في منزل تقى عوض الله ،،،
صاحت فردوس بقوة وهي تنظر بغل إلى تلك المتكبرة التي اقتحمت منزلها وترمقها بنظراتها المهينة سائلة إياها بـ :
-إنتي مين ؟ثم إلتفت برأسها ناحية ممدوح ، وتابعت بقوة :
-وبتتهجموا عليا في بيتي ليه ؟.............................
أفاقت تقى من حالة الحزن الرهيبة المسيطرة عليها على صوت والدتها الصـــــادح خـــارج غرفتها ، ورفعت رأسها عن الوســـادة ، وسلطت أنظـــارها على باب الغرفة ..
إستمعت هي إلى صوت همهمات عالية وصراخ هــادر فإنقبض قلبها بشدة ، ووضعت يدها على صدرها ، وحبست أنفاسها ..
إزداد الصراخ بالخــارج ، فإبتلعت ريقها في خوف .
وبخطوات حذرة نهضت عن الفراش بعد أن أزاحت الملاءة ، ثم ســارت على أطراف أصابعها لتقترب أكثر وتفهم ما يدور .. أسندت تقى ظهرها على الباب ، ومـــالت برأسها عليه لتصغي بإنتباه لما يقال في الخـــارج ...
.............................أشـــار ممدوح بيده لفردوس ، وأجاب عليها قائلاً ببرود مستفز :
-ماتتكلميش معاها وكلميني أنارمقته فردوس بنظرات ساخطة ، وأكملت سؤالها بصوتٍ شبه محتد بـ :
-عاوز ايه يا حضرت ؟رد عليها بهدوء حذر دون أن تطرف عينيه الحادتين:
-أنا قولتلك عاوز تهاني !تتفرس فردوس في تفاصيل وجهه ، فهي أول مرة ترى شخصاً كذلك الرجل المهيب – عدا أوس الجندي – يأتي للسؤال عن أختها التي كانت مصدر تعب وإرهــاق لها منذ سنوات .. لذا سألته بجمود :
-وعاوزها ليه ؟ وصفتك ايه عشان تتكلم كده ؟عض على شفته السفلى وهو يجيبها بحــذر :
-أنا .. أنا من معارفهارفعت حاجبها للأعلى في إستنكار ، ولوت فمها في تهكم قائلة :
-يا سلام !هز رأسه بخفة قائلا ً :
-أهــا ..استشاطت ناريمان من الهدوء العجيب المسيطر على ممدوح ، وتماديه في الحوار مع تلك المرأة الحقيرة – من وجهة نظرها – ومسايرتها إياها ، لذا هتفت بنزق وهي ترمقها بنظرات إستعلاء :
-بصي يا بتاعة انتي ، اختك المجنونة دي كانت بتتعالج عند دار مسنين تبعي ، وعملت شوشرة وقلق ، وأنا آآ....إلتفت ممدوح برأسه فجـــأة للخلف ، وحدجها بنظرات شرسة وهو يهتف بها بصرامة :
-ناريمان بلاش الطريقة دي ، أنا بأتفاهم مع الحاجة !ثم أخــذ نفساً عميقاً وزفره على مهل ، ثم أردف بحذر :
-شوفي يا حاجة ، اختك تهاني ليها مصلحة معانا ، وإحنا زيها ، فعاوزين نتكلم سواعقدت فردوس ما بين حاجبيها في إهتمام ، وسألته بإستغراب :
-مصلحة ؟أجابها بثقة وهو يشير بيده :
-أيوه ، حاجة هاتستفيد منها
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...