احتضنت ركبتيها وهي تلتصق بالحائط خلفها بعدما استطاعت بشق الأنفس ان تجد لها مكاناً وسط ذلك المكان المقرف والمزدحم عن آخره بنوعيات من النساء تراها للمرة الأولى، لم تكن لتتخيل في أسوأ كوابيسها ان حقد عمها وابنه عليها ووالدتها قد يدفعهما لفعلة كتلك، لقد وضع لها ذلك الحقير المخدرات في سيارتها ولكن السؤال الذي كان يتلاعب برأسها دون إجابة شافية هو متى أبلغ عنها الشرطة وكيف، هي واثقة بانه لم يستخدم هاتفه،
لقد أحضرها الضابط للمخفر ثم أمر العسكري المرافق له بوضعها في الحجز، هكذا دون حتى أن يسألها سؤال واحد، دون تحقيق، ما الذي يحدث بحق الجحيم، لا تعلم لكم من الساعات ظلت تبكي على حالها في ركن قصي بالزنزانة، ولو كانت في السابق تخشى الرجال وتمقتهم فماذا تقول الآن بعد تلك الساعات وسط مجموعة من المتنمرات، نسوة كل منهن تحاول إظهار سيطرتها على الجميع، صراع للبقاء على ما يبدو ورغماً عنها وضعها قدرها في منتصفه، انكمشت على نفسها عندما علا صوت النساء بشجار جديد أسوأ من سابقه وهي تحاول تجنب بطشهن، وعندها سمعت صوت فتح باب الحجز الحديدي فجأة ولكنها تلك المرة لم تكلف نفسها عناء القاء نظرة على القادم، فبالطبع كما حدث في المرة السابقة سيكون أحد العساكر وقد أتى لحل الشجار وتوبيخ النسوة مستخدماً ألفاظاً نابية ستسمعها للمرة الثانية في يوم واحد، أجفلت عندما سمعت إسمها وهي تلتفت بسرعة نحو الصوت المألوف لأذنيها، في وقت آخر كانت لتتجاهله او ترمقه بنظرة مستهينة، ولكنها شعرت الآن وكأنه طوق نجاتها الذي ستتشبث به دون لحظة تردد حتى تصل لبر الأمان، لم تعي لنفسها وهي تبتسم بسعادة من بين دموعها التي أغرقت وجنتيها، عنقها ومقدمة قميصها الرجولي، تحاول باستماتة شق طريقها بين السجينات اللاتي كن ينظرن نحوها بفضول لم تعره انتباهاً، فهدفها واحد وهو ذلك الذي كان يرمقها الآن بنظرة لم تفهمها، هل هي نظرة لائمة، غاضبة، متعاطفة، أم انها ربما نظرة فيها من القلق ما لا يستطيع عقلها الصغير استيعابه، عندما اقتربت منه تأملها للحظات ثم أمسك ذراعها برفق ليبعدها عن مدخل الغرفة، مفسحاً المجال للعسكري المناوب كي ينفذ أمره السريع له بإغلاق باب الزنزانة من خلفه وقد أصبحت السجينات وكأن الطيور قد حطت على رؤوسهن، فمنذ متى وأحد الضباط يأتي بنفسه لاصطحاب إحدى السجينات على أية حال ،،،،،
....
عندما اندفع غاضباً لخارج المبنى بعد ان احتفظ بنسخة من تسجيل الكاميرات على هاتفه وعقله لا يستوعب ما يحدث، ثم من ذلك الذي كان يجاورها في السيارة لدقائق قليلة والذي على ما يبدو قد وضع لها الحرز الذي وجده العسكري هل هو حبيبها، صديقها أو ربما ....، عندما وصل أخيراً للقسم اندفع نحو غرفة زميله الذي يعلوه رتبة و الذي للغرابة شارك بنفسه في عملية القبض عليها، هو متأكد بأنه لم تأتي إشارة للقسم او أمر من النيابة يحوي اسمها، كما ان طريقة القبض عليها كانت مريبة حتى له، رغم حداثته في مجال عمله الا ان ما حدث أمام عينيه لا يقنع غر صغير لم يدرس القانون من الأساس، سأل أحد العساكر عنه عندما لم يجده في مكتبه ولكنه أخبره انه قد غادر منذ دقائق، لعن في سره وهو يخلل أنامله في شعيراته القصيرة بانفعال، لن يستطيع التعدي على عمل صديقه وإخراجها اليوم ولكن ذلك لن يمنعه ان يخرجها من محبسها لتبيت ليلتها على الأقل في غرفته، اعتدل في وقفته وهو يبعث برسالة مطمئنة قصيرة لجوري انهاها بسؤاله عن اسم صديقتها بالكامل ثم توجهه بخطوات واسعة نحو محبس النساء،،،
أنت تقرأ
معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )
Romanceالجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية، سلسلة تخص قضايا المرأة وتطرحها في إطار درامي رومانسي كوميدي