الفصل الثامن

8.1K 328 50
                                    

( من قال ان الأم تحصل على راحتها بمجرد أن يكبر أبنائها، من قال أن المسؤولية التي حملتها برضا على عاتقها تقل وطأتها بمضي السنون، نتاج رحمها أم لا، شعور الأمومة لا يعرف ضوابط ولا يعترف بفكرة الحدود، فالأمومة فطرة لدى الإناث والمسؤولية المقترنة بها راية معلقة بعنقها حتى آخر أيامها، بغض النظر عن بعض الحالات الشاذة على ناموس الكون، ستبقى الأنثى أم ولو لم يحمل رحمها طفلًا هو لها، يرى البعض عاطفتها كنوع من الضعف، بينما تراها هي كل القوة، فبدون الأم ما كان البشر وبدون عاطفتها تلك ما وجدت الرحمة التي تنثرها بسخاء على كل من حولها، المثير للسخرية أن بعض أشباه الرجال يستهزؤون بعاطفة الرجال ويرونها تشبهًا بالنساء بينما هي في الواقع نتاج تربية ملكة زرعت الإنسانية في قلب أميرها الصغير، لقد ميزنا الله بالعقل ولكن للأسف يصر البعض على تجاهله، ليضحى مجرد عضو تالف باستمراره يفسد باقي أعضاء الجسد، فقط عندما يمتزج الإنسان بإنسانيته كواحد يستحق أن يدعى بالبشري، فبدون الإنسانية سيستحيل العالم لغابة، غابة لا تحوي سوى الضواري، و في قانون الضواري لا مكان للمشاعر، وعندما تتحكم الغريزة في صاحبها يفقد انسانيته كما آدميته وحينها يستحق أن يكون مجرد إسقاطًا من إسقاطات الكون )

معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن