توقفت سيـــارة الأجرة على مدخـــل الحـــارة الشعبية ، وترجل منها حارس الأمن الأسبق " أحمـــد " ، وأغلق الباب خلفه ، ثم إنحنى بجذعه قليلاً للأمــام ليعطي السائق أجرته من النافذة .. ودس الباقي في جيبه ، ثم جـــاب المكان بنظرات متفحصة ..
اقترب هو من أحــــد المقاهي الشعبية ، ولوح بيده في الهواء عالياً وهو يصيح بـ :
-سلامو عليكمخــرج له العامل الذي يلبي طلبات الزبائن مسرعاً من الداخل وهو يحمل صينية فارغة في يده ، وأجابه بـ :
-أؤمر يا افنديتنحنح أحمـــد بصوت خشن وهو يشير له لكي يأتي :
-كنت عاوز شويةاقترب منه العامل ، فوضع أحمـــد كفه على كتفه ، ودس مبلغ نقدي في جيبه الأمامي ، فنظر له العامل بإمتنان .. ثم مــال برأسه نحوه ، وهمس له بـ :
-أومــال بيت الست أم تقى فين ؟ضيق العامل عينيه في استغراب ، وسأله بحيرة بـ :
-أم تقى ! تقصد الست فردوس ؟!إرتخت عضلات وجه أحمد المشدودة ، وهتف مسرعاً بـ :
-أه هيأشــــار العامل بيده للأمـــام ، وأجابه بجديه بـ :
-احود يا باشا شمــال من المدخل اللي جاي ، هتلاقي البيت في وشك على أخــر الحارةربت أحمـــد على كتفه في امتنان جلي قائلاً :
-توشكر يا أخثم تحــــرك بخطوات أقرب إلى الركض صوب المكان الذي أرشده إليه ..
تابعهما منسي الذي كان ينفث دخــــان ( الشيشة ) بشراهة ، ثم أشــار بعينيه للعامل ، وسأله بصوت جــاف ومتحشرج بـ :
-إنت يا بني ، تعالى هناســـار العامل في إتجاهه ، ثم مــال بجذعه نحوه ، وأردف بهدوء :
-أؤمر يا سي منسينفث مجدداً دخــــان الشيشة وكأنه يخرج بركاناً من صدره ، ثم بصوت فظ تسائل بـ :
-عاوزك في إيه الجدع ده ؟لوح بيده وهو يجيبه بنبرة عادية بــ :
-هو كان بيسأل على بيت الست فردوس أم تقىإعتدل منسي في جلسته ، وحدجه بنظرات حادة وهو يهتف بحنق بـ :
-نعم !!إبتسم العامل إبتسامة عريضة – وكأنه حقق إنجازاً هاماً – وتابع بثقة بـ :
-أيوه ، وأنا دلته عليهإحتقنت عيناه أكثر ، وأردف متسائلاً بشراسة :
-طب ليه ؟هز كتفيه في عدم إهتمام وهو يرد عليه بفتور :
-مقاليشإغتاظ منسي من ردود العامل الغير مبالية ، فعنفه قائلاً :
-غور من قدامينظر له الأخير بإستغراب ، وسأله مستفهماً بـ :
-ليه كده بس يا سي منسي ده أنا آآآ....قاطعه منسي بصوت غليظ قائلاً وهو يحدجه بنظرات مهينة
-إنت هتلوك لوك معايا كتير ، غور من وشي ، جتك القرف !!
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...