#نساء_الطفوف -٢-
دلهم بنت عمير زوجة زهير بن القين
كانت إمرأة صالحة وكانت معه في سفره الذي عاد منه من الحج في السنة التي كانت فيها واقعة كربلاء، ولكنه كان يتحاشى الإمام الحسين ع في المسير فلاينزل في الطريق في المكان الذي ينزل فيه الإمام ع لإنه كان #عثماني_الهوى.
وبعدها نزلوا في مكان لم يجدوا بداً منه قريب من منزل الامام الحسين ع، فبعث اليه الإمام ع رسوله..
فكره زهير الذهاب إلى الحسين، فقالت له زوجته: يا سبحان الله! أيبعث اليك الحسين بن فاطمة ابن رسول الله ثمّ لا تأتيه، ما ضرك لو أتيته فسمعت كلامه ورجعت، فذهب زهير على كره، فما لبث أن عاد مستبشراً ضاحكاً وقد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه فقلع، وضم فسطاطه بركب الإمام الحسين. ثم ودّع زوجته، وفي رواية قال لها: أنت طالق فأني لا أحب ان يصيبك بسببي الا خير، فتقدمي مع أخيك حتى تصلي إلى منزلك، فإني قد وطنت نفسي على الموت مع الحسين لأفديه بنفسي واقيه بروحي.
وقال لمن كان معه من أصحابه: من أحبّ منكم أن يتبعني، وإلاّ فانّه آخر العهد.
ثم اعطى لزوجته مالها وسلمها الى بعض بني عمها ليوصلها الى اهلها، فقامت اليه وبكت وودعته وقالت كان الله عوناً ومعيناً، خار الله لك
اسألك ان تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام.ويفرح زهير بولائه للإمام الحسين ع بقوله لعزرة الذي ارسله ابن سعد نحو الحسين ع:
فقال زهير:
يا عزرة، إنّ الله قد زكّاها، وهداها، فاتق الله - يا عزرة - فإني لك من الناصحين، أنشدك الله - يا عزرة - أن لا تكون ممن يعين أهل الضلالة على قتل النفوس الزكية.
ثم قال عزرة:
يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت إنما كنت على غير رأيهم؟!
قال زهير:
أ فلست تستدل بموقفي هذا أني منهم، أما والله ما كتبت إليه كتابا قط، ولا أرسلت إليه رسولا، ولا وعدته نصرتي، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه عدوّه، فرأيت أن أنصره، وأن أكون من حزبه، وأجعل نفسي دون نفسه لما ضيعتم من حق رسوله.اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم