في مشفى الجندي الخــــــاص ،،،،،
إتسعت مقلتي المدبرة عفــــاف في صدمة حقيقية حينما رأت أوس وهو يكافح للحفـــاظ على إتزانه ، ويسير بترنح في إتجاهها ..
هتفت بصوت متقطع :
-آآآ.. أوس باشا !
إنقبض قلبها بشدة ، وزاغت عينيها وهي تحاول فهم ما الذي حدث له .. فحالته الصحية والجسدية مقلقة للغاية ..
تركت حقيبة يدها على المقعد المعدني ، وســارت بخطوات أقرب للركض في إتجاهه ، ومدت يدها لتسنده وهي تقول بتوتر :
-هات إيدك يا باشادفع يدها الممدودة إليه ، ونهرها بشدة وهو يرمقها بنظرات حادة من طرف عينه :
-مش عاوز مساعدة من حــد !تراجعت خطوة للجانب ، فهي لا تريد إثارة المشاكل معه ، فحالته غير مبشرة على الإطلاق .. وربما إذا أثارته يهتاج عليها ، ولن تعرف كيف توقف ثروة غضبه التي تعلمها علم اليقين ..
بدون أي تردد أجابته قائلة :
-اللي .. اللي تشوفه حضرتكإنزلقت قدم أوس العارية وهو يحـــاول الوصــول للجانب الأخــــر من الرواق ، فسقط على وجهه ..
فشهقت عفاف برعب ، وصرخت قائلة :
-أوس باشانظر لها بشراسة ، ورفع يده في وجهها قائلاً بإصرار :
-متقربيش مني ، أنا رايح لتقى !ثم صـــرخ عالياً وهو يتلفت حوله :
-هي فين ؟ فييييين ؟كانت تلك هي المرة الأولـــى لعفاف التي ترى فيها رب عملها على تلك الحالة الواهنة ، هي إعتادته قوياً عنيفاً ، لا يعبأ بشيء .. الكل يخشاه ، يهابه ، واليوم هو لا حول له ولا قوة .. يبدو كالبشر الطبيعين حينما يصيبهم المرض ..
صــــرخ أوس مجدداً بصوت أكثر حدة قائلاً :
-فين تقى ؟ فيييييين مراتي ؟أفاقت عفاف من شرودها على صوته الهادر ، وإبتلعت ريقها ، ثم أشــــارت بإصبعها نحو غرفتها ، وأجابته بخوف:
-هــ... هناك !زحف هو على ركبتيه إلى أن وصــل للحائط الأخـــر ، ثم أسند نفسه حتى وقف على قدميه .. وســـار في إتجاه غرفتها ..
....................................
في المصعد ،،،،،
نظر كبير الأطباء بنظرات قوية لهؤلاء الثلاثة ذوي المظهر الشعبي ، وأردف قائلاً بصرامة :
-أنا مش عـــاوز فضايح هنا ، دي مستشفى محترمة ، وليها سمعتهاأجابه منسي ببرود وهو يرمقه بنظراته الساخطة :
-ماشي يا ضاكتور ، واحنا جايين لتقى وبستسائل أحمد بإهتمام بالغ وهو مسلط نظراته على كبير الأطباء قائلاً :
-هي كويسة صح ؟مسحت فردوس عبراتها بطرف كم عباءتها ، وقالت بصوتها المختنق :
-أنا مش عاوزة إلا بنتي وبس ، خليني أخدها في حضني !حذرهم كبير الأطباء قائلاً :
-مش عاوز قلق ولا مشاكل !هز منسي رأسه موافقاً وهو يرد عليه بنبرة ممتعضة :
-ماشي يا ضاكتور ، ودينا بس عندها
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...