في منزل أوس بمنطقة المعـــادي ،،،،
تسمــــرت تقى في مكانها عقب عبارته الأخيرة ، ولم تنطق ببنس كلمة ، وظلت فقط محدقة به بنظرات خالية من الحياة ..
فكلماته كانت كالخناجر المسمومة التي تذبحها بلا رحمة ..
فهو يتفنن في كسرها بشتى الطرق ، ولم يتوانْ للحظة عن إخضاعها .. فقط لأنها تحدته ، و وقفت إلى جوار والدتها ، ورفضت أن يطغى عليها ظلماً ، فتحملت هي النتائج بمفردها ...تحرك أوس صــــوب باب منزله ذي اللون البني الداكن ، ثم إستدار بجسده ليرمقها بنظرات شامتة وأخيرة قبل أن يمسك بمقبض الباب ويديره لينفتح ..
لـــوى فمه في سخط ، ثم تحدث بصوت آجش وجاف بـ :
-هاسيبك تعيشي اللحظة في مملكتي المتواضعةثم لــوح بذراعه الأيمن في الهواء ، وضحك بطريقة ساخرة ومصطنعة .. وولج للخـــارج وصفق الباب من خلفه بقوة ..
إنتفضت تقى فزعة ، وضمت قبضتي يدها إلى صدرها في خوف بعد أن فغرت شفتيها من الصدمة ..
أغمضت عينيها لثوانٍ لتستوعب ما حدث ، ولكنها سريعاً ما أعادت فتحهما حيث سمعت هي صوت المفتاح وهو يُدار من الخـــارج ليوصد الباب عليها ، فتصبح بحق ( سجينته ) ...ركض تقى في إتجــــاه الباب ، ثم أمسكت بالمقبض ، وحاولت فتحه ، ولكن للأسف كان موصوداً عليها ..
شهقت في فزع ، وهزت الباب بعنف لعلها تنجح في فتحه رغم تيقنها من أن محاولتها يائسة ..
إلتفتت بجسدها ، وأسندت ظهرها على ذلك الباب الخشبي ، ثم أجهشت بالبكاء المصحوب بالصراخ والعويل ، وظلت تهز رأسها بصورة منفعلة ..
أغرقت الدموع وجنتيها ، وتسربت إلى فمها ، فتذوقت مرارتهم ، وإنتحبت أكثر ..
لم تعد تتحمل هي الوقوف على قدميها ، فإنهارت على الأرضية الرخامية ، وضمت ركبتيها إلى صدرها ، ودفنت وجهها بين راحتي يدها .. وتعالى صوت بكاؤها المرير ..
ثم حدثت نفسها بصوت مختنق ومسموع بـ :
-ليه كل ده بيحصلي ؟ اشمعنى أنا ؟!! لييييه !!!أبعدت راحتيها عن وجهها ، ثم بدأت تطرق برأسها على الباب وهي تنتحب ..
ووضعت يديها على شعرها ، وغرست أصابعها في خصلاته المتبعثرة والمتلبدة ، وحركت رأسها بطريقة عشوائية بعد أن توقفت عن طرق الباب بها ..
إنتفخ أنفها وإزداد إحمرار وتورم عينيها .. ووجدت صعوبة في التنفس بسهولة ، وجاهدت لتلتقط أنفاسها ، ثم أغمضت عينيها ، وبدى وجهها أكثر شحوباً عما مضى ..
تراخت عضلات ذراعيها أولاً ، ثم لحق بها باقي جسدها ، وإنفرج ثغرها .. ومــالت بجسدها للجانب الأيسر .. وفقدت وعيها وهي قابعة في مكانها ..
..................................................بداخل سيارة أوس ،،،،،
ركب أوس سيارته بعد أن رمق حارس البناية بنظراته النارية المعتادة ، ثم أمسك بالمرآة الأمامية ، وعَدل من وضعيتها ، ونظر إلى نفسه بتفاخر فيها .. ثم رأى شبح الإبتسامة التي تطفو على ثغره ، فشعر بنشوة الإنتصـــار .. ورغبة جامحة في الصعود إليها ورؤيتها ذليلة عاجزة عن فعل أي شيء ..
وضع يده على رأسه ليمرره على شعره الكث ، ثم حدث نفسه بثقة بـ :
-ماتخلقش لسه اللي يقف قصادك يا أوس !
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...