(لازلتِ في فن المحبة طفلة بيني وبينكِ أبحر وجبال، لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال)
ابتسمت بشرود للكلمات التي انسابت عبر سماعات أذنها وعقلها يعود صاغرًا لذلك الذي لم تعد تعلم بماذا تصفه، تباعده القديم، حيرتها في الماضي القريب، الرسائل المتضاربة التي كانت ترسلها تصرفاته، كل ذلك لم يعد له مكان في عقلها الآن؛ فها هو حيدر الذي طالما كان لغزًا محيرًا أتعب عقلها؛ يثبت لها بمرور الأيام أن أحلام المراهقة التي ظنت أنها قد وأدتها في مهدها لكونها لا تعدو عن ان تكون مجرد أحلام ساذجة، من الممكن أن تستحيل لواقع يفوق أحلامها وردية، أن صلد المشاعر لاذع الكلمات من الممكن أن يضحى عاشق حار العواطف، يهدهدها كأول أبنائه، يحترمها كصديقة مقربة، يدللها كحبيبة كانت ولازالت تمثل له كل النساء، كيف بحق الله استطاع أن يخفي كل تلك المشاعر التي يكنها لها بتلك المهارة!
لقد أصبحت مدمنة على سماع قصتهما من منظوره الخاص، تهويدة مسائية تنهي بها يومها فقط ليتسلل لعقلها الغير واع مشاركًا لها كذلك في عالم الأحلام، الوقت الوحيد الذي ينفصلا فيه هو ذلك الذي يقضيه بين شركة والده وشركة أبيها، ولن تكذب الآن لو قالت أنه يمثل لها أصعب وأطول الأوقات، ولكن اليوم مختلف كليًا، اليوم هو يوم زفاف صديقتيها المشترك وها هي تجلس الآن برفقتهما في الغرفة الخاصة بالعرائس بينما زوجها يشارك زوجيهما في الغرفة الأخرى، منفصلان بالجسد متلاصقان بالمشاعر، وكأن حقدها السابق عليه لم يكن، وكأن عشق صباها قد اكتمل ليكلل برباط مقدس أدركت مؤخرًا كم كان كلاهما ينتظره بنفاذ صبر... أفاقت من شرودها عندما لوحت دلال بيدها أمام المرآة، عقدت بين حاجبيها وهي تنزع إحدى سماعات أذنها ليصلها مقصد صديقتها التي كانت حبيسة مقعدها تحت الأنامل الإحترافية لمصففة الشعر وصوت طرقات منتظمة على باب الغرفة يخترق مسامعها، خلعت السماعة الأخرى وهي تترجل عن الفراش متوجهة نحو باب الغرفة، وبمجرد أن فتحته أطل وجه خالد الباسم من خلفه وهو يقول بينما يحاول إستراق النظر نحو الداخل ،،،،
أنت تقرأ
معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية، سلسلة تخص قضايا المرأة وتطرحها في إطار درامي رومانسي كوميدي