في منزل عبد الحق بالزقــــاق الشعبي ،،،،
تعمدت بطـــة أن تتمايل بجسدها وهي تنظف الأرضية الخشبية القديمة بقطعة القماش البالية أو ما يُطلق عليها مجازاً " الخُرقة " أمـــام زوجها عبد الحق لتثير غرائزه ، وبالفعل نجحت في هذا ، فقد إرتفعت درجة إثارته ،وظل ينظر لها برغبة وإشتهاء وهو يتحسس صدره قائلاً بهمس :
-تتاكلي أكل يا بنت الأيه !تابعتهما والدته " إحســــان " بنظراتها الساخطة ، ولوت فمها في إمتعاض ، ثم أردفت بصوت شبه حــــاد :
-نضفي يا بت عدل ، بلاش مياصة وقلة أدبتوقفت بطة عمــا تفعل ، وإعتدلت في وقفتها ، ورمقتها بنظرات محتجة وهي تهتف بإعتراض :
-ما أنا طالع عيني أهوو ، مش أعدة بألعبغمغمت إحســان بخفوت وهي تحدجها بنظراته الإحتقارية قائلة :
-الوســخ هايفضل طول عمره وسخ مهما نضف !حدجها عبد الحق بنظرات إستنكار وهو يعاتبها بـ :
-إيه يامه الكلام ده ، ماهو البت مش بتقولك لأ أبداً ، وبتعمل اللي بتؤمريها بهرمقته بنظرات جـــادة وهي ترد بصرامة عليه :
-هي تقدر تقولي لأ ، ده أقطم رقبتها!زم فمـــه في تأفف ، وحدث نفسه بسخط قائلاً :
-أعوذو بالله ، هو اللي يقول الحق في الزمن ده يكفر !تمتمت بطة هي الأخـــرى مع نفسها بكلمات غاضبة وهي تزيح المياه بالخرقة وتضعها في الدلو بـ :
-ولية حيزبون عقربة عاوزة الحرق ، إن ما طلعتهم على عينك مابقاش أنا بطةوضـــعت بطــة خطة محكمة – من وجهة نظرها – لرد إعتبارها من تلك المرأة البغيضة ، والإنتقـــام منها دون الحاجة للإشتباك معها ..
وستنتظر الفرصة المناسبة للبدء في تنفيذها ..نهضت إحســـان من على الأريكة ، وتوجهت نحو المطبخ ، فتابعها عبد الحق بنظرات فرحة ، ثم بخطوات محسوبة نهض هو الأخــر من مكانه ، وتوجه نحو زوجته ..
بدأ هو في مداعبتها بكلمات شبه معسولة وهو يتلمس ظهرها هامساً بـ :
-يا قايدة في قلبي النـــار وآآ...قاطعته بدلال وهي تزيح يدها :
-لأ أوعى ، مش عاوزاك تلمسني !لف ذراعيه حول خصرها ، وضمها قليلاً إليه وهو ينظر لها بشوق ، وإبتسم لها قائلاً :
-ليه بس يا مــزة ؟تلوت بجسدها في أحضانه ، وهي تعاتبه بصوت رقيق :
-يعني مش شايف أمك وعمايلها !تلاشت إبتسامته وهو يرد عليها بإحباط :
-هاعملها ايه ، هو طبعها كده !!!لوت شفتيها في إمتعاض وهي تحدث نفسها بـ :
-طبع ابن ***تأملها عبد الحق بنظرات جريئة متفحصة لمفاتنها ، وأردف بنبرة عابثة :
-بس إيه الحلاوة دي ، إنتي دورتي وألوظتي وآآ...
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romansaرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...