في منزل أوس بمنطقة المعــــادي ،،،
أســـــرع أوس وهو يحمل تقى بين ذراعيه في إتجــــاه باب المنزل ، وبلمسة خاطفة فتح المقبض ، وإنطلق إلى الخـــارج دون أن يهتم بغلق الباب ..ركض ناحية المصعد ، وضرب بقبضته بعنف عى زر إستدعائه ، وهو يصرخ بعنف :
-البهايم اللي في الأسانسير ، انزلواثم دق بعنف على الباب المعدني ..
وبعد لحظة انفتح الباب لتخرج منه سيدة ذات ملامح وجه متصلب ، وترتدي ثياباً باهظة ، فهتفت فيه بضيق :
-في ايه ؟ ايه الغـــارة اللي انت عاملها دي ؟وأمعنت النظر في تلك الفتاة التي يحملها – وهي في حـــالة إعياء شديد – وتابعت بسخط :
-في إيه اللي بيحصل هنا ؟حدجها بنظرات حــــادة وهو يصدح بصراخ آمــــر :
-بــــرافغرت شفتيها في ذهـــول ونظرت له بإندهاش ، وهي ترد قائلة :
-نعمضم تقى إلى صدره ، وبطرف يده دفع تلك السيدة إلى الجانب وهو ينهرها بصوت جهوري :
-اطلعي برا ، إنتي لسه هاترغي !لم تفقْ السيدة من حـــالة الصدمة التي إنتابتها ، فهي لم تتوقع أن يحدثها أحد بوقاحةٍ مثل ذلك الرجل العجيب ، فهي ذات منزلة وشــأن .. ومعروف عنها التكبر والتعالي..
وقفت أمامه تنظر إليه بأعين مشتعلة ، وصرت على أسنانها وهي تهتف محتجة :
-إنت عــــارف إنت بتكلم مين ؟حدجها بنظرات أكثر سخطاً وهو يضغط بقسوة على زر غلق المصعد قائلاً بفظاظة :
-ولا تفرقي معاياهتفت مهددة بصوت مرتفع وهي تلوح بيدها في الهواء :
-أنا هوريك يا بني آدم إنت ، ده أنا مدام سوزان مرات المستشار وحيد الدمرداشلــوى فمه في سخط ، وأجابها بوقاحة وإيجــــاز وباب المصعد ينغلق على كليهما :
-غوريهـــزت السيدة سوزان رأسها في عدم تصديق ، وإزدادت ثورتها غضباً ، وتحركت نحو الدرج وهي تصرخ بإنفعال :
-أنا يتقلي الألفاظ البيئة دي ، فين بواب البرج ده ، أنا هاعرفك مقامك ، إزاي الأشكال الزبـــالة دي تسكن هنا معانا ؟وقفت بجوار الدرابزون ، وصرخت بصوت عالي قائلة :
-إنتي يا بواب الزفت ، إطلعلي هنا حالاًأتاهـــا صوته من الأسفل وهو يرد عليها قائلاً :
-إيوه يا هانم ، طالع أهوو ..!!غمغمت بصوت متجهم قائلة :
-إن مخليتهم يطردوك من هنا يا حيوان ، مش كفاية شابه البرج والناس اللي فيه !...............................
نظر أوس إلى تقى بنظرات مذعورة وهو يرى بشرتها تزداد شحوباً ..
مال على رأسها وصرخ بعصبية قائلاً :
-ردي عليا ، أنا عارف إنك سمعاني ، ماتمثليشظل يهزها بين ذراعيها لعلها تفتح عينيها أو تهمس بكلمات .. ولكنها كانت كالـ " خرقة " لا حياة فيها ..
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...