بعد أن أنهت ساعة الركض الصباحية دلفت للمنزل بجسد مرهق، قطرات العرق تنساب على طول عمودها الفقري، خصلاتها الأمامية القصيرة مبعثرة على جبهتها بشكل فوضوي بينما وجهها الشاحب على الدوام شديد الإحمرار، ألقت سلسلة المفاتيح خاصتها على السطح الرخامي للمرآة المجاورة لباب الشقة الفخمة للتي تسكنها ووالدتها ثم فتحت سحاب سترة بدلتها الرياضية وهي تتحرك بخطوات واسعة نحو غرفتها،علّها تحظى بحمام سريع ينعش بدنها قبل أن تبدأ دوامها في الجامعة، التفتت بابتسامة هادئة لم تصل لعينيها عندما سمعت صوت والدتها من خلفها،،،
- " أنا مش فاهمة موضوع جري كل يوم ده، ولولا بس شوية الدم الي بينوروا وشك مكنتش وافقتك ابداً، انتي مش خايفة حد يتعرضلك بدري كدة والطريق فاضي حوليكي ؟ "
ارتفع جانب ثغرها بابتسامة متهكمة وهي تطالع والدتها التي تختلف عنها كلياً، ملامح ناعمة لم ينل العمر منها، بدلة أنثوية رقيقة تبرز أنوثتها بمهارة فنان رغم إحتشامها، بينما يختفي شعرها الحريري الذي يصل حتى خصرها حجاب أنيق يطابق لون بلوزتها الحريرية التي تظهر من شق سترة بدلتها، انثى كما للكلمة من معنى، أنثى رغم وصولها للخامسة والأربعين الا انها تبدو وكأنها أختها الكبرى لا والدتها، والدتها والتي رغم اعتراضها في السابق على رغبتها في العمل الذي لا تحتاجه من الأساس، الا انها تعلم الآن انه الوسيلة الوحيدة لتشعر بأنها لم تفقد كيانها بعد ،،،،،
أنت تقرأ
معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )
Romansالجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية، سلسلة تخص قضايا المرأة وتطرحها في إطار درامي رومانسي كوميدي