اقتباس من الفصل القادم

6.1K 139 46
                                    

منذ الساعات الأولى للصباح و ڤيلا الأسيوطي تسير على قدم وساق، العديد والعديد من الوافدين لحضور عقد قران حيدر، حتى أن الحاج بلال ورغم حالته الصحية إلا انه قد أصر على الحضور كذلك ليشهد على عقد القران بنفسه، الأغاني التقليدية الخاصة بتلك المناسبات تنطلق من السماعات الضخمة التي إقتناها بلال من مصروفه الخاص بل واتخذ كذلك دور منسق الموسيقى، الرجال مجتمعين في الحديقة بينما النساء والفتايات مجتمعات في بهو الڤيلا يصفقن بحماس لليلى التي لم تتوقف عن الرقص والغناء كما سحب صديقاتها تباعًا لمشاركتها فرحتها بأكبر أبنائها .... توقفت ليلى عن الرقص وهي تشارك النساء في إطلاق الزغاريد عندما ارتقي حيدر السلم الداخلي نزولًا ليفاجأ بقبضة بلال على معصمه وهو يميل على أذنه قائلًا بنبرة لم تخفي تسليته ،،،،،

- " ارقص حبة مع أمك واقنعها تريح شوية احسن هتسخسخ مننا قبل ما نروح بيت العروسة "

ثم ابتعد قليلًا وهو يربت على كتف أخيه مستطردًا ،،،،

- " الف مبروك يابو السباع والله الواحد حاسس انه عدى المانش ولا اتبلش، يااااه كفارة يا جدع "

ضحك حيدر بانطلاق وهو يكور قبضته في وجه بلال ثم ما لبث أن سحبه بيده الحرة في عناق أخوي علت على إثره أصوات الصافرات الحماسية من كل من ليلى وصفاء و رحمة، همس بكلمات مقتضبة في أذن بلال أومأ على إثرها بلال ثم تحرك مبتعدًا بحماس، التفت حيدر ليتلقى التهاني من قريباته وصديقات والدته، تربيتة حانية على ظهره عرف صاحبتها على الفور وهو يلتفت ليواجه ليلى التي ترمقه بفخر أمومي وأعين ملتمعة بعبرات أبت أن تبارح مقلتيها، ابتسم في وجهها بعشق خالص لامرأة ربما لم تكن والدته البيولوچية التي أتت به للعالم ولكنها وبكل تأكيد عضده ومتكؤه الذي لطالما بثه الدعم الذي يحتاج، ربما في بداية زواجها من والده كان يستشعر حاجته لوالدته، طفل يتيم يرى منها محاولات ظنها في السابق لاحتلال مكانة والدته في قلبه كما قلب أبيه ولكنه الآن يدرك جيدًا مقصدها، لم تكن تسعى لاستبدالها بأخرى ولكنها كانت بالفعل تعتبره أول أبنائها، ودموعها الآن خير دليل، نظرات الجميع المتأثرة بذلك المشهد خير دليل، احتواها بين ذراعيه فدفنت رأسها في صدره وهي تشدد من إحتضانها له، تستنشق رائحته الحبيبة بنهم أم تخشى أن تسلب مكانتها التي اكتسبتها بمضي السنون، شهقة بكاء ندت عنها جعلته يبعدها قليلًا برفق ليتأمل ملامحها التي تحاول إخفائها عن عينيه دون جدوى، مد أنامله ليلامس ذقنها رافعًا وجهها لتواجهه وهو يقول بحنان ،،،،،

معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن