في منزل الجــــارة أم بطة ،،،،
اختلطت عبرات عبد الحق بنحيبه الشديد حينما أبلغته والدة زوجته عن الإجهاض الزائف لجنينها ..
واختنق صوته وهو يهتف قائلاً بصدمة :
-ملحقتش أفرح بيه !
-نصيبك يا بني ، ربنا يخلف عليكم بالأحسنإدعت بطــــة بكائها الحــــار وهي تغطي بكف يدها فمها قائلة بصوت متشنج :
-أمك هي السبب ، هي اللي عملت فيا كده ، ياما قولتلك هي بتكرهني ، وأهي قتلت ابننا قبل ما يشوف النورتــأوه عبد الحق بصوت يحمل الحزن العميق قائلاً :
-آآآآه .. ده أنا كنت مستنيه .. آآآههتفت أم بطة بصوت جـــاد وهي ترمق إبنتها بنظرات محذرة :
-خلاص يا بطة ، ربنا مش رايد !هزت رأسها معترضة وهي تجيبها بإحتجاج :
-لأ يامه ، أنا استحملت كتير عشان حتت العيل ده ، وفي الأخر يروح كده على ايد أمه ، وكنت هاموت فيها .. إهـــيء .. اهيءثم أجهشت ببكـــاء أشد مصاحباً بالعويل ..
أمسك عبد الحق بكف يدها ، ونظر لها بتوسل ، وأردف قائلاً بنبر راجية :
-خلاص يا بطة ، أنا هاعوضك عن اللي حصل !ردت عليه بنبرة إستنكار وهي ترمقه بنظرات معاتبة :
-وهو في حاجة بعد الضنا بتتعوض ؟!حدجتها والدتها بنظرات محذرة للغاية وهي تقول بجدية :
-يا بت اسمعي كلام جوزك ، إنتي مش شايفة حالته عاملة إزاي ؟تابع عبد الحق حديثه بصوت مختنق بـ :
-وربنا ما هاخليكي تعاني تاني معاها ، أنا هاجيبلك أوضة لوحدك ونبعد عن أمي خالص والمشاكل دي كلها !غمزت لها والدتها قائلة بتريث وهي تشير بإصبعها :
-سامعة ، اهوو الراجل شاري خاطركهزت كتفيها في عدم تصديق ، وهتفت قائلة بصوت مبحوح :
-كلام يامه ، وساعة الجد هلاقيه آآ...قاطعها بنبرة جـــادة وهو يشير برأسه :
-لأ ده مش كلام ، أنا مش عاوز أعيش بين نارين ، أنا هاتصرف وهاشوف أي حتة كده تلمنا ..!ثم صمت للحظة ليلتقط أنفاسه قبل أن يقول بإستعطاف :
-بس ارجعي معايا الله يكرمك !هزت رأسها معترضة ، وأجفلت عينيها للأسفل قائلة بحزن :
-لألأ .. إنت سبتني معاها وعملت فيا كده !هتف قائلاً بنبرة مهتمة وهو يرمقها بنظرات صـــادقة في وعده :
-هو بس كام يوم ، وهاتشوفي!مطت والدتها شفتيها في ضيق ، فإبنتها تلعب بالنيران ، وتجازف بكل شيء من أجـــل الإستمرار في خطتها الماكرة .. وخشيت ألا تصغي لها ، وتتبع فقط صوت عِنادها .. فلوحت بيدها قائلة بإمتعاض وهي تحدق بها بجدية :
-استهدي بالله يا بنتي ، وإن شاء الله خير !
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...