في مشفى الجندي الخـــاص ،،،،
إندفع عدد من الممرضين إلى داخل غرفة العناية الخاصة بعد أن أبلغت الممرضة عن حــالة الهياج العصبي التي إنتابت أوس ..
حــــاول أحدهم الإمساك به من كتفه ، فدفعه أوس بعنف إلى الخلف وهو يصدح بصراخ مرتفع :
-اطلع برا يا كلبحـــاول ممرض أخــــر الإمســــاك به ، وهو يتوسل له قائلاً :
-يا باشا ماينفعش اللي بتعمله ده !لكمه أوس في فكه وهو ينهره بصراخ حــــاد :
-إنت هاتقولي أعمل ، امشي يا حيوان من هنا !تدخــل طبيب مــا في الحوار ، وأردف قائلاً بحذر وهو يشير بيده لثلاثة ممرضين حضروا معه للإمســاك بأوس :
-سامحنا يا باشا ، مش هاينفع اللي بيحصل هناحدجه أوس بنظرات شرسة وهو يهدر عالياً بـ :
-محدش ليه دعـــوة ، أنا هنا أعمل اللي عاوزهتابع الطبيب بجدية قائلاً :
-كده خطر عليهاعــــاود أوس النظر إلى تقى الغائبة عن الوعي ، وصــاح بصوت متشنج وهو يهز جسدها الهزيل بـ :
-شايفة يا تقى عاوزين يبعدوكي عني ، بس مش هايحصل ، مش هايحصلضم هو تقى إلى صدره ، وحـــاول أن ينهض بها عن الفراش ، فأحــاط به الممرضون ، وحاول إثنين منهم تحرير تقى من بين ذراعيه ، وثلاثة أخرون الإمســـاك به والسيطرة عليه ..
إهتـــاج أوس أكثر بعد أن نجح الممرضَين في إنتزاع تقى منه حضنه ، وبدأ يلكم كل من يقترب منه ..
قفز ممرض ضخم الجثة على أوس ليطرحـــه أرضاً ، ثم جثى عليه ، وثبته ممرض أخـــر من ذراعه ، في حين أمسك ثالث به من قدميه ، ولكن أفلت هو ساقه وركله في وجهه ، فإرتد ذاك الممرض للخلف ، وسقط على وجهه ..
إنضم ممرض رابع إليهم وأمسك بذراع أوس الأخــر بعد أن ألقى يثقل جسده عليه ، في حين اقترب الطبيب منه ومعه إبرة طبية مهدئة ، وأردف بصوت شبه مرتعد وهو ينظر بقلق له :
-أنا أسف يا باشا ، بس .. بس ده أحسنلك وأحسنلهاصــــر هو على أسنانه وهو يهدر بعنف محدجاً إياهم بنظرات مشتعلة :
-هاموتكم كلكم ، قسما بالله ما هارحمكم ، مش هاسيبكم بعد اللي عملتوه ، مش هاسيبكم !كافح أوس لتخليص نفسه من أيديهم ، وظل ينتفض لأكثر من مرة بقوة مفرطة ، ولكن الكثرة تغلب الشجاعة ، وأصبح مقيداً تماماً منهم ..
تمكن أحد الممرضين من إبراز ســاعده ليغرز الطبيب الإبرة الطبية فيه ، وهو يتابع بحيطة :
-إرتاح يا باشا ، وكل حاجة هاتتصلحأمســــك أوس بياقة الطبيب ، وجذبه نحو رأسه وحدجه بتلك النظرات المميتة التي جعلت الطبيب يرتجف وينظر له بهلع ..
ثم قبض على عنقه ، وخنقه ، وهو يصر على أسنانه صارخاً بشراسة :
-هاموتك ، هاقتلك بإيدي دولخدشـــه أوس في عنقه ، فتأوه الطبيب من الآلم ، وكـــاد أن يختنق وحاول أن يخلص نفسه منه .. وإجتهد ممرض في مساعدته ، وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى إرتخى جسده تماماً ليتمكن الطبيب من تحرير عنقه ، ويتراجع للخلف وهو يسعل ....
إلتقط أنفاسه وأردف بصوت متحشرج :
-كح ..كح .. ده أنا كنت هاموت تحت ايده !
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...