معزوفة كبرياء ( الجزء الخامس من سلسلة ألحان حوائية )

الفصل الحادي عشر

انقضت الأيام القليلة التي تفصلهم عن عقد القران ما بين شد وجذب، وبينما تجنبت جود تمامًا مكالمات خالد وكذلك رسائله وتوطد العلاقة بين كل من جوري وحيدر على ما يبدو كانت هي تتلقى التحذيرات من مازن بين الفينة والأخرى بشأن فستانها القصير الذي أزعجه وأصرت هي على اقتناؤه، لا تعلم أي شيطان تلبسها لتقتني فستانًا بذلك القصر، حتى ان جدتها ريفية الأصل اعترضت كذلك عليه، و رغم علمها بعقل حفيدتها الصلد إلا انها ظلت على اعتراضها حتى استسلمت أخيرًا على مضض عندما علمت بأنها سترتديه فقط في منزل جوري وستعود للمنزل بعد انتهاء الحفل بملابسها العادية وكذلك برفقة جود، ربما السبب كلماته التي لازالت تتردد في عقلها للآن
( والا هوريكي بالظبط رد فعل اي راجل هيشوفك بالي مش لابساه ده )
ترى هل هو العناد، أم التحدي الذي قبلته على الفور، أم فقط الفضول الذي بعثت به كلماته لعقلها، هي لا تعلم ولكنها بالتأكيد ستكتشف بنفسها اليوم فحوى كلماته تلك، نفضت عن رأسها تلك الأفكار وهي تعود بنظراتها لجوري الجالسة على المقعد أمام مرآة غرفتها بينما تقوم خبيرة التجميل بعمل بعض أقنعة النضارة لوجهها الذي ليس بحاجتها من الأساس ولكنها العادة على ما يبدو، ابتسمت لانعكاس صديقتها في المرآة بحنان ثم التفتت لتطالع جود التي تقف الآن في شرفة الغرفة عاقدة ذراعيها أمام صدرها، لا تعلم ما الذي يشغل عقلها الآن، فمنذ ان أتت في الصباح لاصطحابها لمنزل جوري وهي على حالة الشرود تلك .... وقفت عن فراش جوري وهي تمنحها ابتسامة سريعة ثم تحركت بخطوات واسعة نحو الشرفة وعيناها معلقتان بتلك التي انفصلت عن العالم من جديد