بعد مرور ثلاثة عشر عاماً
خرجت من باب منزلها بالحي الراقي الذي تقطنه بخطوات شبه راكضة، ترتدي ملابسها التي خصصتها لذلك الجزء من روتين يومها، بدلتها الرياضية، حذائها الرياضي الأنيق أبيض اللون، تضع سماعات أذنها التي تنبعث منها معزوفتها الحماسية المفضلة لبيتهوڤن، تحتضن بين أنامل يدها اليمنى زجاجة صغيرة من المياه المعدنية، نسمات الهواء العليل تداعب خصلات شعرها القصيرة والتي تبدو رجولية أكثر منها أنثوية، بدأت في زيادة سرعتها تزامناً مع ارتفاع صوت الموسيقى التي تزداد حماسة، تركض وتركض بلا رغبة في التوقف، شعور بالحرية، القوة والإنطلاق ... تتجاهل النظرات الفضولية من حولها، لقد إعتادت تلك النظرات على أية حال، نظرات متسائلة عن طبيعة جنسها ..... ربما، ابتسامة جانبية شرسة شقت ملامحها الرقيقة التي لا تتناسب وتصرفاتها الذكورية، هذا بالظبط ما تريده، لا أن توصف كقريناتها بالفتنة والضعف الأنثوي المقيت الذي تكرهه، توقفت أخيراً وهي تستند بكلا كفيها على ركبتيها في محاولة منها لتنظيم أنفاسها المبعثرة ... تلفتت حولها بعد أن هدأ لهاثها بعض الشئ وهي تنتصب واقفة ثم فتحت زجاجة المياه التي لازالت ممسكة بها، أمالت رأسها للخلف لتنساب المياه لداخل جوفها، أعادت غلق الزجاجة وهي تمسح فمها الرطب بظاهر كفها ثم نظرت في ساعة معصمها، زفرة خافتة تبعتها بالتفافها لتتخذ طريق منزلها من جديد، لقد اقتربت الساعة من السابعة ولا تريد التأخر على يومها الأول من عامها النهائي في الجامعة، سنوات من الجد والتعب ها قد أوشكت على الانتهاء ليكلل تعبها أخيراً بطوق النجاح، قد تكون يتيمة الأب، فاقدة للسند والأمان ولكنها وبكل تأكيد ليست بحاجة لرجل يمنحها ما تستطيع توفيره لنفسها، لقد اعتادت ان تكون رجل المنزل، سند والدتها بعد فعلة أبيها الراحل وهي لن تتنصل مثله عن مسؤولياتها،،،
أنت تقرأ
معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية، سلسلة تخص قضايا المرأة وتطرحها في إطار درامي رومانسي كوميدي