46

7.3K 236 13
                                    


في منزل تقى عوض الله ،،،،

إستغلت ناريمان إنشغــــال الجميع ، وتسللت على اطراف أصابعها لتنسحب بحذر من المشهد ، وتخرج من المنزل دون أن ينتبه لها أي أحـــد ...
وأسرعت بالنزول ركضاً على الدرج لتهرب قبل أن يفتك بها ممدوح بعدما عرف السر الذي يخص ابنته ليــــان ..

لم تعبأ بالجـــارة التي اصطدمت بها أثناء هرولتها ، ولا بالسباب الذي تلقته منها ، فشاغلها الأكبر هو الفرار والنجاة بحياتها ..

وصلت عند مدخــل البناية ، ووجدت حراسة أوس تســد المدخل ، فإخترقتهم بتوتر ، وبحثت عن سيارتها بنظرات مذعورة ..
ثم ركبت السيارة وأمرت سائقها بصوت لاهث بـ :
-اطلع أوام منها

هز السائق رأسه إمتثالاً لطلبها قائلاً بهدوء :
-حاضر يا هانم !

تنفست هي بصعوبة ، وإرتفع صدرها وهبط من شدة التوتر الممزوج بالخوف ..
ثم أمسكت بيدها المرتجفة بهاتفها المحمول ، وطلبت رقم زوجها ، ووضعت الهاتف على أذنها محدثة نفسها بهلع :
-روحنا في داهية ، كل حاجة ضاعت !

إرتجفت شفتيها بشــدة ، واصطكت أسنانها .. فحاولت أن تأخذ أنفاساً عميقاً لتسيطر على زيــادة نسبة الإدرنالين في دمها ..

أجاب مهاب على إتصالها ببرود بـ :
-في ايه ؟

هتفت فيه بتشنج وهي ترمش بعصبية :
-الحق يا مهاب ، في كارثة حصلت !!!!!!
.................................

حدقت تقى - بتعابير وجهها المرتعدة - في إتجـــاه أوس بنظرات مذعــــورة ، وزادت إرتجافتها مع اقترابه المحتوم منها ..
أدركت أنها تخلت عن حصنها الوحيد حينما هبت مندفعة من أجــل والدها ، ونسيت للحظة أن جلادها يقف بالخـــارج ينتظر فرصته للإنقضاض عليها ..

لم يشعرْ أوس بالإرتيـــاح إلا حينما رأهـــا أمامه .. واعية ، مدركة للحيــاة ..
فخفق قلبه بفرحة عجيبة ، وإنتفض مسرعاً نحوها حتى وقف قبالتها ، ورمقها بنظرات مطولة متفحصة لكل ذرة فيها ..
إنفرجت تشنجات وجهه لوهلة ، ومـــد أصابع كفه بحـــذر ليتلمس وجهها .. حتى يؤكد لنفسه أنه لا يتوهم رؤيتها ..
ثم لا شعورياً لف ذراعيه حولها ، وإحتضنها بإشتياق عجيب ، وألصق صدرها بصدره وهمس لها قائلاً :
-تقــــى ! مش هاسيبك أبداً ، مش هاتبعدي عني للحظة ! إنتي ليا وبس !
.....................

إنتبهت فردوس لما يحدث مع إبنتها ، واقتراب أوس الشديد منها ، فقطبت جبينها بإستنكار ، وأرادت التوجه نحوهما ، ولكن منعها دفع ممدوح لتهاني عليها بقوة لتعيد تسليط أنظارها عليه وهو يقول بغضب :
-حق إيه يا تهاني ، إنتي مالكيش حاجة عندي !

تشنجت تهاني وهي تقول بإحتجاج :
-لأ ليا كل حاجة ، ابني وفلوسي وبنتي اللي لسه عايشة

وعلى ذكـــر إسم ابنتها ، حــاد ممدوح بعينيه عن تهاني ليبحث عن ناريمان ليحاسبها عن إخفــــاء تلك الحقيقة عنه .. فلم يجدها ، فإكفهر وجهه أكثر ، وهّمّ بالتحرك ، ولكن إنقضت عليه تهاني لتفترسه بأظافرها وهي تصرخ فيه بغضب عــــارم :
-مش هاتهرب قبل ما أحاسبك على اللي عملته فيا ، سرقتني ورميتني انت وصاحبك ، وخدتوا مني ابني وحرمتوني من بنتي !

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن