الفصل السابع

11K 349 79
                                    

من منا غاب الحزن عن عالمه، من منا بلا هموم، من منا لا يحارب وحيدًا في معركته الخاصة، ومن منا لم يكن الحزن يومًا زائرًا ثقيلًا على ظلام غرفته ... هناك أرواحاً تتخذ الصمت سلاحًا، والابتسام ستاراً تواري خلفه حكاية ترى في البوح بها لحظة انكسارها تعاد من جديد .... لا تدع الابتسامة الزائفة تخدعك وأمعن النظر في ما توارى خلفها، فعندها .. وعندها فقط ستكشف الستار عن العديد من الحقائق الغائبة
خلف القناع الباسم !

صوت همهمات خافتة كانت أول ما التقطته اذنيها عندما بدأت تستفيق أخيرًا من اغماءتها، فرقت بصعوبة بين جفنيها المتثاقلين وهي تشعر وكأن شاحنة قد مرت فوق جسدها، رمشت بأهدابها عدة مرات وهي تطالع سقف الغرفة من فوقها، رائحة محببة داعبت أنفها ولكنها لا تعلم مصدرها ... دارت بعينيها في الغرفة حولها والخالية الا منها، لتتسعا  بهلع وهي تعتدل دفعة واحدة عندما تعرفت على غرفة المكتب التي كانت بها قبل أن ... تأوهت بصوت مرتفع من ألم رأسها المباغت لينفتح باب المكتب المغلق فجأة وتندفع منه جوري بعينان متورمتان من البكاء على ما يبدو، ولكنها توقفت على بعد خطوات منها مطرقة الرأس،

كطفلة مذنبة تخشى رد فعل أبويها على خطئها، في موقف آخر كانت لتبتسم من منظرها الطفولي، ولكنها غاضبة، غاضبة كالجحيم، ليس فقط من تصرف جوري الذي أعاد لها ذكريات حاولت تناسيها لسنوات، طعنة الخذلان الموجعة وألمها المضاعف وقد باغتك بها أحب الناس لقلبك، ولكن كذلك من الموقف المخزي الذي تعرضت له أمام ذلك المدعو مازن، أشاحت بوجهها ولكن ليس قبل ان تلتقط عيناها السترة الطويلة التي تغطي جسدها والتي للأسف تعرف صاحبها جيدًا، كادت أن تنفضها عن جسدها بعنف ولكن صوت طرقات منتظمة على باب الغرفة جعلتها تعدل من جلستها وهي تأذن بصوت واهن للطارق بالدخول، اغتصبت ابتسامة مهذبة عندما دلف حمزة للغرفة وهو ينقل بصره بينها وبين جوري دامعة العينين، ثم التفت ليحادث أحدهم بكلمات مقتضبة لم تفهمها تبعها بإغلاقه لباب الغرفة وهو يلتفت مجددا ليواجهها وهو يقول بابتسامة وقور،،،،

معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن