نساء_الطفوف -٤-

143 14 5
                                    

#

لماذا حمل الإمام الحُسين ع معه نساءه وعياله إلى كربلاء؟! (الجزء الثاني)

لقد حمل الإمام معه جملة من المبلغات اللائي كانت الواقعة بحاجة إلى خطابهن تماماً كما كانت الثورة بحاجة إلى دمه وتضحيته. والى هذا يشير الشيخ مرتضی مطهري في كتابه الملحمة الحسينية: «التكتيك التبليغي هو حمله لاهله وعياله وأولاده في القافلة الحسينية وبهذه الطريقة يكون قد استخدم العدو استخداماً غير مباشر من خلال فرض هؤلاء الناس كحرية تبليغية ورسل دعاية للاسلام الحسيني ضد يزيد»..
ويضيف: «أن الإمام استخدم عددا من المبلغين الذين اخذهم العدو بيده وبإرادته لينفذوا إلى قلب حكومة العدو في الشام وهو بحد ذاته تكتيك يفوق التصور الاعتيادي».

فالإمام لم يأخذ معه نساء عادیات انما أخذ معه نساء واعيات مؤمنات بثورته وهن ايضا مبلغات يمتلكن ادوات التبليغ السليم ليعرفن الناس بالقضية والثورة وأهدافها واسبابها ويكشفن النقاب عن الوجه الاموي الأسود وليكن سببا لهز الوضع العام وتحريکه وضخ القيم الجديدة وتخليد النهضة الحسينية في الوجدان الشعبي كل هذه القرون.

ولقد استوقفه كثيرون وحاولوا ثني الامام عن اخذ النساء معه لكنه أصر على أن تكون النساء ضمن قافلته وقال له عبد الله بن عباس: فإن عصيتني وابيت إلا الخروج إلى الكوفة فلا تخرجن نساءك وولدك معك.

وقال لأخيه محمد بن الحنفية: شاء الله أن يراني قتيلا ويرى النساء سبايا

فلما كان في السحر ارتحل الحسين عليه السلام فبلغ ذلك ابن الحنفية فاتاه فاخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له: يا اخي ألم تعدني النظر فيما سألت؟ قال: بلى، قال : فما حداك على الخروج عاجلا؟ فقال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما فارقتك فقال: يا حسين عليه السلام أخرج فان الله قد شاء أن يراك قتيلا، فقال له ابن الحنفية إنا لله وإنا إليه راجعون.. فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟ فقال له: قد قال لي: إن الله قد شاء أن يراهن سبایا...

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

المهدي املي 💗حيث تعيش القصص. اكتشف الآن