في منزل عبد الحق بالزقــــاق الضيق ،،،،
إتجهت إحســـان إلى باب المنزل بعد أن سمعت قرع الجرس ، ثم فتحته ونظرت إلى الواقفة أمـــامه بنظرات حادة وهي تهتف بجدية :
-خشي يا أم نجاح ، أنا مستنياكي من بدري !إبتسمت لها إبتسامة سخيفة وهي تجيبها قائلة :
-ماشي يا أم عبده ، يا رب يا كريمبخطوات متثاقلة ومتهادية - بسبب جسدها الممتليء - ولجت القابلة (الداية ) " أم نجـــاح " إلى الداخــل ، وتسألت بتلهف :
-خير يا أم عبده ، ابنك جالي على ملى وشــه يقولي إنك عاوزانيأشـــارت لها بيدها وهي تقف أمامها مُجيبة إياها بجدية :
-تعالي عاوزاكي في حاجة مهمة !ثم إلتفتت حولها لتنظر نحو الباب ، وتسألت بفضول :
-بس الواد عبده فين ؟لوحت بيدها للخلف وردت عليها بنبرة عادية :
-راح يجيب فكة للأسطى لأحسن مكنش معايا فكةمطت فمها في إستجهان وهي تتابع :
-ممم... طيبجلست الإثنتين على الأريكة ، فتسألت أم نجــاح بجدية وهي تُعيد لف حجابها المتدلي حول رأسها :
-ها ، في إيه ؟لوت إحســـان فمها في تأفف وهي تجيبها بـ :
-البت المزغودة مرات الواد ابني ، بتقول إنها حبلى ، وأنا عاوزاكي تكشفي عليها قصادي وتأكديلي إن كانت بتتكلم جد ولا .. ولا بتكدبقطبت جبينها في إستغراب ، ثم هزت حاجبها بحركة مستنكرة وهي تردف بـ :
-هو الحاجات دي فيها كدب يا أم عبده ؟!!ربتت على فخذها وهي ترد بنزق :
-ماهو عشان كده جيباكي ، ما أنا أصلي مش مطمنة لعمايلها ، دي بت مش سهلة ، وأنا أدرى بيها !هزت أم نجــاح رأسها – وكأنها تؤيدها في رأيها – وردت بخفوت :
-وماله يا حبيبتي ، غالي والطلب رخيص !نهضت إحســـان أولاً من على الأريكة ، وإتجهت صــوب غرفة ابنها عبد الحق ، ودقت على الباب بقوة وهي تهتف عالياً بـ :
-بت يا بطة ، افتحي الباب ، خالتك أم نجاح هنا !أجابتها بصوت مرتفع من الداخل بـ :
-الباب مفتوح يا حماتيأدارت المقبض ، ودفعت الباب للخلف بكف يدها ، ورمقت بطة بنظراتها المستفزة وهي تتابع بصوت آمـــر بـ :
-افردي ضهرك على السرير عشان تكشف عليكيزمت شفتيها وهي ترد عليها بإستسلام :
-طيبإستدارت إحســـان برأسها للخلف ، وظلت مسنودة بذراعها على الحائط الملاصق للباب ، وهتفت بصوت مرتفع :
-يالا يا أم نجـــاح ، البت جاهزةصاحت أم نجـــاح بنبرة حماسية وهي تنهض عن الأريكة :
-حاضر يا أم الغاليثم إتجهت صـــوب الغرفة المشـــار إليها ، وأردفت بنبرة فرحة وهي تلج للغرفة :
-بسم الله الرحمن الرحيم ، يا رب يا كريم ، هات البشرى من عندك !
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...