان المرأة تعشق بأذنيها في حين ان الرجل يعشق بعينيه، هل حقًا ذلك هو التعريف المختصر للعشق لدى نصفي البشرية ؟ أم انه فقط قد عمم بسبب المبدأ العجيب المنتشر في العالم العربي خاصة ( السيئة تعم والحسنة تخص ) ربما ليس الأمر بذلك السوء فعلى أية حال العشق شعور والسمع والبصر حواس، ولكن هل عشق يبدأ بتلك الطريقة قادر على مواجهة عثرات الحياة ؟، ربما العشق يبدأ بإعجاب والإعجاب لا يقود بالضرورة للحب، فالغالبية العظمى تتحدث وكذلك ترى، و إمرأة سمعت من رجل ستسمع بالتأكيد من الآخر، ورجل رأى إمرأة أعجبته سيرى بالطبع غيرها وغيرها، ربما ذلك التفسير كان لرجل أراد أن يبرر لنفسه الخيانة، وربما كان لأنثى تماثله ... لقد أحبت شهامته وشعورها بالأمان والحماية للمرة الأولى بين يديه، هل يعني ذلك انها تتوهم مشاعرها نحوه !
لا أحد يعلم خاصة هي، أو ربما هي فقط وكعادتها شاذة عن القطيع، فهي لم تنجذب لمعسول كلماته، أو قصائد الغزل التي يلقيها على مسامعها كلما التقاها، ولكنه استفزها، استفز أنوثتها الدفينة برعونة وهو يشبهها بالرجال، ربما هي تعلم ان الجميع يراها تمامًا كما ظنت ان تلك ارادتها، ولكن لم يواجهها أحدهم بحقيقة ما تفعل غيره، لم يزلزل الأرض من تحتها سواه، لماذا باتت تمقت ذلك الشعور بل وتعتبره إهانة لكبريائها الأنثوي، منذ متى وهي تهتم، ألم تكن تلك ارادتها بعد أن رأت بأم عينيها ما يفعله الحب بالنساء ؟ ألم ترى ان الذكور فقط هم الجناة والضحايا في ذات الوقت، جناة من وجهة نظر الضحية، وضحايا من وجهة نظر المجتمع الذي تسيده، مجتمع يرى الأنثى هي الملامة على خطأ الرجل، لو بحث عن أخرى فهي المقصرة، لو لم يهتم بها وبأبنائها فتلك ليست وظيفته، يكفيه ما يعانيه يوميًا في سعيه للرزق، لا احد ينكر ان ما يفعله ليس بهين ولكن لماذا يهمش دور المرأة، لماذا وهي تعتبر أساس البيت لا الرجل، الرجل ينفق نعم ولكن مسؤولية المنزل والأبناء تقع كاملة على عاتق المرأة، عمله ينتهي في وقت ما ليعود لمنزله مناشدًا الراحة ولكن المرأة ومنذ ان تترك منزل أبويها لتحل ضيفة ثقيلة على رجل يراها مجرد غرض لا حاجة له به لا تتوقف عن العمل، لا أجازات رسمية ولا سبيل للتكاسل، وان فعلت وقد خذلها جسدها لا تجد من المجتمع سوى التنمر
أنت تقرأ
معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية، سلسلة تخص قضايا المرأة وتطرحها في إطار درامي رومانسي كوميدي